منظمة الصحة: أوميكرون أخطر لاحتمال تكرار الإصابة وأقل شدة من دلتا

منظمة الصحة العالمية: أوميكرون أخطر لجهة احتمال تكرار الإصابة وأقل شدة من دلتا

08 ديسمبر 2021
اللقاحات أثبتت فعاليتها ضدّ جميع المتحورات حتّى الآن (Getty)
+ الخط -

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، إنّ البيانات الأولية تشير إلى أنّ متحور أوميكرون قد يكون له قابلية أعلى من المتحورات الأخرى لإصابة الأشخاص الذين سبق أن التقطوا عدوى الفيروس وكذلك من تلقوا التطعيم، لكنها قد تسبب مرضاً أقل شدة.

وصرّح تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للصحافيين: "تشير البيانات الجديدة من جنوب أفريقيا إلى أنّ أوميكرون يزيد احتمال تكرر الإصابة"، مضيفاً أنّ "هناك أيضاً بعض الأدلة على أنّ أوميكرون يسبب مرضاً أقل شدة من دلتا".

من جهته أكد المسؤول عن الحالات الطارئة في منظّمة الصحّة العالمية مايكل راين أنه "ليس هناك أيّ سبب" للتشكيك بفاعلية اللّقاحات المتوفّرة راهناً ضدّ كورونا في الحماية من الإصابات الحادة بـأوميكرون، المتحوّر الجديد من الفيروس.

وقال مايكل راين، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضدّ جميع المتحورات حتّى الآن، من حيث شدّة المرض والاستشفاء، وليس هناك أيّ سبب للتفكير بأنّ الأمر لن يكون كذلك مع أوميكرون"، مشدّداً في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.

وأضاف هذا الطبيب، الذي نادراً ما يجري مقابلات صحافية فردية، أنّ "السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة. في الواقع، فإنّ بعض الأماكن في أفريقيا الجنوبية تبلّغ عن أعراض أخفّ" بالمقارنة مع تلك التي تسبّبها نسخ متحوّرة سابقة من الفيروس.

غير أنّ المسؤول الكبير في المنظمة الأممية دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأنّ المتحوّر الجديد لم يرصد سوى في 24 نوفمبر/تشرين الثاني من قبل سلطات جنوب أفريقيا، وقد سجل وجودها بعد ذلك في عشرات البلدان.

وقال: "نحن لا نزال في البدايات، علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل" هذه البيانات، مشدّداً في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أنّ البيانات والدراسات المتاحة لا تزال أولية.

وأثار انتشار هذه المتحوّر الجديد بعض الذعر، خصوصاً في أوروبا، التي تواجه أساساً موجة خامسة قوية من الإصابات بكوفيد-19 ناجمة عن المتحوّر دلتا.

كيف نحمي أنفسنا من أوميكرون؟

وقال عالم الأوبئة الأيرلندي الذي كافح على الأرض أمراضاً قاتلة مثل الحمّى النزفية إيبولا وفيروس ماربورغ، وهو الآن على خط المواجهة الأول ضد كوفيد-19 منذ رصده في نهاية العام 2019، إنّ المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب أفريقيا "تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة" حتى الآن.

لكنه أقرّ بأنّه ربما يتبيّن لاحقاً أنّ اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة سلالة أوميكرون التي تتميز بعدد كبير من التحولات في بروتينة سبايك، وهي النتوءات الشوكية التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر.

لكنه رأى أنه "من غير المرجح بتاتاً" أن يتمكن هذه المتحوّر من الإفلات كلياً من الحماية التي توفرها اللقاحات.

وجدد التأكيد أن "البيانات الأولية الصادرة عن جنوب أفريقيا لا تظهر تراجعاً كارثياً في الفاعلية بل على العكس في الوقت الراهن".

وشدد على أنّ "السلاح الأفضل المتاح لنا راهناً هو تلقّي اللقاح"، وهو ما يكرره ما زملائه منذ سنة مع بدء حملات التطعيم.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت أوميكرون على أنه "مقلق" وانتشاره أسرع. وأوضح راين "عندما يظهر متحوّر جديد تكون عدواه أكثر ميلاً للانتشار بسرعة لأنه ينافس متحورات أخرى".

وقد يطغى أوميكرون على المتحوّر دلتا المسؤول عن غالبية الإصابات في العالم منذ رصده في الهند بنهاية العام 2020.

هل يصيب أوميكرون الأشخاص الملقحين؟

ورأى العالم أن أوميكرون قد ينتشر بسرعة كبيرة في جنوب أفريقيا "لأنها تستغل تراجع الإصابات بدلتا".

وثمة مؤشرات أولى تظهر أنّ المتحوّر الجديد قد يصيب بسهولة أكبر أشخاصاً ملقّحين أو سبق أن أصيبوا بكوفيد-19.

وأشار هذا الطبيب إلى أن "ثمة بيانات تشير إلى أن الإصابة مجدداً أكثر تواتراً مع أوميكرون مقارنة بالمتحورات السابقة"، لكنه سارع إلى الإضافة أنّ اللقاحات صممت بطريقة للحماية من الإصابات الحادة وليس بالضرورة من تلك الطفيفة.

وأضاف "لا تهمنا كثيراً معرفة ما إذا كان تكرار الإصابة ممكناً مع أوميكرون بل تهمنا خصوصاً معرفة ما إذا كانت الإصابات الجديدة أقوى أو أقل حدة".

وشدد خصوصاً على ضرورة احترام إجراءات الوقاية، من وضع الكمامة وتهوية القاعات المغلقة والتباعد الجسدي وما إلى ذلك.

وشدد راين على أنه "لم تتغير طبيعة الفيروس وتبقى القواعد نفسها قائمة".

(فرانس برس)

المساهمون