نقص حاد في أسطوانات الأوكسجين بمشافي ريف دير الزور الشرقي

نقص حاد في أسطوانات الأوكسجين بمشافي ريف دير الزور الشرقي

20 ابريل 2021
تزايد عدد الإصابات يعمق الأزمة الصحية أكثر (Getty)
+ الخط -

تشهد المراكز الصحية والمستشفيات في بلدات وقرى ريف مدينة دير الزور الشرقي، أقصى شرقي سورية، الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية "الكردية"، نقصاً حاداً في أسطوانات الأوكسجين والأدوية اللازمة لعلاج مصابي فيروس كورونا، فيما أعلن الفريق الطبي العامل في المنطقة أنه فقد السيطرة ولم يعد قادراً على التصدي للوباء وأصبح الوضع كارثياً بسبب تزايد عدد الإصابات والنقص الحاد في كافة المستلزمات الطبية.

ومن أبرز المناطق التي تشهد أزمة صحية منطقة "الشعيطات"، وخاصة بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج والباغوز والشحيل والبصيرة، التي تعيش نقصاً حاداً في أسطوانات الأوكسجين ومقاييسها، وأجهزة قياسها، والأقنعة والمواد المعقمة، ومعدات حماية الفرق الطبية.

ويقول المدير الإداري في مستشفى الفرات العام ببلدة أبو حمام عبد القادر أبو أحمد لـ"العربي الجديد"، إن المستشفى غير مجهز في الأساس لاستقبال مرضى كورونا، لكن الأهالي قاموا بمساعدة الكادر الطبي بتجهيز مكان لاستقبال 30 مصاباً"، ويشير إلى أن القسم مليء بالمصابين ولا يوجد مكان آخر للمرضى الجدد، وهناك إصابات جديدة بالعشرات تتوافد إلى المستشفى يومياً، لذلك اضطرّ كثير من الأهالي لإرسال مرضاهم إلى محافظتي الرقة والحسكة.

ويضيف أن أربعة مصابين توفوا أخيراً بسبب نفاد الأوكسجين، كما شهدت المنطقة ارتفاعاً في أسعار الأسطوانات، إذ ارتفع سعر الأسطوانة الواحدة من ثلاثة دولارات إلى 20 دولاراً، لكن بسبب زيادة الإنتاج تعطّل المعمل الخاص القريب، أما المعمل التابع للجنة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في دير الزور فإنه بعيد جداً عن المنطقة وعملية الحصول على أسطوانات منه تحتاج إلى انتظار طويل.

وبحسب أبو أحمد، فإن عدد المراجعين إلى المستشفى يومياً يصل إلى نحو 400 شخص، معظمهم يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة ومشاكل تنفسية، لكن قلة عدد المسحات المتوفرة لا تسمح للفرق الطبية بأخذ أكثر من 50 مسحة يومياً، لذا لجأ كثير من المصابين إلى حجر أنفسهم منزلياً ولم يعودوا يرغبون بمراجعة المستشفى.

خالد السالم من بلدة أبو حمام أصيبت زوجته بكورونا أخيراً يقول لـ"العربي الجديد" إنه راجع المستشفى الواقع في بلدته عدة مرات من أجل الحصول على مسكنات وأدوية خافضة للحرارة لكنه لم يجد، ويشير إلى أن أحد الأطباء أرشده إلى مستشفى آخر في المنطقة لكنّه لم يذهب لبعد المسافة.

يتمنى السالم ألّا تسوء حالة زوجته التي تم حجرها في إحدى غرف المنزل، لأنه سيضطر  لنقلها إلى أحد مراكز الحجر الطبية في محافظتي الحسكة والرقة، كونهما تتلقيان دعماً واهتماماً من الإدارة الذاتية أكثر من منطقته، على حد قوله.

ويوم أمس الإثنين، أعلن "فريق الفرات الطبي في منطقة الشعيطات" التي يقطنها نحو 300 ألف نسمة أنه فقد السيطرة ولم يعد قادراً على التصدي لوباء كورونا، وأصبح الوضع كارثياً بعد تزايد عدد المصابين بالفيروس، والنقص الحاد في كافة المستلزمات الطبية.

 

وأشار في بيان إلى أن عمله بات يقتصر على حثّ الذين تظهر عليهم الأعراض على حجر أنفسهم في المنازل وتقديم بعض الأدوية المتوفرة، وناشد في الوقت نفسه كافة الجهات والمنظمات الدولية والحكومية لتقديم كافة المستلزمات الطبية للمنطقة من أسطوانات الأوكسجين ومقاييسها، وأجهزة قياس الأكسجة، والأقنعة والمواد المعقمة، ومعدات حماية الفرق الطبية، إضافة إلى سيارات إسعاف.

وأعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية، يوم الإثنين، تسجيل ست وفيات لمصابين بكورونا و166 إصابة جديدة في مناطقها شمال شرقي البلاد، وارتفاع عدد المصابين إلى 14049 تعافى منهم 1444 وتوفي 462.
 

المساهمون