نزوح جديد لمئات الأسر العراقية وتحذيرات من أزمة إنسانية

نزوح جديد لمئات الأسر العراقية وتحذيرات من أزمة إنسانية

15 فبراير 2022
الجيش العراقي أبلغ أهالي قرى في منطقة مكحول بضرورة إخلائها (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

في أحدث موجة نزوح يشهدها العراق، قال مسؤولون محليون في محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، الثلاثاء، إن أكثر من 400 أسرة عراقية نزحت عن قراها في منطقة مكحول، شمالي المحافظة، بأوامر من الجيش العراقي، بسبب ما وصفه مسؤول حكومي بـ"مخاطر أمنية".

وبحسب مدير مدينة مكحول، رسول جاسم، فإن "قيادة العمليات العسكرية في المحافظة أبلغت 5 قرى، يبلغ سكانها من 350 إلى 400 أسرة على حدود جبال مكحول، بإخلائها بسبب المخاطر الأمنية، لحين تطهير محيط مناطقهم من مسلحي داعش".

وأضاف جاسم، في تصريحات صحافية، أن "قوات الأمن أبلغت سكان القرى بأن مدة النزوح 4 أشهر، لحين درء الخطر الأمني وتطهير أطراف القرى من البؤر الإرهابية، إلى جانب تسهيل مهام القوات الأمنية في عملياتها العسكرية وتفادي سقوط مدنيين أو إصاباتهم خلال العمليات".

وأكد أن "العوائل النازحة نصبت خيماً في منطقة قرب مركز مدينة مكحول، فيما أوصلت فرق الهلال الأحمر الخيم ومياه الشرب لهم بالصهاريج المتنقلة"، داعياً الجهات الحكومية إلى "إسعاف النازحين بالمستلزمات المعيشية والاحتياجات الأساسية لمواجهة الظروف المعيشية".

وأبرز أن "عمليات تطهير محيط القرى في مكحول ربما تستغرق مدة أكثر من المتوقع بسبب التضاريس الوعرة والمعقدة لمناطق جبال مكحول، إلى جانب وضع خطط لشن عمليات أمنية موحدة بين قيادات عمليات نينوى والأنبار لتطهير مناطق مكحول".

في المقابل، أكد ناشطون حقوقيون في المحافظة أن أوضاعاً سيئة تمر بها مئات العائلات التي جرى إخراجها من قراها، متهمين الجيش والحكومة بـ"سوء التخطيط وعدم توفير بديل لتلك الأسر".

وقال الناشط الحقوقي وعضو منظمة دجلة الإغاثية، محمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "أوضاعاً إنسانية سيئة تمر بتلك الأسر بعد أن طلب منها الجيش، بشكل مفاجئ، ترك منازلها وإخلاء القرى"، وأضاف أنه "لم يتم توفير أماكن بديلة ولا أي مستلزمات لهم"، متسائلاً عن مصير أطفالهم "الذين انتزعوا من المدارس إلى الخيام مجدداً".

ونشر مدونون عراقيون مناشدات للأسر، التي جرى تهجيرها، في مقاطع فيديو أظهرت فرق الهلال الأحمر العراقي وهم يقدمون لهم المياه وبعض الأطعمة.

من جهته، قال حيدر قاسم محمد، مدير فرع محافظة صلاح الدين لجمعية الهلال الأحمر العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 420 أسرة من النازحين من خمس قرى في منطقة مكحول توجهوا إلى أطراف البلدة وبالقرب من حدود مدينة الشرقاط المجاورة، وغالبيتهم من المزارعين ومربي الأغنام، وقد افترشوا الأراضي الفارغة، ومن دون أي مساعدات حكومية أو إغاثية من المنظمات".

وأكد حيدر قاسم محمد أن "الهلال الأحمر وفّر للنازحين مياه الشرب، إضافة إلى بعض المستلزمات الضرورية، ونسعى لتوفير المخيمات لمن لا يملك خيما لحد الآن"، ولفت إلى أن "العاملين في لجان الإغاثة التابعة للسلطات العراقية لم يساهموا بأي حملة لراعية النازحين الجدد، مع العلم أنهم حاليا في العراق وتنقصهم الكثير من الخدمات"، فيما أشار إلى أن "نزوح الأهالي مؤقت بحسب القادة الأمنيين، لكنه قد يستغرق أكثر من خمسة أشهر، ما يعني أن هناك حاجة ملحّة إلى توفير مستلزمات الحياة للنازحين".

وانطلقت، أمس الاثنين، عمليات أمنية شاملة في جبال مكحول الساخنة، وضمت العمليات قوات من شرطة صلاح الدين ومن أفواج الطوارئ، كما توجهت القوات العراقية إلى جبال قرية المسحك شمالي قضاء بيجي، لملاحقة أوكار وبؤر التنظيم الإرهابي، ومنع عناصره من العودة إلى معاقلها.

من جهته، استنكر "الميثاق الوطني العراقي"، وهو تكتل سياسي يضم عدة قوى وفعاليات عراقية، عملية تهجير الأهالي من قراهم، معتبراً أنها "انتهاكات إنسانية من خلال عمليات التهجير القسري بدوافع طائفية".

وأضاف "الميثاق الوطني العراقي" أن "حملة تهجير واسعة لأهالي بلدة مكحول التابعة لمحافظة صلاح الدين طاولت، منذ أسبوع ولغاية أمس الاثنين، أكثر من 400 عائلة من قرى (صبيحة البگارة، وصبيحة البدو، ومسيليلة، وأم ذيابة، وقرية بگة)، وما زالت عملية التهجير مستمرة بحجة وجود فراغات أمنية، وأن القوات الحكومية غير قادرة على حمايتهم"، معتبراً أنها "ذريعة كاذبة لا تنطلي على عاقل"، كما اتهم البيان عملية التهجير بأنها ضمن "مخطط التغيير الديموغرافي".

المساهمون