معلمون سوريون في تركيا يخشون فصلهم

معلمون سوريون في تركيا يخشون فصلهم

06 فبراير 2021
في إحدى مدارس تركيا (جيم جينكو/ الأناضول)
+ الخط -

 

يخشى معلّمون سوريون في تركيا الأسوأ في ظل بعض الخطوات التي تتخذها البلاد. فأخيراً، كثر الحديث عن احتمال فصل المدرسين الذين لا تحتاج إليهم المدارس التركية، أو الذين لا يحملون شهادات جامعية. 

أعاد طلب مديرية التعليم مدى الحياة في وزارة التربية التركية - أنقرة، إلى مديريات التربية في الولايات تزويدها بمعلومات حول التحصيل العلمي وشهادة إجادة اللغة التركية للمعلمين السوريين المتعاقدين مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) خلال فترة أقصاها مطلع شباط الجاري، مخاوف هؤلاء المعلمين.

وتشير مصادر سورية لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الهدف هو "إعادة توزيع المعلمين بحسب الحاجة، وفصل الأشخاص الذين لا حاجة إليهم". في المقابل، تؤكد مصادر تركية أن "الهدف هو التحقق من الشهادات العلمية وإجادة المدرسين اللغة التركية، كلغة ثانية على الأقل"، موضحة لـ"العربي الجديد"، أنه ما من قرار واضح حتى الآن لفصل العدد الفائض أو الاقتصار على حملة الإجازات الجامعية أو ربما تخفيض العدد وزيادة الأجور، باعتبار أن المعلمين السوريين يتقاضون الأجر الأقل حتى الآن، وهو 2020 ليرة تركية، ولم تشملهم الزيادة على الرواتب، كما لم تبلغ رواتبهم الحد الأدنى للأجور. 

وتقول المعلمة السورية منار عبود، التي تعمل في مدرسة "ياووز سليم المتوسطة": "يتضمن كتاب من مديرية التعليم مدى الحياة في أنقرة ضرورة إرسال شهادات المعلمين مترجمة ومصدقة، بالإضافة إلى الشهادة باللغة العربية وشهادة مستوى اللغة التركية صادرة عن وزارة التربية أو من جامعة خاصة معترف بها"، مشيرة إلى أن هذا زاد من مخاوف المعلمين السوريين في ظل الحديث عن الإبقاء على حاملي الإجازات الجامعية منهم. 

تضيف عبود: "تقدم الجميع بشهاداتهم ليتم بعدها الفرز وفق قطاع تعليمي لحملة شهادات: معلم صف نظام أربع سنوات، كلية التربية، وحملة الإجازات العليا، وقطاع غير تعليمي لحملة الشهادات التي لا تصب في خانة التعليم: حقوق، هندسة، اقتصاد، تمريض وشهادات التعليم المفتوح، وقطاع ثالث من حملة شهادات الثانوية والمعاهد. وأرسلت الملفات من المدراس إلى مديريات التربية في المدن التركية، لتتولى الولايات مهمة التدقيق في الملفات وإنشاء ملفين: جامعي وغير جامعي أو بحسب سنوات الدراسة الجامعية، ثم أرسلتهم إلى أنقرة. بعدها، أرسلت مديرية التعليم مدى الحياة في العاصمة كتاباً إلى بعض الولايات منها أضنة وكهرمان مرعش وماردين وأورفة، ينص على أن وزارة التربية، ضمن خطتها لتطوير برنامج تعليم التلاميذ السوريين (بيتكس)، ستبقي على التعاقد مع حملة شهادات الليسانس - نظام أربع سنوات، والحاصلين على مستوى تعليم التركية الثاني". وتؤكد عبود أن مديري بعض المدارس في الولايات الأربع أبلغوا المعلمين غير الجامعيين بإنهاء عقودهم مع يونيسف فوراً، ما أدى إلى احتجاجات وصلت إلى العاصمة التي أبلغت المدارس جميعها بعدم إنهاء العقود حتى يتضح الأمر مع انتهاء العقود في شهر يونيو/ حزيران المقبل.

