منظمات إنسانية: انهيار وشيك للقطاع الصحي شمال غربي سورية

منظمات إنسانية: انهيار وشيك للقطاع الصحي شمال غربي سورية

20 سبتمبر 2021
مرضى كورونا يتزايدون في مستشفيات إدلب السورية (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

طالبت 19 ﻤﻨﻈمة ﻏﻴﺮ ﺤﻜﻮﻣﻴﺔ عاملة ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ بمناطق سيطرة المعارضة السورية في إدﻟﺐ ورﻳفي ﺣﻠﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، الإثنين، السلطات المحلية بفرض إجراءات جديدة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، محذرة من اﻗﺘﺮاب وﺷﻴﻚ ﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ بسبب وﺻﻮل انتشار الجائحة إﻟﻰ الذروة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
وقالت المنظمات في بيان: "بذلت اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻻﺣﺘﻮاء اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ خلال اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ، وﺗﺨﻄﺖ المنطقة اﻟموجات اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ، ومن دون أن ﻳﻨﻬﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ. أﻣﺎ اﻵن ﻓاﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻮﺑﺎء وﺻﻠﺖ إﻟﻰ حد ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق، وﺗﺸﻴﺮ آﺧﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ أن اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ (ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ) بالتزامن مع ﻗﺪرة ﻣﺤﺪودة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ".
وأشار البيان إلى أن "ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺎرﺛﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ، إﺻﺎﺑﺔ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﻮادر اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮض، وﺗﻮﻗﻔﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، ﻣﻤﺎ ﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺷﻠﻞ باﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ لتصبح أﺑﺴﻂ اﻷﻣﺮاض ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻠﻮﻓﺎة ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻜﻮادر الطبية"، لافتين إلى أنه "تتوارد اﻷﻧﺒﺎء ﻋﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، وﺳﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻧﺰوح ﻳﺰﻳﺪ سوء اﻟﻮﺿﻊ".
وأكدت المنظمات أن "اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ لا يزال دون اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻄﻠﻮب، وﻫﺬا ما أوﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻹﺷﻐﺎل اﻟﺘﺎم ﻟﻠﻤﺸﺎﻓﻲ وﻣﺮاﻛﺰ ﻋﻼج ﻛﻮﻓﻴﺪ-19. ﻧﺒﺬل ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد ﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﺮﻓﻊ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎلي ﻏﺮب ﺳﻮرية، وﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎر، وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈن أﻛﺒﺮ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻘﺪﻣﺎً ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ من دون ﺗﻌﺎون ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وعلى اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ فرض اﻠﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ إﻟﺰاﻣﻲ لإﺑﻘﺎء اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻴﻄﺮة. ﺣﺠﻢ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﺗﺠﺎوز إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، ونناشد ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬم، وﻋﺪم ﺗﺮك المنطقة ﻟﻤﺼﻴﺮ ﻤأساوي ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ".

وطالب البيان بفرض ارﺗﺪاء اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎس، وفي اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ، واﻷﺳﻮاق، ووﺳﺎﺋل اﻟﻨﻘﻞ، وﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﺪوام ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﺤﻴﻦ إﻋﻼن ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ أن اﻟﻮﺿﻊ أﺻﺒﺢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺪوام، واﺳﺘﺒﺪاله ﺑالتعليم ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺚ أﻣﻜﻦ ذﻟﻚ، وﻓﺮض ﻓﺤﺺ كورونا ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌﺎﺑﺮ، أو إﺑﺮاز ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻠﻘﺎح، وﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻛﺎﻷﻓﺮاح واﻟﺘﻌﺎزي واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﻓﺮض اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ودراسة ﻔﺮض ﺣﻈﺮ تجول ﻣﺆﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮى واﻟﻤﺪن واﻟﻤﺨﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﻧﺴﺒﺔ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪاً ﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ حتى ﺗﺨﻒ وﺗﻴﺮة اﻹﺻﺎﺑﺔ".
وسجلت آخر إحصائية لـ"مختبر الترصد الوبائي" 501 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات المسجلة إلى 60074، بالإضافة لارتفاع عدد الوفيات إلى 969 وفاة بعد تسجيل 12 وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.
في السياق، أعلنت "نقابة أطباء إدلب" في بيان، مساء الإثنين، محافظة إدلب "منطقة موبوءة"، موجهة نداءات إلى "الجهات الإغاثية، والمنظمات الإنسانية المعنية بالشأن الصحي لطلب الدعم اللازم للحد من انتشار الوباء"، مُشيرةً إلى أن "ما يحصل يمثل كارثة صحية تشكل تهديداً صحياً حقيقياً لحياة أهالي المحافظة".

المساهمون