استمع إلى الملخص
- تسببت الغارة في نزوح كثيف للسكان وزحمة سير، مع إطلاق أعيرة نارية لتنبيه السكان للإخلاء، بينما توجهت فرق الإسعاف والإطفاء للسيطرة على الحريق دون تسجيل إصابات.
- أكد السكان المحليون أن الموقع المستهدف كان ملعبًا مدنيًا وليس مخزن أسلحة، حيث اشتعلت النيران في خيمة لتخزين الثياب والمؤن للفقراء.
بعد نحو شهر على الاستهدافين الإسرائيليين الأخيرين للضاحية الجنوبية لبيروت خلال إجازة عيد الفطر، عادت اليوم الإنذارات الإسرائيلية العاجلة لتثير مخاوف اللبنانيين من استمرار تدهور الوضع الأمني. فقد شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة بثلاثة صواريخ استهدفت المكان المهدد في منطقة الحدت - الجاموس في الضاحية الجنوبية، بعد أن نفّذ ثلاث غارات تحذيرية من المسيّرات، ودمّر مستودعاً وتسبّب بتضرّر عدد من الأبنية والسيارات، وفق الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان (رسمية).
وتسبب الاستهداف الثالث من نوعه منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في حركة نزوح كثيفة وزحمة سير، بعد أن هرع السكان باتجاه مناطق مجاورة أكثر أمناً. كما أُطلقت أعيرة نارية كثيفة لتنبيه المقيمين بالقرب من الموقع المستهدف، ودعوتهم إلى الإخلاء الفوري، قبل أن يتم إغلاق كل المداخل والمخارج المحيطة بالمكان المحدد بالخريطة. كما توجهت فرق الإسعاف والإنقاذ وسيارات الإطفاء إلى منطقة الجاموس الحدت، وسط تصاعد سحب الدخان بسبب اشتعال النيران.
وصدر عن دائرة الإعلام والعلاقات العامة في المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، بيان، أوضحت فيه أن "المديرية العامة للدفاع المدني أرسلت مجموعة من فرق الإسعاف والإطفاء للتمركز في عدة نقاط استراتيجية في المنطقة المستهدفة لضمان الاستجابة السريعة لأي طارئ. وعند وقوع الغارة الإسرائيلية، توجهت فرق الإطفاء والإسعاف إلى الموقع وتمكنت من إخماد النيران بسرعة قياسية، دون تسجيل أي إصابات".
وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، أوضح اللبناني رامي منصور المقيم في الضاحية الجنوبية، أنه "فور انتشار الإنذار شهدت المنطقة المحددة بخريطة العدو، إطلاق نار كثيفا لحثّ المقيمين على إخلاء منازلهم، وسُجّلت حركة نزوح باتجاه المناطق المحاذية، مثل منطقة الشياح وكنيسة مار مخايل"، مشيرا إلى أن "المكان الذي استهدفه العدو ليس مبنًى سكنيّاً، ولا يضمّ مخازن أسلحة كما ادّعى، إنما هو عبارة عن خيمة أو "هنغار" مدني بامتياز، يضمّ ملعب كرة قدم معروفاً لدى أهالي المنطقة بـ"ملعب أبو زينب"، وتُقام على أرضه مجالس عاشورائية". وكشف أن "الخيمة المستهدفة كانت مخصّصة لفرز وتخزين الثياب والمؤن التي يتم توزيعها على الفقراء يوميّاً، وأن الحريق نجم عن اشتعال الثياب، حيث بادرت فرق الإطفاء للسيطرة عليه".
وتحدثت اللبنانية سعاد نون المقيمة في الضاحية، عن "حالة الهلع التي أصابت السكان الموجودين بالقرب من الموقع المحدد، حيث سارعوا إلى النزوح واتّباع خطوات الأمان وإرشادات السلامة العامة". وأضافت لـ"العربي الجديد": "اعتاد المواطنون على التهديدات والغارات المعادية، وقد لاحظنا أن الأشخاص البعيدين عن الموقع المستهدف، لازموا منازلهم، في حين لوحظ تجمهر العديد من الأهالي في الشوارع القريبة لمشاهدة وتصوير الغارة المعادية".
ويواصل جيش الاحتلال انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار، من خلال تجدّد استهدافاته للضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك على وقع الاعتداءات المستمرة جنوبيّ البلاد، عقب حرب إسرائيلية مدمّرة شهدها لبنان خلال أواخر العام 2024