ويعمل في المدارس التركية، وذلك بعد إغلاق كامل المدراس السورية (مراكز التعليم المؤقت) قبل عامين، نحو 12.350 معلماً سورياً، ويزيد عدد التلاميذ السوريين في البلاد عن 78 ألفاً يتلقون تعليمهم مجاناً في المدارس الحكومية.

وشاع تزوير بعض السوريين شهادات علمية تعاقدوا إثرها مع "يونيسف"، تحت إشراف مديرية التربية التركية (التعليم مدى الحياة)، بصفة متطوعين، ما دفع المديرية إلى تشكيل لجنة، العام الماضي، للتحقق من الشهادات، ما أدى إلى فصل بعض المعلمين في مطلع العام الجاري.

إلى ذلك، يقول المعلم السوري في مدرسة "اسطش" خالد الأسعد: "تكلموا معي من مديرية التربية في إسطنبول التي تنسق بين وزارة التربية والمعلمين السوريين للتأكد من شهادتي العلمية وإجادتي اللغة التركية. ولدى مراجعة التربية، علمت أن الاستفسار يشمل جميع المعلمين السوريين تلبية لكتاب مديرية التعليم مدى الحياة وتصنيف المعلمين جامعيين وغير جامعيين، وتبيان مدى إجادة السوريين للغة التركية". يضيف: "ربما الهدف تخفيض عدد المعلمين السوريين، لكن لا إجابة محددة من مديرية التربية في إسطنبول رغم إلحاحي، لتزداد الشائعات حول فصل من هم فوق الخامسة والستين من عمرهم أو من لا يحملون إجازة جامعية. لكن الفصل أو عدم التجديد لن يتم، بحسب مصادر التربية، إلا بعد شهر يونيو/ حزيران المقبل".

في الوقت نفسه، تؤكد مصادر تركية خاصة لـ"العربي الجديد"، أنه "لا فصل للمعلمين السوريين في الوقت الحالي، سوى الأشخاص الذين لا يحملون شهادة اللغة التركية A2"، مشيرة إلى أنه "لا داعي لقلق المعلمين. فتركيا تأخذ بالاعتبار أوضاعهم المعيشية، ولن تسمح بتحويلهم لعاطلين من العمل".

من جهته، يؤكد عبد المؤمن الحسامي، وهو مشرف على برامج الأجانب في مركز التعليم الشعبي في مديرية التربية في إسطنبول، أن لا شيء مؤكداً حتى الآن "ريثما تأتي الإجابة من مديرية التعليم مدى الحياة في أنقرة، بعدما وصلتها بيانات جميع المعلمين السوريين". ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن القوائم وصلت إلى مديريات التربية في ولايات مرعش، وأضنة وأورفا وماردين. إلا أن المدرس السوري جميل نبهان، القاطن في ولاية أضنة، يؤكد لـ"العربي الجديد"، وصول كتاب بأسماء المعلمين السوريين (393 معلماً ومعلمة) الذين سيلتحقون بالعملية التعليمية مع احتمال الاستغناء عن آخرين، مضيفاً أنه في وقت لاحق، وصل كتاب من مديرية التربية للمديرين بالتريث واستمرار الوضع كما كان.

ويتمنى نبهان، الذي يؤكد أن أعداد المعلمين السوريين أكثر من حاجة المدراس التركية، إبلاغ المعلمين بفصلهم قبل فترة من الوقت، وليس بشكل مفاجئ، لأنهم لا يجيدون غير هذا العمل ولديهم عائلات. ويقول: "في حال تم فصل غير الجامعيين، يمكن التعاقد معهم في أي منظمة أو مؤسسة تركية ليضمنوا تأمين عيشهم. عملنا كمتطوعين في البداية ومن دون أجر ثم حصلنا على 500 ليرة تركية وبعدها 700 ليرة تركية والآن 2020 ليرة، وهو أقل من الأجر المحدد بالعقد مع يونيسف والبالغ 435 دولاراً". ويختم حديثه قائلاً إن المعلمين السوريين ليس لديهم تأمين ولا إذن عمل، لافتاً إلى أنهم عملوا كمتطوعين بشكل غير منهجي، والآن يهددون بشكل غير منهجي. فإن كان من مزورين أو غير كفوئين، فما ذنب نحو 13 ألف معلم سوري بتركيا يعيلون أسرهم؟

المساهمون