استمع إلى الملخص
- التعليم عن بعد يواجه تحديات كبيرة بسبب انقطاع الكهرباء، مما يربك الأسر ويؤثر على جودة التعليم، خاصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى تواصل مباشر مع المعلمين.
- الأمهات العاملات يواجهن صعوبة في متابعة تعليم أبنائهن عن بعد، مما يضطرهن للاستعانة بأفراد العائلة، بينما يعاني الطلاب من انقطاع الكهرباء المتكرر.
تضرب موجة برد قاسية أنحاء إيران منذ نحو أسبوع، ما أدى إلى إغلاق المؤسسات التعليمية والحكومية في معظم أنحاء البلاد، اليوم الأربعاء، وذلك بعد انخفاض حاد لدرجات الحرارة التي وصلت أحيانا إلى 25 تحت الصفر. وتسبب البرد ونقص الوقود بتعطيل 27 من أصل 31 محافظة إيرانية. وفيما انتقل التعليم في المدارس والجامعات الإيرانية في المحافظات التي أغلقها البرد خلال الأيام الماضية إلى التعليم عن بعد، أعلنت اليوم الأربعاء وزارتا التعليم والتربية والتعليم العالي إغلاق التعليم عن بعد أيضا.
وأعلنت الأرصاد الجوية الإيرانية أن 13 محافظة إيرانية ستشهد، اليوم الأربعاء، أمطارا وثلوجا ورياحا شديدة. وأدى إغلاق المدارس الإيرانية منذ مطلع الأسبوع الجاري في كثير من المحافظات الإيرانية إلى إرباك التعليم في البلاد ومشاكل للأسر.
تقول الأم الإيرانية فرحناز فريدي من مدينة سنندج مركز محافظة كردستان غربي إيران لـ"العربي الجديد"، إن إغلاقا مستمرا للمدارس "أربك حياتنا حيث بتنا نواجه مشاكل كثيرة في التعليم عن بعد"، مضيفة أن "انقطاع الكهرباء زاد هذه المشاكل، وبيتنا صغير ولدينا ولد وبنت وتتداخل الأصوات ما تسبب في إزعاج للجميع".
كما تشرح المواطنة الطهرانية كيميا بهارلو لـ"العربي الجديد" هذه المعاناة، قائلة إنها موظفة ولا يمكن لها أن تبقى في البيت لمراقبة بنتها التي تدرس في الصف السادس ولذلك هي أيضا لا تبدي اهتمامها بالدراسة عن بعد من دون إشراف عائلي، لافتة إلى أن أبا العائلة أيضا يعمل 16 ساعة في اليوم ولا يمكن له متابعة تعليم البنت. وأضافت أنها أحيانا تستعين بأمها لتأتي إلى بيتها وتشرف على تعليم بنتها عن بعد، "لكن بشكل عام لا فائدة كثيرة للتعليم عن بعد".
وضاعفت جدولة انقطاع الكهرباء في المنازل من مشاكل التعليم عن بعد خلال إغلاق المدارس، فيقول المعلم الإيراني حسين عزيزي إنه في بعض الأحيان خلال التدريس عن بعد تنقطع الكهرباء عن بيوت بعض الطلبة، كما أن البعض ربما يتهرب ويتذرع بانقطاع الكهرباء عن بيوتهم ولا يمكن له أن يتحقق من صحة ذلك. وأضاف لـ"العربي الجديد" أنه خلال الخريف والشتاء الجاري تعطلت المدرسة التي يدرس فيها جنوبي طهران أكثر من عشر مرات، مما اضطره لتدريس المواد الدراسية وفق الجدول التعليمي، وتسبب بتأخير بعض الامتحانات.
في الأثناء، تبقى معاناة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في زمن إغلاق المدارس أكبر من غيرهم، حيث يقول مهدي مقدسي نيا، وهو أستاذ جامعي من مدينة كاشان وسط البلاد، وتعاني بنته من مرض التوحد، إن أسرته منذ إغلاق المدارس تواجه مشاكل كبيرة في مواصلة تعليم ابنتهم عن بعد، مضيفا لـ"العربي الجديد" أن هؤلاء الطلاب بحاجة ماسة إلى التواصل الحقيقي مع المعلمين الذين لديهم مهارة كبيرة في تدريبهم على هذه المهارة، موضحا أنه اضطر اليوم إلى أن يخرج بنته إلى خارج البيت في ظل موجة البرد لعدم قدرتها على البقاء في البيت والذي يفاقم وضعها النفسي.