Skip to main content
هذا ما يأكله أطباء دمشق خلال التصدّي لفيروس كورونا... حبّة بطاطا و10 زيتونات
عمار الحلبي
أطباء مكافحة كورونا في دمشق يعانون من سوء التغذية (فيسبوك)

تتفاقم المعاناة اليومية التي يعيشها أطباء مستشفيات عزل مصابي كورونا في العاصمة السورية دمشق، بسبب المعاملة السيئة التي يقابلون بها رغم الضغوط الهائلة الصحية التي يواجهونها، ومن ذلك نوعية الطعام المتوفر لهم.

وتشهد دمشق، منذ أسابيع، موجةً جديدةً من فيروس كورونا، إذ تمتلئ غرف العناية المركّزة وأجهزة التنفس الاصطناعي بالمصابين، مما خلّف ضغطًا غير مسبوق على الكوادر الطبّية التي تتولى التصدّي للوباء لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.

لكن ثمة قصّة أخرى أكثر ألمًا، إذ يعاني هؤلاء الأطباء من قلّة الموارد المعيشية الأساسية بشكلٍ لا يتلاءم مع الدور الذي يقومون به.

وتداول الآلاف ما نشرته صفحة "يوميات طبيب" على موقع "فيسبوك"، إذ عمّمت صورةً تظهر وجبة فطور الأطباء داخل مستشفى "ابن النفيس" في العاصمة السورية، والمكونة من قطعة صغيرة من الجبن، ونحو عشر حبات زيتون، وقطعة خبز.

وعادت الصفحة ذاتها لتنشر صورةً أخرى لوجبة الغداء المخصّصة للأطباء المناوبين في المستشفى نفسه، وأظهرت قطعة خبز جافة، وقليلا من البطاطا المهروسة، إضافةً إلى قليل من الحساء.

وأثارت الصور ردود فعل غاضبة بين السوريين، لا سيما أن الأطباء العاملين على الخط الأول لمحاربة الوباء حول العالم يحظون بعناية زائدة، من بينها توفير وجبات غذائية مناسبة لساعات العمل الطويلة، وتوفير أماكن راحة ملائمة، وهو ما ليس متوفرًا في مستشفيات النظام السوري.

وقال طبيب يعمل في أحد مستشفيات العزل في دمشق: "الصور واقعية، وتعبّر عمّا يجري داخل المستشفيات".

وأوضح الطبيب، الذي رفض الكشف عن هويته: "نعمل لمدّة 11 ساعة يوميًا، ونحصل خلالها على وجبتي طعام، لكنه طعام غير كاف للحصول على الطاقة المناسبة للعمل الشاق، وغالبية الأطباء يقومون بإرسال موظفي المستشفى لشراء وجبات سريعة من الخارج على حسابهم الشخصي، ليتمكّنوا من إتمام عملهم".

وأضاف أن "الطعام ليس المشكلة الوحيدة، إذ لا يحظى الأطباء بأية عناية أو اهتمام من الحكومة، بما في ذلك الرواتب الزهيدة المتزامنة مع الغلاء، وانخفاض قيمة العملة المحلية، إضافةً إلى ساعات العمل الطويلة".