استمع إلى الملخص
- الموقع الجديد، الذي استبدل "covid.gov"، يقدم ادعاءات مثيرة للجدل بأن الفيروس "من صنع الإنسان" ويدعمها بخمس حجج، بينما تنفي الصين هذه الادعاءات.
- يأتي هذا التطور وسط تقارير استخبارية متباينة وانقسام علمي حول أصل الفيروس، مما يترك المجال مفتوحًا لتجاذبات سياسية وعلمية تؤثر على السياسات الصحية الأميركية.
أطلق البيت الأبيض، الجمعة الماضي، موقعاً جديداً يدعم النظرية القائلة بأن فيروس كورونا المسبب لـ"كوفيد-19" تسرّب من مختبر للأمراض المعدية في مدينة ووهان الصينية. ما يُعيد الجدال حول أصول الجائحة التي أثارت تحقيقات من جهات عدة من بينها منظمة الصحة العالمية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أنّ الموقع الحكومي الرسمي الذي يقدم معلومات حول تفشي مرض "كوفيد-19" (كورونا) في الولايات المتحدة، جرى استبداله بموقع جديد يتضمّن ادعاءات بأن المرض "تسرب من مختبر في الصين" و"نتج عن مسببات أمراض من صنع الإنسان". وبحسب تقرير حديث للصحيفة، استبدلت إدارة الرئيس دونالد ترامب موقع "covid.gov"، إحدى البوابات الحكومية التي يطّلع فيها الجمهور على معطيات "كوفيد-19"، ويصل من خلالها إلى بيانات محدّثة، بموقع جديد يتضمن "ادّعاءات مثيرة للجدل"، ويتضمن الموقع الذي يحمل عنوان "Lab leak" (تسرّب مِخبَري)" ادّعاءات بأن الفيروس الذي تسبب في المرض هو "من صنع الإنسان"، و"خرج من معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين".
ويزعم الموقع، الذي يقدم خمس حجج لدعم هذه الادّعاءات، أن الفيروس "يتمتع بخصائص بيولوجية غير موجودة في الطبيعة"، وأن "دراسات تتلاعب بجينات الكائنات الحية تجري في المختبر في ووهان، مصحوبة باحتياطات غير كافية"، وخلال ولايته الأولى، ادّعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الفيروس خرج من مختبر في ووهان وانتشر في جميع أنحاء العالم لأنّ الصين لم تتخذ الاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب، فيما نفت الصين هذه الادّعاءات.
ويأتي هذا التطور بعد تقارير استخباريّة أميركية متباينة، من بينها تقييم لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في يناير الماضي رجّح نظرية التسرّب المخبري لكن بثقة منخفضة، وهو ما يتماشى مع استنتاجات مشابهة من وزارتَي الطاقة والخارجية الأميركيتَين. ورغم انقسام المجتمع العلمي حول أصل الفيروس، تُظهر الأبحاث أن العديد من الحالات الأولى وقعت قرب سوق الحيوانات في ووهان، غير أن غياب دليل مباشر على انتقال العدوى من الحيوانات إلى الإنسان أبقى الجدل مفتوحاً. الموقع الجديد انتقد أيضاً إجراءات الإغلاق وفرض الكمامات، ويتهم الموقع إدارة بايدن كذلك بعرقلة التحقيقات المتعلقة بجائحة كورونا، وفي ظلّ غياب حسم علمي لأصل فيروس كورونا، من المرجح أن يظل هذا الملف ساحة مفتوحة لتجاذبات سياسية وعلمية، مع ما يرافقه من تأثيرات على السياسات الصحية والاستراتيجية الأميركية في المستقبل.
(الأناضول، العربي الجديد)