منظمة حقوقية تطالب بتوخي الحذر بعد احتجاز عبد الرحمن القرضاوي

21 يناير 2025
عبد الرحمن يوسف القرضاوي في صورة متداولة (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت منظمة منّا لحقوق الإنسان المعارضين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من السفر إلى بعض الدول العربية، بعد احتجاز الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي في الإمارات وتسليمه من لبنان، مما يعكس استعداد الأنظمة العربية لإسكات النقد.

- انتقدت المنظمة لبنان لتجاهله التزاماته الدولية، مشيرة إلى أن الأمان للمعارضين غير مضمون بسبب السياسة المتقلبة، حيث لم تتلقَ أسرة القرضاوي أي أخبار عنه منذ تسليمه في يناير 2023.

- أكدت المنظمة أن القمع العابر للحدود يتزايد عبر طلبات التسليم، مشددة على ضرورة إصلاح مجلس وزراء الداخلية العرب لضمان أمان المعارضين السلميين.

وجهت منظمة منّا لحقوق الإنسان، رسالة مفتوحة إلى "جميع المعارضين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، تطالبهم فيها بالتفكير ملياً قبل السفر إلى بلاد عربية، على خلفية استمرار احتجاز الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي، الذي يحمل الجنسية التركية، في دولة الإمارات، عقب تسليمه من لبنان بعد زيارته سورية.

وقالت مؤسسة المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها للدفاع عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إيناس عصمان، إن القرضاوي صوت بارز من أصوات الربيع العربي، ويقبع حالياً في سجن إماراتي بسبب نشره مقطعاً مصوراً ينتقد فيه السلطات المصرية والإماراتية خلال رحلته إلى دمشق.

وأضافت أن أسرة القرضاوي ومحاميه لم يتلقوا أخباراً عنه منذ تسليمه إلى الإمارات في 8 يناير/كانون الثاني الجاري، مع تزايد المخاوف بشأن سلامته، متهمة لبنان بتجاهل التزاماته الدولية رغم الاحتجاجات المطالبة بتعليق تسليمه. وأوضحت أن القرضاوي كان مطلوباً من مصر والإمارات على حد سواء، لكنه في النهاية سلم إلى بلد ليس من مواطنيها، ما يبعث برسالة إلى المعارضين عن مدى استعداد الأنظمة العربية للذهاب إلى أبعد مدى لإسكات أي شكل من أشكال النقد.

وذكرت عصمان أن المعارضين لأنظمة سياسية عربية، بمن فيهم المنفيون، يعتقدون أنهم سيكونون بأمان في دول منها لبنان، وهو غير صحيح لأن مصالح الدولة تتشكل بفعل رياح السياسة المتقلبة، والتي يكون لها وزن أكبر من الحقوق والحريات الأساسية.

وأوضحت المنظمة في بيانها أن القمع العابر للحدود يطاول المعارضين من خلال طلبات التسليم أو التهديد أو الاختطاف، مشيرة إلى أن تسليم القرضاوي استند إلى مذكرة صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، وهو هيئة تابعة للجامعة العربية مكلفة بتعزيز التعاون وتنسيق الجهود في مجال الأمن الداخلي ومنع الجريمة.

وأفادت بأن مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يشار إليه باسم "الإنتربول العربي"، لعب دوراً متزايداً في عمليات تسليم المعارضين في السنوات الأخيرة، على عكس الإنتربول الذي أوجب بعض الضوابط من خلال لجنة مراقبة الملفات. أضافت المنظمة أنه لا يمكن للأفراد المستهدفين من مجلس وزراء الداخلية العرب التحقق مما إذا كانوا مدرجين في قائمة التسليم، أو طلب الاطلاع على ملفاتهم، بما يعني أن السرية التي تتسم بها لجنة مكافحة الفساد مصممة بالأحرى لإدامة ممارسة القمع العابر للحدود.

وأكملت أن المادة 41 من اتفاقية الرياض للتعاون القضائي بين البلدان العربية تقضي بعدم تسليم المجرمين من اللجنة العربية الاستشارية القانونية العربية لمكافحة الإرهاب، إلا إذا كانت الجريمة المطلوب التسليم من أجلها ذات طابع سياسي.

وفي مايو/أيار 2023، سلم المعارض التركي الإماراتي خلف الرميثي إلى الإمارات من دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة من الأردن، وقد ذهب إلى هناك بحثاً عن مدرسة لابنه، وهو مختف قسرياً منذ ذلك الحين، بحسب بيان المنظمة.

وفي فبراير/شباط 2023، سلم حسن الربيع، وهو مواطن سعودي، من المغرب إلى المملكة العربية السعودية، بعدما تعرض العديد من أفراد عائلته للاضطهاد، وكان قد اعتقل استناداً إلى مذكرة توقيف صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، ووضعته السلطات المغربية على متن طائرة مرحلاً، رغم طلب لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة تعليق تسليمه.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وشددت عصمان على أنه ينبغي ألّا يكون مجلس وزراء الخارجية العرب متورطاً في مثل هذه الحالات، لأنه يعطي مؤشراً على وجود توجه لدى دول الجامعة العربية بتفضيلها اللجوء إلى آليتها الخاصة، هرباً من احتمال شطب الإنتربول مذكرات التوقيف الصادرة عنها بدوافع سياسية.

وختمت قائلة إنه لا يمكن اعتبار أي مكان في دول الجامعة العربية آمناً للمعارضين السلميين، أو الناشطين في ملف حقوق الإنسان، طالما لم يخضع مجلس وزراء الداخلية العرب للإصلاح.

والقرضاوي شاعر وناشط سياسي بارز، وقد أوقفته السلطات اللبنانية بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2024، عند معبر المصنع الحدودي مع سورية، وذلك بناءً على مذكرة صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب.

ولم يرتكب القرضاوي جرماً سوى التعبير عن آرائه السياسية من خلال كلماته وأشعاره. ومع ذلك، فإن مواقفه المعارضة جعلته هدفاً لبعض الأنظمة التي تسعى إلى إسكات الأصوات النقدية.

المساهمون