هدوء في أنقرة بعد ليلة ساخنة وهجمات ضد السوريين

هدوء في أنقرة بعد ليلة ساخنة وهجمات ضد السوريين

12 اغسطس 2021
تدمير سيارات سوريين وهجمات وحرق لممتلكاتهم (فيسبوك)
+ الخط -

حلّ الهدوء في العاصمة التركية أنقرة بعد منتصف الليل، عقب ليلة ساخنة شهدتها منطقة ألتن داغ، وتظاهرات وهجمات استهدفت السوريين المقيمين في المنطقة على خلفية مقتل شاب تركي قبل يومين.

وشهد حيّ بطال ليلة ساخنة على وقع هجوم مواطنين أتراك على السوريين المقيمين في الحي، بعد مقتل شاب تركي وجرح آخر، إثر شجار حصل بين مجموعتين من الشبان السوريين والأتراك، الثلاثاء الماضي، حيث توفي الشاب التركي أميرهان يالجن (18 عاماً) متأثراً بجراحه، فيما اعتقلت قوات الأمن شابين سوريين للاشتباه بتورطهما في الحادثة، ووجهت النيابة العامة لهما تهمة القتل العمد بعد التحقيق معهما.

ولا يزال التوتر مسيطراً على الشارع التركي، مع استمرار حملات التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسام الشارع التركي وحالة الاستقطاب السياسي، وانتشار هاشتاغات تدعم الحكومة أو المعارضة ومواقفها من اللاجئين السوريين في البلاد.

وانتشر هاشتاغ "لا تلمس أخي"، اليوم الخميس، على منصات التواصل الاجتماعي، كما عشرات آلاف المنشورات التي انقسمت ما بين غاضب وأخرى مدافعة عن السوريين، حمّل بعضها سياسيين معارضين محسوبين على التيار القومي مسؤولية ما حصل، وخاصة النائب البرلماني أوميت اوزداغ، والسياسيين إيلاي آكسوي، وسنان أوغان، ورئيس بلدية لولو، تانجو أوزجان.

وفي الوقت الذي لم تظهر فيه حصيلة الأضرار والضحايا نتيجة أعمال التخريب التي حصلت، نشر سوريون على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأطفال خائفين وآخرين مصابين والدماء تسيل منهم، جرّاء رمي الحجارة على منازلهم.

وأظهرت اللقطات المصوّرة عشرات الشبان الأتراك يحاولون تخطي القوى الأمنية التي تقطع الطرقات الرئيسية، في ظلّ مناشدات الشرطة لأهالي المنطقة بالهدوء وضبط النفس، وعدم السماح للمحرّضين باستغلال الحادثة. 

كما أظهرت مقاطع أخرى تدمير عدة سيارات يملكها سوريون، ولقطات أخرى عن هجمات وحرق لممتلكات ومتاجر سوريين، فضلا عن إلقاء الحجارة على بيوتهم.

ولاحقاً، نشرت ولاية أنقرة بياناً قالت فيه إنّ "التظاهرات والأحداث التي شهدتها منطقة ألتن داغ، مساء الأربعاء، انتهت بسبب جهود قوى الشرطة وهدوء المواطنين، ونطالب الشعب بعدم الانصياع لعمليات التحريض الحاصلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

من ناحيتها، أصدرت مديرية الأمن في العاصمة أنقرة بياناً قالت فيه إنّ "بعض المشاهد التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة ألتن داغ غير صحيحة، وجرت في بلدان أخرى، ويتم تداولها بهدف التحريض". وأضافت أنها "بدأت التحقيقات في الحسابات التي تتداول هذه المقاطع، كما أنّ المنطقة لم تشهد حرقاً للممتلكات أو تدميراً للسيارات، بل هي مشاهد تحريضية جرت هذا العام في دول أخرى".

وتزامناً مع الأحداث التي جرت في أنقرة، قال زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، عبر حسابه الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي: "أيها الشعب، في الأيام الأخيرة هناك حملات تحريض عبر اللاجئين السوريين والأفغان، وأستطيع رؤية المكان الذي ستذهب إليه عمليات التحريض هذه، لن أسمح للحكومة بتحويل البلاد إلى محرقة، نحن سنحلّ أزمة اللاجئين بشكل ذكي، ونرسل الضيوف لبلادهم بالطبل والزمر.. رجاءً التزموا الهدوء".

وتشهد تركيا أخيراً حالة نقاش مستمرة حول اللاجئين، مع تخوّف من حصول موجة لجوء جديدة من أفغانستان. 

ومع تصاعد الخلاف السياسي بين الحكومة والمعارضة، واقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي يُنتظر أن تُجرى في العام 2023، مع توقع بتقديمها للعام المقبل، يبدو أنّ الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من حملات التحريض ضدّ اللاجئين السوريين والأجانب.

المساهمون