3 وكالات أممية: مناطق في ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان على شفا المجاعة
استمع إلى الملخص
- يعاني 7.7 ملايين شخص من انعدام أمن غذائي حاد، مع وجود 32 ألف شخص في ظروف جوع كارثية، مما يزيد بثلاث مرات عن التوقعات السابقة، ويُعد الصراع الدافع الرئيسي للأزمة.
- يتزايد سوء التغذية بين الأطفال والأمهات، مع تفشي الكوليرا وارتفاع عدد الأطفال المعرضين لخطر سوء التغذية الحاد إلى 2.3 مليون، مما يستدعي ضرورة توزيع الغذاء بأمان.
حذّرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أنّ مجاعة تلوح في الأفق في إحدى المناطق التي تعاني من الصراع في دولة جنوب السودان المأزومة. وأوضح برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، في بيان مشترك، أنّ سكان 11 مقاطعة من أصل 13 مقاطعة في ولاية أعالي النيل يواجهون مستويات طارئة من الجوع في الوقت الراهن.
وفي البيان الذي أصدرته الوكالات الأممية الثلاث تحت عنوان "الصراعات والنزوح والأمراض تدفع انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية إلى مستويات مقلقة في أجزاء من جنوب السودان"، أفادت بأنّ سكان مقاطعتَي ناصر وأولانغ في دولة جنوب السودان مهدّدون بخطر المجاعة في الأشهر المقبلة، مع تصاعد وتيرة النزاع في ولاية أعالي النيل في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي أدّى إلى "تدمير المنازل وعرقلة سبل العيش وإعاقة تسليم المساعدات الإنسانية". وتشهد ولاية أعالي النيل، الواقعة في شمال شرق البلاد، قتالاً بين القوات الحكومية والمليشيات المسلحة التي تعارض حكومة الرئيس سلفا كير.
🆘Families across most of #SouthSudan’s Upper Nile state face emergency levels of hunger as conflict escalates, with two counties at risk of famine.
— World Food Programme (@WFP) June 12, 2025
Read the new report: https://t.co/rwlp8C2OGp pic.twitter.com/MgSIWIGjz2
وعلى الرغم من أنّ ثمّة مناطق في جنوب السودان شهدت أخيراً تحسّناً في الأمن الغذائي، بيّنت الوكالات الأممية الثلاث أنّ 7.7 ملايين شخص، أي 57% من السكان، يواجهون انعدام أمن غذائي حاداً (المرحلة 3 وأكثر من المؤشّر)، في حين ظلّت جيوب المجاعة الكارثية (المرحلة 5 من المؤشّر) قائمة في جنوب السودان في السنوات الأخيرة، علماً أنّ الصراع هو الدافع الرئيسي لذلك. أضاف البيان أنّ نحو 32 ألف شخص يعيشون في ظروف جوع تُصنَّف "كارثية" أكثر بثلاث مرّات من التوقّعات السابقة، في هذه الدولة الواقعة بشرق أفريقيا التي يبلغ عدد سكانها 11.5 مليون نسمة. يُذكر أنّ المرّة الأخيرة التي جرى فيها تأكيد حدوث مجاعة في جنوب السودان كانت في عام 2017.
في الإطار نفسه، أكدت وكالات الأمم المتحدة الثلاث أنّ سوء التغذية يتزايد بين الأطفال والأمهات وسط تفشّي الكوليرا، مع وصول ثلاث مقاطعات إضافية في ولايتَي أعالي النيل والوحدة إلى المستويات الأكثر خطورة في تصنيف سوء التغذية. وبيّنت أنّ عدد الأطفال المعرّضين لخطر سوء التغذية الحاد ارتفع في كلّ أنحاء جنوب السودان ليبلغ 2.3 مليون طفل، فيما كان 2.1 مليون طفل في وقت سابق من العام، وهذا "رقم غير مسبوق بالفعل" وفقاً للأمم المتحدة.
ونقل البيان الأممي عن ممثلة منظمة يونيسف لدى جنوب السودان نوالا سكينر أنّ "هذه التوقعات الأخيرة تضع 200 ألف طفل صغير آخر في خطر كبير للإصابة بسوء التغذية". أضافت سكينر أنّ "التحديات المستمرة أمام الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضرّراً، بالإضافة إلى إغلاق مواقع الصحة والتغذية، تقلّل من فرص التدخّل والعلاج المبكرَين". وتابعت أنّ تفشّي الكوليرا أدّى، إلى جانب ما سلف، إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل، الأمر الذي "يضع حياة الصغار في صراع محفوف بالمخاطر من أجل البقاء".
في سياق متصل، نقل البيان عن المديرة القطرية وممثلة برنامج الأغذية العالمي لدى جنوب السودان ماري إلين ماكغروارتي قولها: "مرّة أخرى، نرى التأثير المدمّر للصراع على الأمن الغذائي في جنوب السودان"، مشدّدةً على أنّ "الصراع لا يدمّر المنازل وسبل العيش فحسب، بل يمزّق المجتمعات ويقطع إمكانية الوصول إلى الأسواق ويؤدّي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بصورة كبيرة". ورأت أنّ من الضروري أن "تتمكّن فرقنا من الوصول إلى الأسر التي وقعت في براثن النزاع في أعالي النيل وتوزيع الغذاء عليها بأمان، لإنقاذها من حافة الهاوية ومنع حدوث مجاعة" في الوقت الحالي.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)