منظمة الصحة تدعو إلى تقاسم تكنولوجيا إنتاج لقاحات كوفيد-19

منظمة الصحة تدعو إلى تقاسم تكنولوجيا إنتاج لقاحات كوفيد-19

06 فبراير 2021
حققت بريطانيا أكبر معدلات تلقيح في أوروبا (دانيال ليل أوليفاس/فرانس برس)
+ الخط -

دعت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، المختبرات إلى تقاسم تكنولوجياتها لزيادة وتيرة إنتاج اللقاحات ضد "كوفيد-19"، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الجائحة قد تدفع بلاده إلى "نقطة الانهيار".
ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى "تطوير ضخم لقدرات إنتاج" اللقاحات لعدم ضرب التقدم المحرز في مكافحة الجائحة. وذكر على سبيل المثال مجموعة "سانوفي" الفرنسية لصناعة الأدوية، التي تأخرت في تطوير لقاحها، لكنها اقترحت إنتاج لقاح منافستها فايزر-بيونتك المرخص له، والذي أثبت فعالية عالية، وقال "ندعو شركات أخرى لأن تحذو حذوها".
ونهاية يناير/كانون الثاني، أعلن المختبر السويسري "نوفارتيس" أنه يضع في التصرف إمكانات لإنتاج لقاح فايزر/بيونتك في عقاقير بالشكل المناسب. وأعلن غيبريسوس: "يمكن للشركات المنتجة القيام بأكثر من ذلك. لقد حصلت على مبالغ عامة ضخمة، ونشجعها جميعا على تقاسم البيانات والتكنولوجيات للمساعدة على توزيع منصف للقاحات حول العالم".

في الأثناء، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على الصعوبات التي يواجهها عدد كبير من الأميركيين بسبب الجائحة، وقال: "أشاهد الكثير من المعاناة في هذا البلد. فقد كثيرون وظائفهم، وكثيرون جياع، أو وصلوا إلى نقطة الانهيار. ينتظر الأميركيون مساعدة من حكومتهم. سأتصرف، وبسرعة". وعرضت حكومته خطة مساعدات بقيمة 1900 مليار دولار لنهوض الاقتصاد الأميركي، الذي لم يتعاف بعد مع سوق عمل بطيء رغم التراجع الطفيف في نسبة البطالة في يناير.
وفي ألمانيا، دق مدير معهد روبرت كوخ للصحة العامة ناقوس الخطر، وأعلن: "لم يتعب الفيروس بعد. على العكس أصبح أقوى" مع السلالات المتحورة، مبددا آمال رفع القيود سريعا في مواجهة فيروس أصبح "أكثر خطورة".

ورفضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين مرة جديدة، السبت، الانتقادات التي وُجّهت إلى الاتحاد الأوروبي بأنه تأخر في إبرام اتفاقات الطلبات المسبقة على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا مع المختبرات. وأكدت، في مقالة نُشرت في صحيفة "فرانكفورتر اليغميني زيتونغ"، أن الصعوبات في التزود باللقاحات ضد كوفيد-19 في أوروبا مرتبطة بواقع أن هناك "نقصاً عالمياً في المكوّنات المهمة التي تدخل في عملية تصنيع اللقاحات".
ورأت أن هذه المشكلة "مؤلمة" بسبب توقعات عالية من جانب الأوروبيين، مشيرةً إلى أن "لو كنا جميعاً مدركين آنذاك للمخاطر التي ينطوي عليها إطلاق مثل هذا الإنتاج الضخم، لكنّا قد خففنا التوقعات بالتطعيم السريع".
من جهة ثانية، حدت دول أوروبية عدة من استخدام اللقاح الذي طورته مجموعة "أسترازينيكا" وبات متوفرا، وقررت إسبانيا أن يخصص لمن هم دون الـ55 من العمر، وفي اليونان لمن هم دون الـ65. وحددت فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك والسويد ودول أخرى فئات عمرية لتلقي هذا اللقاح بسبب عدم توفر معلومات كافية عن المخاطر الممكنة في صفوف المسنين.
في الولايات المتحدة، طلب مختبر "جونسون أند جونسون" ترخيصاً عاجلاً لاستخدام لقاحه الذي يعطى في جرعة واحدة. لكن نتائجه السريرية أظهرت مشكلة بعد أن تبين أن اللقاح أكثر فعالية في الولايات المتحدة (72%) منه في جنوب أفريقيا (57%)، حيث باتت سلالة متحورة من الفيروس أكثر انتشارا.
ويرى الخبراء في ذلك دليلا على أن السلالات الجديدة للفيروس قد تتجاوز الدفاعات المناعية التي طورتها اللقاحات الحالية.

وتتسارع في كافة أنحاء العالم وتيرة عمليات شراء اللقاحات وتسليمها. وفي أوروبا، باتت صربيا، التي تلقت مساعدة بكين، في المراتب الأولى، وفي هذا البلد الصغير في البلقان، الذي يعد 7 ملايين نسمة، تلقى أكثر من 450 ألف شخص جرعة واحدة من اللقاح في أسبوعين، أي ثاني أعلى معدل تطعيم في الدول الأوروبية بعد بريطانيا، وفقا لمجلة "أور وورلد أند داتا" العلمية.
وعلى الموقع الحكومي المخصص، يطلب من الأفراد ملء استمارة لمعرفة تفضيلاتهم، وتبرز أسماء لقاحات فايرز، وسبوتنيك في، وسينوفارم.
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، في موسكو، أن اللقاح الروسي "نبأ سار للبشرية"، معربا عن "الأمل في أن تتمكن الوكالة الأوروبية للأدوية من ترخيصه". وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يرغب في التعاون في هذا المجال مع الشركات المنافسة الغربية.
وفي موازاة التلقيح، لا تزال تدابير العزل مفروضة، والجمعة، أعلنت أستراليا، التي ستبدأ حملة التطعيم الشهر الحالي، أنه لا يزال يفترض على أي شخص يدخل البلاد التزام الحجر مدة أسبوعين. أما السويد والدنمارك، فقد أعلنتا عزمهما تطوير "جواز سفر إلكتروني يثبت تلقي اللقاح" لتسهيل السفر إلى الخارج، وأيضا حضور الأحداث الرياضية والثقافية، وحتى دخول المطاعم في الدنمارك مثلا.
ووفقا لحصيلة السبت، تسببت الجائحة بوفاة مليونين و300 ألف شخص في العالم، وتم استخدام أكثر من 120 مليون جرعة لقاح ضد كوفيد-19 في ما لا يقل عن 82 بلدا أو منطقة.

(فرانس برس)

المساهمون