موجة نزوح وشلل في إدلب جراء القصف الانتقامي من النظام السوري

05 ديسمبر 2024
تضرُر مناطق سكنية ومركبات إثر غارة بإدلب، 2 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد إدلب نزوحًا جماعيًا بسبب قصف مكثف من النظام السوري وروسيا، مستهدفًا الأسواق والمشافي، مما أدى إلى إغلاق المدارس والجامعات والأسواق، ويعيش السكان في خوف دائم.
- تعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة، مع تدمير مبانٍ وانقطاع الكهرباء، وخروج أربعة مشافٍ عن الخدمة، مما زاد من الأزمة الصحية.
- دعت منظمة أطباء بلا حدود لاحترام المرافق الصحية، وتعمل على تقديم المساعدات اللوجستية والطبية، حيث ساعدت أكثر من 240 عائلة نازحة حديثًا.

باتت أحياء مدينة إدلب شمال غربي سورية شبه خالية من السكان والنازحين والمهجّرين، بسبب حملة قصف انتقامية من قبل الطائرات الحربية لدى النظام السوري وروسيا، تركّزت على الأسواق الشعبية والمشافي والمراكز الصحية والخدمية والأحياء المكتظة، ما نجمت عنه موجة نزوح مؤقتة إلى المناطق الآمنة نسبياً مع إغلاق شبه كامل للمدارس والجامعات والمعاهد والروضات والأسواق والمطاعم والمحال التجارية خشية تشكل تجمعات مدنية تكون عرضة للاستهداف.

حمزة الشامي، المُهجر من الغوطة الشرقية إلى مدينة إدلب منذ سنوات، يقول لـ"العربي الجديد": "تعرّض الحي الذي أقطنه داخل مدينة إدلب قبل يومين للقصف بأربعة صواريخ فراغية دفعة واحدة من قبل طائرة حربية من طراز سوخوي 24 تابعة لسلاح الجو لدى نظام الأسد، ما أسفر عن دمار كبير وتضرر منزلي"، مؤكداً "عائلتي بخير الحمد لله، ولكن قضى بعض الجيران من جراء الغارات التي دمّرت مبنيين اثنين بشكلٍ كامل، وتسببت بضرر لأكثر من خمسة أبنية سكنية مجاورة لها".

ويلفت الشامي إلى أن "شركة الكهرباء حتى اللحظة لم تستطع إعادتها إلى الحي لسببين؛ الأول خشية تعرض آلياتها للاستهداف كون طائرات الاستطلاع المعادية تُحلق في أجواء مدينة إدلب بشكل متواصل، بالإضافة إلى أن عودة التيار الكهربائي للحي سوف تعرضه للقصف من جديد، كون الطائرات الحربية (الرشاش) التي تُقلع من مطار حماة العسكري تستهدف الأحياء التي تشاهد فيها حركة إنارة وسيارات". ويشير المتحدث إلى أن "معظم سكان مدينة إدلب ممن لديهم مزرعة أو منزل خارج المدينة نزحوا إليه بشكلٍ مؤقت، أما بالنسبة للنازحين والمهجرين إلى المدينة فقد انتقل جزء كبير منهم إلى أقاربهم القاطنين في المخيمات أو المدن والبلدات الآمنة نسبياً شمال سورية، ريثما تتوقف حملة القصف الانتقامية من قبل نظام الأسد على أحياء المدينة".

وكانت أربعة مشافٍ قد خرجت عن الخدمة في مدينة إدلب، وهي المشفى الجامعي، والمشفى الوطني، ومشفى ابن سينا (للأطفال)، ومشفى الأمومة، من جراء غارة جوية روسية استهدفت تلك المشافي الاثنين الماضي.

فادي العبو المقيم في مدينة إدلب، أوضح في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "المدينة شبه مشلولة اليوم، ويوجد خوف دائم من استهداف الطيران الحربي عقب القصف المتكرر. الشوارع شبه فارغة، ومن أعرفهم نزحوا إلى القرى والمدن القريبة في الفترة الحالية هرباً من قصف الطيران. الوضع مأساوي، والأنقاض تملأ العديد من الشوارع". وتابع: "قبل القصف، كان الحي الذي أعيش فيه مزدحماً للغاية، ويعج بالحياة مساءً. أما في الوقت الحالي، فكافة المحال والمطاعم مغلقة. كلنا نعيش الخوف من قصف الطيران. بيتي في الطابق الأول ضمن البناء الذي أعيش فيه. زوجتي وأطفالي خائفون، لكن ليس لديّ مكان أنزح إليه، وإلا كنت غادرت.. أرجو ألا تسوء الأحوال أكثر في المدينة".

تفاقم الوضع في إدلب

ويزداد الوضع الإنساني سوءاً في مدينة إدلب حيث يعيش الأطفال في الوقت الحالي حالة خوف دائم من الغارات الجوية، بينما يعاني الكثير من العوائل صعوبة في إيجاد أماكن آمنة تنتقل لها في ظل الظروف الراهنة، كون النظام يستهدف حتى مخيمات النازحين في المنطقة شمال غرب سورية.

بدوره، دعا رئيس بعثة أطباء بلا حدود في شمال غربي سورية، توماس باليفيت، اليوم الخميس، جميع الأطراف إلى "احترام مرافق الرعاية الصحية والطواقم الطبية والمرضى، وكذلك مواقع النزوح التي تستضيف السكان الذين عانوا لسنوات عديدة". وأشارت "أطباء بلا حدود - سورية"، في بيانٍ لها الخميس، إلى أن هناك تقارير أفادت بأن الموجة الأخيرة من القتال في سورية أدت إلى نزوح الآلاف من الأشخاص، ومقتل العشرات، كما تعرضت مستشفيات في إدلب وحلب لقصف، وفقًا للسلطات المحلية.

وأكدت أنها تقوم بتقييم الاحتياجات في منطقة إدلب، وتتبرع بالمواد اللوجستية والإمدادات الطبية للمستشفيات لتخفيف الفجوة الصحية المتزايدة الناجمة عن التصعيد، كما ساعدت حتى الآن أكثر من 240 عائلة نزحت حديثاً من المناطق القريبة من الخطوط الأمامية، وفق بيانها.

المساهمون