مياه آسنة تقلق سكان جرمانا عند أطراف دمشق.. والنظام يقف عاجزاً

مياه آسنة تقلق سكان جرمانا عند أطراف دمشق.. والنظام يقف عاجزاً

21 فبراير 2022
ثمّة حاجة إلى إصلاح كلّ البنى التحتية في جرمانا (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

يعاني السوريون المقيمون في مدينة جرمانا الواقعة عند الأطراف الجنوبية الشرقية للعاصمة السورية دمشق، والخاضعة لسيطرة النظام، من تفاقم الأزمات المرتبطة بنقص الخدمات. ولعلّ آخرها أزمة الصرف الصحي، مع تشكّل مستنقعات من المياه الآسنة وتهديد الأخيرة بدخول المنازل المنخفضة، في ظلّ عجز المجلس المحلي عن إيجاد حلول، وفي انتظار إسعاف من النظام.

ومن يتجوّل في هذه المدينة التي عانت منذ العقد الأوّل من القرن الجاري من انفجار عمراني غاب عنه التخطيط مع سيادة العشوائية والفساد، بالإضافة إلى عدم تطوير البنى التحتية حتى تجاري الازدياد الكبير في عدد السكان، يستطيع أن يلاحظ سوء الواقع الخدمي. فالشوارع مليئة برقع الإسفلت والمطبات، والأرصفة مكسّرة تكثر فيها الحفر، وأسلاك شبكتَي الهاتف والكهرباء المتشابكة والمنسدلة على الأعمدة والجدران، في حين يشتكي الناس في كلّ مكان من انقطاع التيار الكهرباء لساعات طويلة تفوق 20 ساعة أحياناً في 24 ساعة. كذلك تغيب المياه عن معظم الأحياء من جرّاء غياب الكهرباء، الأمر الذي يجبر الأهالي على الاعتماد على صهاريج المياه الخاصة. أمّا آخر الأزمات التي تزيد من معاناة المواطنين اليوم فهي انسداد أقنية الصرف الصحي في أحياء عدّة.

يخبر مازن علي المقيم في حيّ كرم الصمادي من مدينة جرمانا "العربي الجديد" أنّه "منذ أكثر من 10 أيام، بدأنا نلاحظ مشكلة في تصريف مياه أقنية الصرف الصحي، وقد بدأت المياه الملوّثة تخرج إلى الطرقات في بعض الأزقة. ونظراً إلى سوء أوضاع الشوارع، بدأت تتشكّل مستنقعات من تلك المياه، وراحت تنبعث منها روائح كريهة جداً، علماً أنّها تُعَدّ بيئة جذب للحشرات والقوارض". يضيف علي: "قدّمنا وغيرنا من المواطنين شكاوى إلى مجلس المدينة، لكن الوضع لم يتحسّن حتى اليوم، بل هو يزداد سوءاً مع ظهور المياه الآسنة في مناطق جديدة".

من جهته، يقول أبو فادي الصحناوي المقيم في حيّ القريات لـ"العربي الجديد": "لقد تشكّل مستنقع من المياه الآسنة أمام منزلي قبل أيام، ولم نعد نستطيع الدخول إلى المنازل إلا بعد اجتياز ذلك المستنقع. وذلك أمر قد يتسبب في إصابة الأهالي، خصوصاً الأطفال، بأمراض عدّة". يضيف الصحناوي: "اليوم منزلي مهدّد بتلك المياه الآسنة، ما يعني فقداني وعائلتي ملجأنا الوحيد، ولا أعلم ماذا سنفعل حينها"، لافتاً إلى أنّه تقدّم مع عدد من سكان الحيّ بشكوى إلى مجلس المدينة، "وعلى الرغم من الوعود المتكررة لم تُحَلّ المشكلة حتى اليوم".

في سياق متصل، أفاد رئيس المجلس المحلي في مدينة جرمانا فايز عزام في تصريح صحافي بأنّ صعوبة الوضع الحالي في ما يخصّ واقع الصرف الصحي في المدينة، تعود إلى مشكلة المياه في المدينة. وأوضح أنّ عدم توفّرها وانسيابها أدّيا إلى تشكّل ترسبات في تمديدات الصرف الصحي، ما تسبّب في تشكّل انسدادات دفعت في اتّجاه طوفان مياه الصرف الصحي من الريغارات إلى الشوارع والحارات. 

وبيّن عزام أنّ المشكلة تكاد تطاول معظم مناطق المدينة، لكنّ أكثر المناطق تضرراً وتكراراً لظهور المشكلة في الفترة الأخيرة هي مناطق القريات وكرم الصمادي في الحارات السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة حيث يُسجَّل انسداد كامل.

تجدر الإشارة إلى أنّ مناطق النظام تعاني منذ أشهر من تدهور سريع في مختلف القطاعات الخدمية، الأمر الذي يزيد من أعباء السوريين المعيشية في ظلّ تراجع المستوى المعيشي وانتشار الفقر. ويأتي ذلك في وقت يتذرّع فيه النظام بالعقوبات الدولية وخروج جزء من الأراضي والثروات المحلية عن سيطرته.

المساهمون