استمع إلى الملخص
- يواجه النازحون تحديات مثل عدم القدرة على اصطحاب الأمتعة بسبب القيود، وتعبر أسماء البابا عن فرحتها المنقوصة بفقدان زوجها وتدمير سيارتهم.
- توقف عمل سيارات الأجرة يضطر البعض لترك أمتعتهم أو دفع مبالغ كبيرة لنقلها، ويخطط الفلسطينيون للعودة لاحقاً لترميم منازلهم.
يتجهّز نازحو شمال غزة لبدء رحلة عودتهم بعد تهجير قسري استمر منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي اللحظة التي انتظرها سكان الشمال على أحرّ من الجمر لإنهاء النزوح الأطول خلال الحرب.
وتتعدد آليات عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال وفق مراحل تنفيذ الدفعة الثانية من تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بناء على ما تم التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ أسبوع.
ووفقاً للتعليمات والتوجيهات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بخصوص عودة النازحين، يسمح بالانتقال صباح غد الأحد من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال عبر شارع البحر "الرشيد" سيراً على الأقدام من دون مركبات أو حافلات أو شاحنات.
ويُسمح لأصحاب السيارات والمركبات بالعودة من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال عبر مفترق الشهداء "نتساريم" في شارع صلاح الدين، من دون السماح بالمشي على الأقدام، كما ستمر المركبات بمختلف أنواعها عبر جهاز X RAY لفحصها.
يسمح بالانتقال صباح غد الأحد من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال عبر شارع البحر "الرشيد"، سيراً على الأقدام دون مركبات أو حافلات أو شاحنات
ووفق مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يمكن للفلسطينيين من محافظات الجنوب والوسطى الانتقال مشياً على الأقدام في اليوم الـ22 للاتفاق يوم السبت الموافق 8 فبراير/ شباط القادم إلى محافظتي غزة والشمال وبالعكس عبر مفترق الشهداء "نتساريم"، إلى جانب استمرار الحركة في شارع الرشيد.
وعلى الرغم من السعادة الغامرة للنازحين الفلسطينيين بحلول موعد عودتهم المرتقبة إلى مناطق سكنهم المدمرة أو المتضررة، إلا أن التدابير والمعايير المرافقة لعودتهم إلى المحافظتين الشماليتين خلقت حالة من الضيق بفعل عدم تمكن العائدين مشياً ممن لا يمتلكون السيارات من اصطحاب أمتعتهم التي قاموا بشرائها بأسعار مرتفعة خلال نزوحهم القسري، كذلك أجبرت العائدين في السيارات على اختصار أمتعتهم وتركها من دون القدرة على الرجوع إليها مجددا خلال الأيام القريبة القادمة، وفق الاتفاق.
وتقول الفلسطينية أسماء البابا، وهي من سكان شارع الوحدة وسط مدينة غزة، إنها تشعر بسعادة لقرب معانقتها مدينتها الجريحة بعد طول انتظار، إلا أن فرحتها منقوصة بسبب التأثيرات القاسية للحرب التي أفقدتها زوجها، بالإضافة إلى اضطرارها إلى العودة مشيا على الأقدام مع أبنائها بعد تدمير الاحتلال سيارتهم.
وتبين البابا لـ"العربي الجديد" أنها ستحمل الحقيبة المخصصة للأوراق الثبوتية المهمة، بينما سيحاول أبناؤها حمل بعض الأغطية الخفيفة، وتقول: "على الرغم من حاجتنا الماسة لأمتعتنا المتبقية، إلا أننا سنتركها عند أحد أقاربنا في مدينة دير البلح التي نزحنا إليها منذ بداية الحرب، وسنرجع لاصطحابها عند السماح بذلك". وتلفت البابا إلى أن أيام النزوح الصعبة توجت بيوم صعب أيضاً بسبب الإرهاق الشديد الذي سيتسبب فيه السير على الأقدام، خاصة للأطفال وكبار السن والنساء، مبينة أنها مرت خلال الحرب بمختلف أشكال المعاناة من فقدان وحرمان وجوع، وانعدام الأمن والخصوصية والراحة.
بدوره، يقول الفلسطيني أشرف اليازجي لـ"العربي الجديد" إن المعايير المحددة للعودة ستجبره على عدم اصطحاب أي شيء معه سوى أطفاله والمشي سيرا عبر طريق البحر، ويقول: "مع ذلك، نحن سعداء، فاشتياقنا لغزة وشوارعها ومناطقنا السكنية المتضررة يستحق التعب والمشقة".
ويوضح أن السماح بعودة السيارات إلى الشمال من دون السماح لها بالعودة إلى الوسطى والجنوب خلال الأيام القادمة تسبب في إيقاف عمل سيارات الأجرة، حيث لا يرغب السائقون بالذهاب في طريق لا يمكنهم العودة منه، فيما يفضل آخرون نقل عائلاتهم وما يمكن حمله من أمتعتهم خلال طريق العودة ذات الاتجاه الواحد.
ويبين اليازجي أنه سيرجع لأخذ خيمته وأمتعته التي تتضمن الفراش والأغطية وبعض المواد الغذائية حين يُسمح بذلك، بينما سينشغل خلال الأيام القادمة في تنظيف وترميم شقته السكنية التي تعرضت لأضرار جسيمة بفعل قصف ملاصق، إلى جانب إصابتها بعدد من القذائف، وفق وصف جيرانه له.
أما الفلسطيني أمجد أبو سعدة، فيقول إنه أفرغ سيارته من البضائع والمواد التموينية التي كان يبيعها في سوق دير البلح، وسط قطاع غزة، لنقل أسرته وأسرة شقيقه محمد وما تيسر له من أمتعة مهمة، بينما سيترك باقي الأغراض أمانة عند صاحب الشقة التي كان يستأجرها منذ ثمانية أشهر.
ويوضح أنه كان يخطط برفقة شقيقه نقل الأفراد في سيارة واستقلال سيارة أو شاحنة بالأجرة لنقل كل الأمتعة، إلا أن ذلك لم يحصل بفعل تفضيل أصحاب السيارات نقل أسرهم وبعض أمتعتها، كذلك بفعل العدد المحدود في الشاحنات، والغلاء الشديد في الأسعار الذي تجاوز في العديد من الحالات 1500 دولار أميركي.