استمع إلى الملخص
- الأمراض غير المعدية تشكل تهديداً متزايداً في زيمبابوي وأفريقيا جنوب الصحراء، ومن المتوقع أن تتجاوز الأمراض المعدية بحلول عام 2030، حيث تنتشر بين جميع الفئات العمرية بسبب أنماط الحياة غير الصحية.
- الحكومة الزيمبابوية فرضت ضريبة على الأطعمة السريعة لتشجيع الخيارات الصحية، ويشجع النادي الرياضي كبار السن على ممارسة الرياضة لتحسين صحتهم، كما يظهر في تجربة سوزان جومو.
بدّلت نيليي موتاندوا (65 عاماً) عند الفجر رداء النوم، وارتدت بنطلوناً وقميصاً وحذاءً رياضياً. ممسكة بزجاجة مياه قبل أن تتجه إلى مكان غير تقليدي لممارسة الرياضة ألا وهو مقبرة في هراري، عاصمة زيمبابوي. ضمن آخرين من نادي كوماندوز الرياضي وسط صفوف من المقابر من أجل ممارسة الرياضة لمدة ساعة على أنغام الموسيقى. بالنسبة لموتاندوا، هذا الروتين اليومي أكثر من مجرد تمارين رياضية، فهو شريان حياة بالنسبة لها من أجل التحكم في مرض السكري، تقول وهي تشير إلى المقابر "هم يستريحون"، مضيفة "لا أريد أن أنضم إليهم بعد. ذلك يعني إنني يجب أن أعمل بجدٍ هنا".
وفي ظل محدودية المنشآت الرياضية مثل صالات ممارسة الرياضة في المناطق التي يقيمون فيها، يمارس كبار السن في زيمبابوي التدريبات الرياضية أينما استطاعوا لمواجهة مشاكل الأمراض غير المعدية المتزايدة في أفريقيا، مثل مشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري. وتمارس جماعات أخرى التدريبات الرياضية على جانب الطرق السريعة أو عند خطوط السكك الحديدية غير المستخدمة.
ويشار إلى أنه على مستوى العالم، تعد الأمراض غير المعدية، وهي حالات مرضية لا يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر بصورة مباشرة، سبباً رئيسياً للوفاة، إذ إنّها مسؤولة عن 41 مليون حالة وفاة، أي 74% من حالات الوفاة السنوية، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية. وتمثل الأمراض غير المعدية حالياً نحو 40% من حالات الوفاة السنوية في زيمبابوي، وفقاً لبيانات وزارة الصحة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض غير المعدية ستتجاوز الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة والسل والملاريا والكوليرا، لتصبح السبب الرئيسي للوفاة أو المرض بحلول 2030 في زيمبابوي وبقية منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وكانت الأمراض غير المعدية مرتبطة سابقاً بكبار السن، ولكنها أصبحت تنتشر سريعاً بين الأطفال والشباب البالغين بسبب التدخين وتناول المشروبات الكحولية بصورة متكررة، والأنظمة الغذائية غير الصحية وعدم ممارسة النشاط البدني. وقد أثار ذلك الأمر مخاوف كبيرة بين الخبراء والحكومات في القارة، التي تسجل أسرع نسبة نمو للسكان في العالم، وموطن أقل سكانه عمراً.
وقال الطبيب يونايس ماريسا، الخبير في الصحة العامة في هراري ورئيس رابطة ممارسي الطب وطب الإنسان في زيمبابوي إن الأطباء يشاهدون "تغيراً سريعاً" في ظل تشخيص إصابة المزيد من الأطفال والشباب بالأمراض غير المعدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الجلوس كثيراً، إذ يمضى الكثير من الأشخاص معظم الوقت وهم ينظرون إلى أجهزتهم الذكية على حساب الحركة البدنية، بالإضافة إلى تزايد تناول المخدرات واتباع أنظمة غذائية غير صحية.
وعلى الرغم من أن الجفاف الناجم عن التغير المناخي دفع الكثيرين في المناطق الريفية في زيمبابوي إلى الاستدانة لشراء الطعام، يتسابق التجار في المناطق الحضرية للسيطرة على حصة في سوق الأطعمة السريعة، التي يجري اتهامها بصورة كبيرة بأنها المسؤولة عن البدانة.
وفي هراري والمناطق الحضرية الأخرى، تتنافس سلاسل المطاعم الشهيرة مثل كنتاكي، مع عدد كبير من المطاعم المحلية الأقل تكلفة، وأكشاك الطعام غير الرسمية على جوانب الطريق، والأسواق العامة وحتى المنازل التي يمكن من خلالها أن يحصل المرء على قطعة دجاج مقلية أو برجر أو بطاطس ونقانق مقابل دولار. ولمواجهة هذا الأمر، فرض وزير المالية متولي نكوب في الميزانية الوطنية لعام 2025 ضريبة "معتدلة" بنسبة 0.5% على مبيعات الكعك والأطعمة الأخرى وتشمل البيتزا والنقانق والشاورما والبطاطس المقلية والدجاج والبرجر لتشجيع "الخيارات الغذائية الصحية"، والحدّ من انتشار الأمراض غير المعدية.
من ناحية أخرى، يمارس بعض المواطنين كبار السن التدريبات الرياضية، وأصبح النادي الرياضي الذي تنتمي له موتاندوا وزملاؤها، ملاذاً لكبار السن. ويقوم المدرب جوزيف نيكاتي، الذي أصيبت والدته بسكتة دماغية خلال 2023 ما حفزه لمساعدة الآخرين، بتدريب المشاركين. وقال نيكاتي إن ثمانية من أعضاء النادي العشرين هم من كبار السن.
وتقول سوزان جومو، الجدة التي تبلغ من العمر(64 عاماً) وتعاني من ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل، "كان وزني يبلغ 86 كيلوجراماً وكنت أواجه صعوبة في الوقوف والتنفس وأنا أسير داخل منزلي. الآن أصبح وزني 76 كيلوجراماً وأستطيع السير لمسافات طويلة". ويهدف التدريب الجماعي إلى تشجيع كبار السن الآخرين على ممارسة التدريبات الرياضية. وتقول جومو "يشعر البعض من زملائي في عمري بالتردد"، وأضافت" ينتهى بهم الأمر وهم يأكلون ويجلسون في المنزل. ربما يغيرون رأيهم عندما يرونني وأنا في لياقة بدنية جيدة".
(أسوشييتد برس)