هارون أبو عرام... رفض مصادرة مولد الكهرباء فأصابه الاحتلال بالشلل

الفلسطيني هارون أبو عرام... رفض مصادرة مولد الكهرباء فأصابه الاحتلال بالشلل

02 يناير 2021
قرر الأطباء تنويم هارون أبو عرام بعد إصابته برصاصة في الرقبة (فيسبوك)
+ الخط -

يرفض الاحتلال الإسرائيلي وصول الكهرباء إلى الفلسطينيين في مسافر يطا جنوب الخليل، ولا يسمح لهم بإمداد خطوط الكهرباء، أو إنشاء شبكة كهرباء قُطْرِيَّة، ما دفع السكان إلى شراء مولدات، ومنهم الشاب هارون أبو عرام (23 سنة) من سكان منطقة الركيز، لكن الاحتلال يرفض ذلك أيضاً.
قرّر جنود الاحتلال، أمس الجمعة، مصادرة مولد الكهرباء، فتصدى لهم هارون لإنقاذ المولد، فأطلق أحد الجنود الرصاص على رقبته، مما أدى إلى تهتك في فقرات الرقبة، وتمزيق النخاع الشوكي، فتحول من شاب فلسطيني يحارب عتمة الاحتلال بمولد كهرباء إلى أحد الأشخاص ذوي الإعاقة بعد أن تسببت الرصاصة له في شلل رباعي.

وروى رئيس مجلس قروي المسافر، نضال يونس، لـ"العربي الجديد"، ما حصل قائلاً: "دعا هارون، وهو أكبر إخوته الستة، خطيبته دعاء إلى طعام الغداء، أمس الجمعة، وفي الأثناء اقتحمت الإدارة المدنية الإسرائيلية برفقة جنود الاحتلال منزل جيران هارون لتصوير المنزل. ربما لهدمه لاحقاً، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المسافر خلال الأشهر الأخيرة".

وأضاف يونس: "كان الجيران قد أخذوا المولد لاستخدامه مؤقتاً، وعندما علم هارون أنهم عثروا على المولد حاول منع مصادرته، وخلال ذلك أطلق أحد الجنود النار بشكل مباشر عليه رغم أنه لم يكن يُشكل خطراً، ورصدت إحدى الصور تهديد الجندي بقتل هارون قبل إطلاق الرصاص عليه".

وقال عم هارون، كايد أبو عرام، لـ"العربي الجديد"، إن "وضعه الصحي مؤسف، إذ أصابته الرصاصة بشلل رباعي؛ ووالده من هول الصدمة لا يقدر على الكلام، ونقلناه إلى مشفى الأهلي التخصصي في مدينة الخليل، وقد نضطر إلى نقله إلى أحد مستشفيات الداخل الفلسطيني المحتل، وما زال هارون تحت تأثير التنويم المؤقت الذي يتبعه الأطباء مع حالته، يصحو من حين إلى آخر، لكنه لا يقوى على الكلام، وعيناه فقط تتحركان".

الصورة
قرر الأطباء تنويم هارون أبو عرام بعد إصابته برصاصة في الرقبة (فيسبوك

عاش هارون أبو عرام مع عائلته رحلة تنقل بين مناطق مسافر يطا منذ ما يزيد عن 15 سنة، وقال ناجح النواجعة، وهو والد خطيبة هارون، لـ"لعربي الجديد"، إن "الاحتلال هدم منزل عائلة هارون قبل نحو شهر، واضطرت العائلة إلى الحياة في كهفٍ قريب من منزلهم في منطقة الركيز، والذي هدمه الاحتلال أكثر من مرة خلال ثلاث سنوات، غير عدد المرات التي هدم فيها منزلهم السابق في منطقة الفخيت".

  وتعاني 22 قرية وخربة من أصل 35 من قرى مسافر يطا، من غياب شبكة الكهرباء بسبب إجراءات الاحتلال التي تمنع ذلك، ما يدفع بعض العائلات لشراء مولدات تعمل على البنزين والسولار ويتراوح ثمنها بين 1800_4000 آلاف شيقل (بين 550 – 1250 دولار)، وهو ما يزيد من تكاليف الحياة الشاقة في هذه المناطق، ولا تستطيع سوى  قرابة الستين عائلة من أصل عشرات العائلات امتلاك المولد، الذي يشكل كنزاً ثميناً لتسهيل حياة الناس اليومية.

ويكشف ما تعرض له الشاب هارون أبو عرام الممارسات الإسرائيلية اليومية بحق أهالي مسافر يطا، ما بين هدم المنازل المبنية غالباً من الصفيح، ومصادرة الممتلكات، والتي يتخللها الاعتداء على الأهالي بالضرب، فيما عمد الاحتلال والمستوطنون في الآونة الأخيرة إلى السيطرة على الأراضي، وتقطيع الأشجار، ضمن سياسة ممنهجة لدفع الأهالي إلى الرحيل.