موظفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي في لبنان: ادفعوا رواتبنا

13 يناير 2025
خلال اعتصام موظفي مستشفى رفيق الحريري، 13 يناير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعاني موظفو مستشفى رفيق الحريري من تأخر الرواتب والمستحقات لأكثر من سنة، مما دفعهم للاحتجاج ضد الإدارة ووزير الصحة بسبب نقص حقوق المثابرة والإنتاجية وعدم استلام المنح المدرسية كاملة.
- يواجه المستشفى تحديات مالية وإدارية، حيث يعمل بقدرة 30% فقط، ويعاني من نقص في المواد والمعدات الطبية بسبب سوء الإدارة والمحسوبيات، مع غياب الحوافز رغم المخاطر.
- يُعتبر المستشفى من أكبر المستشفيات في لبنان، ويقدم خدمات طبية واسعة، لكنه يواجه تحديات بسبب الإدارة غير الفعالة والتدخلات السياسية، مما يؤثر على تقديم الخدمات الصحية.

أطلق موظفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي في لبنان، اليوم الإثنين، صرخة غضب لما آلت إليه أوضاعهم المعيشية جراء ما وصفوه في بيان بأنه "فشل إداري وتجاهل لمطالبهم الخاصة بتسديد رواتبهم عن شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومستحقاتهم المتراكمة منذ أكثر من سنة".

جاء ذلك خلال احتاج نفذته لجنة مستخدمي ومتعاقدي وأجراء المستشفى الذين طالبوا بحسب البيان، بالحصول على "حقوق الموظفين"، وأعلنوا "رفضهم سياسة القمع والتهديد، خصوصاً في ظل محاولة رئيس اللجنة الإدارية وبعض رؤساء المصالح التنكيل بالموظفين، والتدخل السافر لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، وإهماله حقوق الموظفين، وتعمّده الإضرار بالمستشفى". وقال مدير عام المستشفى جهاد سعادة لـ"العربي الجديد": "أتابع حقوق الموظفين مع وزارة المالية لأن التأخير ليس من إدارة المستشفى، وستدفع الرواتب بعد غد الأربعاء في حال صدق المسؤولون".

وخلال الاعتصام، أوضح عضو لجنة المستخدمين عبد اللطيف عيسى لـ"العربي الجديد"، أن "الإجحاف يطاول نحو 900 موظف تُركوا لقدرهم وسط إدارة غائبة عن السمع. لم نقبض رواتبنا في ديسمبر، ومنذ نهاية عام 2023 نقبض رواتبنا على دفعات من دون حقوق المثابرة والإنتاجية (ضمنها بدل النقل وراتب العائلة)، والتي تصل إلى 350 دولاراً شهرياً لكل موظف، علماً أن رواتبنا تتراوح بين 300 دولار و550 دولاراً. أيضاً استحقت المنح المدرسية منذ عام 2023 لم نحصل إلا على 30 في المائة منها قبل أيام. وكلما طالبنا بحقوقنا يدّعون عدم وجود الأموال أو أن المعاملات معقدة وعالقة في وزارة المالية أو وزارة الصحة العامة". وكشف أن "متوسط المستحقات المتراكمة لكل موظف يبلغ نحو 2500 دولار، لذا نناشد التدخل العاجل لإنقاذ مصيرنا، وأن يكون قطاع الصحة ومستشفى رفيق الحريري أولوية لدى رئاسة الجمهورية والحكومة العتيدة. إنه مستشفى الفقراء والمحتاجين في لبنان".

وقال المتحدث باسم موظفي المستشفى بسام العاكوم، لـ"العربي الجديد": "يعمل المستشفى فقط بحدود 30 في المائة من قدراته، والمشاكل المالية والإدارية كثيرة خصوصاً أن غالبية رؤساء المصالح والدوائر يعملون بالتكليف، واختيروا وفق المحسوبيات. وهناك نقص فادح في المواد والمعدات الطبية على صعيد التجديد والصيانة، ما يعرقل إجراء الفحوص المخبرية والصور الشعاعية. والفضيحة أن وزارة الصحة سدّدت ديون المورّدين منذ عام 2015، وامتنّعت عن إعطاء الموظفين حقوقهم رغم أننا خاطرنا بحياتنا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة وواصلنا عملنا بدوام كامل، ولم نُمنح أي مكافآت أو حوافز كغيرنا من الموظفين، في حين نقل وزير الصحة مكتبه وموظفيه من مبنى الوزارة المحاذية للمستشفى إلى منطقة الكرنتينا (بيروت) باعتبار أن منطقة المستشفى غير آمنة. كما أنه لم يتفقد أحوالنا منذ سنوات، ولم يزرنا رغم القصف الذي طاول المستشفى".

وأسفت الموظفة منال حمود لما يتعرض له الموظفون من "تهديد وتنكيل لمنعهم من المطالبة بحقوقهم، إذ يجري نقلهم من قسم إلى آخر كنوع من العقاب". أضافت في حديثها لـ"العربي الجديد": "مارس الوزير الأبيض كل الانتهاكات بحق المستشفى منذ أن كان مديراً له، حيث أغلق الكثير من الأقسام، وحرمنا من مستحقاتنا في سلسلة الرتب والرواتب، إذ كان سيحصل كل موظف على 20 ألف دولار كمفعول رجعي، لكن بسبب ممارساته المترافقة مع الأزمة المعيشية، قبض كل موظف فقط نحو 300 دولار". وذكرت أن "مستشفى الحريري أكبر صرح طبي في لبنان، وصمدنا كموظفين خلال فترات الأوبئة وكارثة انفجار مرفأ بيروت وتفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي والعدوان الإسرائيلي، في حين هرب وزير الصحة من مكتبه خلال الحرب".

وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، أمل الموظف غانم بو رافع في "بناء وطن حقيقي كما وعد رئيس الجمهورية، وأن نخرج من شريعة الغاب التي نعيشها داخل المستشفى وعلى مستوى البلاد. حان وقت إعطائنا مكتسباتنا، والمضي في تنفيذ تعيينات قانونية بدلاً من اعتماد آلية تكليف غير شرعية لمدراء المستشفيات الحكومية. والمؤسف أن وزير الصحة صعد على ظهر الموظفين عندما كان مديراً للمستشفى، وعندما وصل إلى الوزارة بدأ في تدمير المستشفى الذي صنع تاريخه خلال جائحة كوفيد- 19".

ويتسّع مستشفى رفيق الحريري الحكومي لنحو 550 مريضاً، ويتضمن 20 سريراً في غرف العناية الفائقة للأطفال والكبار، وهو من أكبر المستشفيات في لبنان على صعيد المساحة وعدد الأسرّة في القطاعين الحكومي أو الخاص. ويعد مستشفى مهماً باعتباره جامعياً وحكومياً في قلب بيروت، وكان من أوائل المستشفيات التي استجابت لمعالجة اللاجئين السوريين، ويضم كل الاختصاصات، وتُجرى فيه عمليات لجراحة القلب والأعصاب والعظام والمفاصل والعيون وزراعة الأعضاء والكلى وتركيب الأطراف الاصطناعية، كما يقدم خدمات الصحة النفسية والعقلية والبحوث، ويعالج مرضى السرطان والمدمنين على المخدرات.

المساهمون