استمع إلى الملخص
- شهد يناير 2025 ثاني أدنى مستوى للجليد البحري في القطب الشمالي، مع ارتفاع درجات الحرارة حول غرينلاند، مما يعكس تسارع الاحترار ويفتح طرق شحن جديدة.
- أظهرت بيانات 2024 أن درجات حرارة الهواء السطحي في القطب الشمالي كانت في ثاني أعلى مستوى، مما يسرع ذوبان الجليد ويزيد من القلق بشأن التغيرات المناخية العالمية.
أفاد عالم مناخ أميركي بارز، اليوم الثلاثاء، بأنّ الهدف طويل المدى المتمثّل في الحدّ من الاحترار المناخي عند درجتَين مئويّتَين إضافيّتَين مقارنة بفترة ما قبل الصناعة، الذي حدّدته اتفاقية باريس للمناخ (2005)، قد "زال". وخلال هذا الأسبوع، نشر كبير علماء المناخ السابق في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) جيمس إدوارد هانسن، إلى جانب عدد كبير من العلماء، دراسة خلصت إلى أنّ الاستخفاف جرى بعدد من الظواهر الكامنة وراء تغير المناخ الحاصل.
Our new paper, "Global Warming Has Accelerated: Are the United Nations and the Public Well-Informed?" is published and is available here: https://t.co/tHmFuUR2wW
— James Edward Hansen (@DrJamesEHansen) February 4, 2025
وبحسب تحليلهم للوضع الحالي وتوقعاتهم، أكد هانسن أنّ "هدف الدرجتَين المئويّتَين زال"، وذلك خلال عرض نتائج الدراسة اليوم. وأشار إلى أنّ أحد السيناريوهات الطموحة للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الذي يعتمد على انخفاض كبير في انبعاثات غازات الدفيئة الذي قد يجعل احتواء ارتفاع درجة الحرارة تحت هذه العتبة أمراً ممكناً، صار "مستحيلاً اليوم".
وأوضح العالم الأميركي أنّ السبب الكامن وراء ذلك هو الاستهلاك العالمي للطاقة الذي "يتزايد وسوف يستمرّ في التزايد"، إذ "ما زال جزء كبير من الطاقة يتأتّى من الوقود الأحفوري"، المصدر الرئيسي لانبعاثات الغازات المسبّبة لمفعول الدفيئة. وبالإضافة إلى تحوّل الطاقة البطيء جداً، أقرّ العالم وأعضاء فريقه في دراستهم بـ"الافتقار إلى الواقعية في تقييم المناخ"، مشيرين إلى أنّ المناخ أكثر حساسية تجاه انبعاثات غازات الدفيئة مقارنة بالمتصوَّر اليوم.
يناير 2025 شهد ثاني أدنى مستوى للجليد بالقطب الشمالي وسط الاحترار
من جهة أخرى، أفاد تحليل أميركي، صادر أمس الثلاثاء، بأنّ الجليد البحري في القطب الشمالي سجّل في خلال الشهر المنصرم ثاني أدنى مستوى له في شهر يناير/ كانون الثاني، بعد أن شهدت المناطق المحيطة بغرينلاند درجات حرارة أعلى بكثير من المتوسّط. وقد ارتفعت درجة حرارة كلّ من منطقتَي القطب الشمالي والقطب الجنوبي بنحو ثلاث درجات مئوية مقارنة بمستويات أواخر القرن التاسع عشر، الأمر الذي يُعَدّ أسرع بكثير من المتوسط العالمي.
وأوضح المركز الوطني الأميركي لبيانات الثلوج والجليد (NSIDC) أنّ مساحة سطح الجليد البحري في القطب الشمالي كانت عند أدنى مستوى قياسي في ديسمبر/ كانون الأول 2024، واستمرّت عند معدّلات قريبة من مستوياتها القياسية في يناير 2025. ولفت إلى أنّ متوسط السطح في يناير بلغ 13.13 مليون كيلومتر مربّع. وبيّن المركز أنّ "بخلاف الظروف الباردة التي تهيمن على الولايات المتحدة الأميركية المجاورة، فقد شهدت معظم مناطق القطب الشمالي درجات حرارة أعلى من المتوسط في يناير" من العام الجاري.
أضاف التقرير أنّ هذا الأمر كان ملحوظاً خصوصاً في شمال غرينلاند ووسط ألاسكا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى ثماني درجات مئوية فوق المعدّل لهذا الشهر. وتقع غرينلاند ما بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، في منطقة ذات قيمة استراتيجية متزايدة، حيث يفتح ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي طرق شحن جديدة. يُذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح في أكثر من مرّة بنيّته جعل تصبح هذه الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي جزءاً من الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنّها تحتوي على احتياطيات كبيرة غير مستغلّة من المعادن والنفط بحسب الاعتقادات.
وكانت درجات حرارة الهواء السطحي السنوية في القطب الشمالي، في عام 2024، في ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق، وفقاً لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأميركية. وتؤدّي درجات الحرارة المرتفعة إلى ذوبان الجليد البحري، الأمر الذي يساهم بدوره في تسريع الاحترار في المنطقة، حيث تمتصّ مياه البحر الداكنة مزيداً من الإشعاع الشمسي وبالتالي تساعد في تسخين الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى تسريع ذوبان الجليد.
(فرانس برس)