منظمات إغاثة تخطط لتوسيع عملياتها في قطاع غزة بعد سريان وقف إطلاق النار

16 يناير 2025
دمار في جباليا عقب غارة إسرائيلية دمرت بناية سكنية، 16 يناير 2025 (حسن الزعنين/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت منظمات إغاثية عن خطط لتوسيع عملياتها في غزة فور وقف إطلاق النار، مؤكدة على أهمية التمويل المرن وتدفق المساعدات بحرية لدعم التنمية والسلام، مع استعداد اليونيسف لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة.

- أكدت الأمم المتحدة دعمها لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على إزالة العراقيل لتوصيل المساعدات، واصفة الاتفاق بأنه خطوة نحو مستقبل أفضل، مع دعوة لتحقيق المساءلة عن الانتهاكات.

- أعلن رئيس الوزراء القطري عن نجاح الوساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بعد 467 يوماً من الحرب، مما أثار الفرح والأمل في الشارع الفلسطيني.

ذكرت منظمات إغاثية أنها تُخطّط لتوسيع عملياتها بسرعة في قطاع غزة بمجرد دخول وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه حيّز التنفيذ. وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند إنّ المنظمة ستوسع "حجم وأثر" عملها في قطاع غزة "حسبما تسمح الظروف". وأضاف ميليباند، في بيان له: "آثار هذه الحرب ستستمر لفترة طويلة، ولكن هناك حاجة ماسة لزيادة تدفق الإغاثة الفورية إلى المدنيين".

وتابع: "يتطلب هذا تمويلاً مرناً وتدفقاً حرّاً للمساعدات والعاملين في مجال الإغاثة. إذا تم تنفيذ ذلك بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يضع الأسس للعمل الأكثر صعوبة في مجالات التنمية والسلام".

من جانبها، شدّدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف)، كاثرين راسل، على أن حجم الاحتياجات الإنسانية في غزة "هائل". وقالت راسل: "يونيسف وشركاؤها جاهزون لتوسيع استجابتنا". وأضافت: "يجب أن يمنح وقف إطلاق النار أخيراً العاملين في المجال الإنساني الفرصة للقيام بالاستجابة الضخمة داخل قطاع غزة الذي هو في أمس الحاجة إليه". وتشير تقديرات "يونيسف" إلى أن هناك حالياً حوالي 17 ألف طفل فقدوا والديهم أو تم فصلهم عنهم. كما أن حوالي مليون طفل لم تعد لديهم منازل يعيشون فيها.

الأمم المتحدة تعرض المساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار

وفي سياق متصل، عرضت الأمم المتحدة تقديم الدعم في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للصحافيين في نيويورك، أمس الأربعاء: "الأمم المتحدة مستعدة لدعم تنفيذ الاتفاق وزيادة إرسال المساعدات الإنسانية بشل متواصل إلى كثير من الفلسطينيين الذين تتواصل معاناتهم".

وأضاف غوتيريس: ""أمر حتمي أن يزيل وقف إطلاق النار هذه العراقيل الأمنية والسياسية أمام توصيل المساعدات إلى غزة بحيث يمكننا دعم زيادة كبيرة في الدعم الإنساني العاجل الذي ينقذ الأرواح. إن الوضع الإنساني في مستويات كارثية". ووصف غوتيريس اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بأنه "خطوة أولى مفصلية". وتابع: "أدعو جميع الأطراف والشركاء المعنيين إلى انتهاز الفرصة لإقامة مسار سياسي موثوق من أجل مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة الأوسع نطاقاً".

احتياجات كبيرة في قطاع غزة

من جانبه، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الأربعاء، حركة حماس وإسرائيل إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على وجه السرعة. وقال تورك، في بيان، إنّ أنباء انطلاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تبشر "بارتياح كبير بعد الآلام المبرحة والبؤس الذين شهدتهما الأشهر الـ15 الماضية".

ووجّه المفوض الأممي دعوة إلى إسرائيل وحماس من أجل تنفيذ التزاماتهما على وجه السرعة، وبشكل متزامن وبحسن نية، وحثّ جميع أطراف النزاع وكل الدول ذات النفوذ على بذل كل ما في وسعها لضمان نجاح المراحل التالية من وقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب كلياً.

وشدد تورك على ضرورة المبادرة فوراً إلى العمل لإنقاذ حياة من هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء غزة، "التي دمرها القصف الإسرائيلي المتواصل والقتال المستمر على مدى الأشهر الماضية، لا سيما في الشمال"، وأكد على ضرورة السعي إلى تحقيق المساءلة والعدالة عن الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي تم ارتكابها. وشدد تورك على ضرورة إنهاء الوجود الإسرائيلي غير المشروع المستمر في الأرض الفلسطينية المحتلة، تماماً كما أوضحته جلياً محكمة العدل الدولية، وأن يصبح حل الدولتين المتفق عليه دولياً "حقيقة واقعة".

ومساء الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي، نجاح الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتاً إلى أنه سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.

يأتي ذلك في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أميركي نحو 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وعقب الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عمت أجواء الفرح والسرور الشارع الفلسطيني واستبشرت قلوب شعب صمد في حرب إبادة وتجويع وتشريد وتهجير قسري، في مشاهد تعكس الأمل المتجدّد بين الفلسطينيين الذين تستهدفهم إسرائيل بحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 15 شهراً.

(أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون