نصائح ذهبية للتغلب على "رهاب الإبر" لتلقي لقاح كورونا

نصائح ذهبية للتغلب على "رهاب الإبر" لتلقي لقاح كورونا

09 مايو 2021
واحد من كل أربعة بالغين لديه بعض الخوف من الإبر (Getty)
+ الخط -

لا يبدو أليكس دينلي، وهو طالب دكتوراه في الفلسفة ويبلغ من العمر 23 عاماً، في جامعة إلينوي في شيكاغو، متردّدا في تلقي لقاح كورونا. إنه مصمّم على منع انتشار الفيروس، ولم يسقط في فخ أيّ من نظريات المؤامرة حول اللقاح. ومع ذلك، فإنّ الحصول على حقنة فيروس كورونا كانت مرهقة للغاية بالنسبة إليه. كان يخشى أن يؤدّي ذلك إلى نوبة هلع مروعة.

"لا أريد أن أعامل كطفل لأنني أعاني من رهاب. أنا لست طفلاً. لكنني أتصرف كشخص بالغ مصاب بالرهاب"، يقول دينلي، ثم يضيف: "لا أعتقد أنّ اللقاحات مؤلمة بشكل خاص، لكن عقلي يتعاطى مع الموضوع  بطريقة صعبة وغير متوقعة حقاً"، بحسب مجلة "ذا تايم" الأميركية.

يعاني دينلي من "رهاب إصابة حقن الدم"، المعروف أيضاً باسم "رهاب الإبر". وفق الدراسات التي أجريت في بلدان مختلفة، فإنّ واحداً من كل أربعة بالغين لديه بعض الخوف من الإبر، ما يسبّب أعراضاً وأوجاعاً تبدأ في المعدة، وقد تتحوّل إلى نوبات هلع منهكة.

كذلك، فإنّ واحدا من كل عشرة أشخاص يخاف جداً من الإبر، بحسب ما تؤكده ميغان ماكورتري، الأستاذة المساعدة في علم النفس الإكلينيكي في جامعة جيلف في أونتاريو، كندا.

لطالما كان رهاب الإبر مشكلة صحية عامة، إذ يتجنّب 16 بالمائة من البالغين لقاحات الإنفلونزا، لخوفهم من الإبر، وفقاً لتحليل صادر في عام 2019، تناول عدة بلدان ونُشر في مجلة التمريض المتقدمة. لكن المشكلة تبرز بشكل خاص الآن، حيث يسعى مسؤولو الصحة العامة إلى تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص ضدّ فيروس كورونا، وقد يكون الشخص الذي يشعر بالتوتر البسيط بشأن الحقن أقل احتمالية للحصول على لقاح فيروس كورونا.

وقد وجدت دراسة نشرت في فبراير/ شباط الماضي في مجلة Vaccine العالمية -لديها أكثر من مقر في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- "أنه من بين الأشخاص الذين قالوا إنهم من غير المرجح أن يحصلوا على لقاح فيروس كورونا، أو هم غير متأكدين من ذلك، 12 بالمائة منهم  يخافون أو يكرهون الإبر".

لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من رهاب الإبر، تقول ماكمورتري: "هناك عدة آليات يجب اتباعها، أبرزها أنّ مواقع التلقيح يجب أن تُعلم الأشخاص مسبقاً بالأسئلة التي سيتم طرحها عليهم، وإطلاعهم بالتسهيلات التي يمكن إجراؤها لهم، وكيف يمكن أن يكون الموقع نفسه هادئاً ومنظماً، ولا ينبغي إجبار الأشخاص على الانتظار في طوابير طويلة، ما قد يثير القلق، كما يجب تطعيم الأشخاص المتوترين على حدة، حتى لا يضطروا للقلق بشأن وجود جمهور".

وتضيف ماكمورتري: "عند إعطاء الحقنة، يجب على مقدّمي الخدمة تشجيع المرضى على القيام بكل ما يساعدهم في التعامل مع العملية، فقد يرغب البعض في مشاهدة الإبر بينما يريد البعض الآخر الإشاحة بوجههم عنها، لذا يمكن أن تكون مصادر التشتيت مثل الاستماع إلى الموسيقى امراً مهماً في العيادات أو مراكز التطعيم".

ووفق ماكمورتري، يجب ألاّ يستخدم مقدّمو الخدمة لغة توحي بالألم، لأنّ ذلك قد يؤلم أكثر إذا كان الشخص شديد التوتر.

كذلك، تقترح على الأشخاص الذين يواجهون رهاب الإبر، التمسّك بخطة لتوجيههم خلال هذه العملية، منها مثلاً:

-التفكير بآلية لتشتيت انتباهم أثناء الحقنة، وإعدادها مسبقاً حتى يتم تدريب عقلهم عليها.

-مرافقة صديق للمساعدة بعد تلقي اللقاح.

-التحدث مع الطبيب حول إمكانية أخذ تخدير موضعي.

وترى ماكمورتري أن ّالأصدقاء والعائلة يمكنهم أيضاً مساعدة أحبائهم في التغلب على رهاب الإبر، عن طريق عدم مشاركة السلبيات في تجاربهم الخاصة عند تلقي اللقاح، لأن هذا الأمر يعدّ أساسياً لتشجيع الأشخاص على أخذ اللقاح. والأهم من ذلك كله، تجنب جعل أي شخص يشعر بالذنب بشأن مخاوفه. وتنصح الأشخاص الذين يعانون من رهاب الإبر بالاعتراف بذلك، "فهو أمر طبيعي، وليس شيئاً يجب أن نتخطاه".

المساهمون