استمع إلى الملخص
- دعا فريق "منسقو استجابة سورية" الجهات الإنسانية لتوفير المأوى المؤقت والدعم الشتوي للنازحين، بينما رصد الدفاع المدني السوري تصاعد النزوح في ريفي إدلب وحلب، مؤكداً الوضع الإنساني الصعب نتيجة القصف المستمر.
- يعاني السكان من انعدام الأمان مع تعليق الدوام في المدارس والجامعات، وإيقاف العمليات الباردة في مشفى باب الهوى، وسط مخاوف من القصف الجوي وصعوبة الاحتماء من القنابل الفراغية.
أكدّ فريق "منسقو استجابة سورية" أن شمال غربيّ سورية، يشهد حركة نزوح للمدنيين هي الأكبر منذ سنوات، بسبب التصعيد العسكري والقصف المكثف الذي طاول عدة مدن وبلدات منذ ساعات الفجر الأولى اليوم الأربعاء، موضحاً أن أكثر من 8735 عائلة نزحت باتجاه أماكن تعتقد أنها أكثر أمناً، وتعاني هذه العوائل من غياب شبه كامل للمأوى، وأجبرت على اللجوء إلى الأراضي الزراعية والعراء مع انعدام التجهيزات الأساسية، حيث تزامن النزوح مع دخول فصل الشتاء وظروف إنسانية قاسية، الأمر الذي زاد من معاناة النازحين مع انخفاض درجات الحرارة وغياب وسائل التدفئة والمستلزمات الشتوية.
ودعا الفريق في بيانه الجهات الإنسانية والمنظمات والجهات الدولية كافة إلى العمل عاجلاً على توفير المأوى المؤقت للعوائل النازحة، وإطلاق برامج طارئة لتأمين الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مع ضرورة تقديم الدعم الشتوي، بما في ذلك البطانيات والملابس.
في السياق ذاته، رصد الدفاع المدني السوري حركة نزوح المدنيين في ريفي إدلب الشرقي وحلب الغربي، مع تصاعد وتيرة القصف، مؤكداً أن الوضع الإنساني الذي يعانيه السكان شمال غربيّ سورية وضع صعب، مع طول سنوات القصف الروسي وقصف قوات النظام، مع عدم وجود مأوى يحمي المدنيين من الهجمات وانخفاض درجات الحرارة.
من نزوح إلى نزوح
فريد العبدالله وعائلته لم ينعموا بحياة مستقرة، منذ تهجيرهم من ريف حمص الشمالي في عام 2018، واليوم يعيش تجربة نزوح جديدة، وفق ما أوضح لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "من نزوح إلى نزوح، غادرتُ مدينة الأتارب نازحاً إلى مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، لا ندري ما الذي يخبئ المستقبل لنا". وذكر الأربعيني أن الوضع كان خطراً، ولا سيما مع القصف المدفعي على المنطقة، مشيراً إلى أن حياة المعاناة قد لا تتوقف بالنسبة إليه وإلى عائلته.
على صعيد آخر، وفي مدينة إدلب، يتخوف الشاب الثلاثيني عامر العلي من القصف الجوي، وقال لـ"العربي الجديد": "فوجئت في الصباح بأن المدارس والروضات مغلقة، فعدت إلى المنزل بابنتي، وبعدها بدأت صافرات الإنذار تدوّي في المدينة، سقطت عدة صواريخ في محيطها، الشوارع شبه خالية، والحركة قليلة للغاية في الشارع المقابل لمنزلي الذي يعتبر من الشوارع المكتظة في المدينة".
وأكثر ما يثير مخاوف العلي، قصف الطيران الحربي، مشيراً إلى أن قذائف المدفعية يمكن الاحتماء منها، وكذلك بعض أنواع الصواريخ. أما القنابل الفراغية التي تلقيها الطائرات الحربية الروسية، فيصعب الاحتماء منها، مضيفاً: "ليس هناك مكان يمكن أن أنزح إليه أنا وزوجتي وابنتي".
يشار إلى أن الدوام في المدارس والجامعات في مناطق شمال غربيّ سورية عُلِّق اليوم بسبب القصف، والمخاوف على حياة الطلاب. بدورها، أعلنت إدارة مشفى باب الهوى تعليق إجراء العمليات الباردة وإيقاف العيادات الخارجية حتى إشعار آخر بسبب ظروف التصعيد العسكري الراهنة.