معظم دول العالم لم تلتزم بموعد تقديم خططها بشأن المناخ

10 فبراير 2025
محطة طاقة ملوّثة للبيئة في المملكة المتحدة، 12 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أخفقت دول مثل الصين والهند والاتحاد الأوروبي في تقديم خطط مناخية جديدة، مما يزيد الضغوط على الجهود العالمية للحد من الاحتباس الحراري، خاصة بعد تجاوز درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية.
- أعلنت دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا عن خطط جديدة، لكن التحول في السياسة الأميركية تحت قيادة ترامب يثير القلق بشأن الالتزام الدولي، رغم تأكيد الأمم المتحدة على جدية الدول في إعداد خططها.
- تتزايد المخاوف من تراجع العمل المناخي في الأجندات الحكومية، مع تأخر دول مثل الهند والصين في تقديم خططها، بينما تعهدت بروكسل بالاستعداد بخطتها بحلول مؤتمر كوب 30 في 2025.

أخفقت الدول والتكتلات الأكثر تلويثاً للبيئة في العالم في الالتزام بالموعد النهائي الذي حدّدته الأمم المتحدة لوضع أهداف مناخية جديدة، وسط تزايد الضغوط على الجهود الرامية إلى الحدّ من الاحتباس الحراري بعد تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية. وكان موعد نهائي قد حُدّد للدول التي وقّعت على اتفاقية باريس للمناخ (2015) البالغ عددها نحو 200 دولة، وهو اليوم الاثنين، من أجل تقديم خطط جديدة بشأن المناخ للأمم المتحدة حتى تضع المنظمة بدورها خططها لتخفيض الانبعاثات بحلول عام 2035.

وحتى صباح اليوم العاشر من فبراير/ شباط 2025، بعد عشرة أعوام من اتفاقية باريس للمناخ، لم تقدّم دول عديدة من الأكثر تلويثاً للبيئة في العالم، من بينها الصين والهند والاتحاد الأوروبي، أيّ خطط في هذا السياق. وقال الرئيس التنفيذي لمعهد "كلايميت أناليتكس" للعلوم والسياسات بيل هير إنّ "من حقّ للناس أن يتوقّعوا ردّة فعل قوية من حكوماتهم إزاء حقيقة مفادها بأنّ الاحتباس الحراري العالمي بلغ 1.5 درجة مئوية على مدى عام كامل، غير أنّنا لم نشهد شيئاً يُذكر تقريباً".

وتلتزم الدول، بموجب اتفاقية باريس للمناخ، بمحاولة تجنّب ارتفاع درجة حرارة الأرض بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما يُعرَف بـ"ما قبل الثورة الصناعية". لكنّ الإجراءات التي اتُّخذت حتى الآن كانت أضعف بكثير من أن تؤدّي إلى تخفيض الانبعاثات في سبيل تحقيق هذا الهدف، مع وصول الانبعاثات إلى مستويات عالية. يُذكر أنّ العام الماضي كان أوّل عام يتجاوز فيه ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا والبرازيل واليابان وكندا من بين الاقتصادات الكبرى التي أعلنت عن خطط جديدة بشأن المناخ، لكن من المتوقّع أن يلغي ترامب مساهمة الولايات المتحدة الأميركية التي جرت في عهد خلفه جو بايدن. وقد أمر ترامب في الشهر الماضي بسحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ، ووقف بعض من الإنفاق الاتحادي على الطاقة النظيفة.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل، قبل أيام، إنّ الدول بمعظمها أشارت إلى أنّها سوف تواصل إعداد خططها بشأن المناخ هذا العام. وأضاف أنّ "الدول تأخذ هذا الأمر على محمل الجدّ إلى أقصى درجة، وهو أمر غير مفاجئ نظراً إلى أنّ هذه الخطط سوف تكون أساسية في تحديد مقدار ما يمكن للحكومات من الحصول عليه من (تمويل) كبير يصل إلى تريليونَي دولار"، مشيراً إلى استثمار المبلغ نفسه عالمياً في الطاقة النظيفة والبنية الأساسية العام الماضي. وتابع ستيل: "لذا فإنّ أخذ مزيد من الوقت لضمان أن تكون هذه الخطط جيدة أمر منطقي".

لكنّ تجاوز الموعد النهائي يزيد من مخاوف تراجع العمل من أجل المناخ في أجندات الحكومات، مع إشارة عدد من المسؤولين إلى أنّ التحوّل الأميركي عن سياسة المناخ يعطّل جهود دول أخرى.

في سياق متصل، قال مفوّض الاتحاد الأوروبي المعني بتغير المناخ، فوبكه هوكسترا، لوكالة رويترز، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، إنّ دورة صنع السياسات في الاتحاد لا تتوافق مع الموعد النهائي الذي حدّدته الأمم المتحدة، لكنّ بروكسل سوف تكون مستعدّة لخطتها خلال المؤتمر الثلاثين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) المقرّر عقده في بيليم بالبرازيل، في الفترة الممتدة ما بين 10 و21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.

وقد حاولت وكالة رويترز، اليوم الاثنين، سؤال الدول المعنية عن خططها بشأن المناخ المفترض تقديمها، فأجاب مسؤول حكومي هندي بأنّ بلاده لم تنتهِ بعد من الدراسات اللازمة لوضع خطتها بشأن المناخ. من جهته، أفاد متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية بأنّ بلاده سوف تنشر خطتها بشأن المناخ "في الوقت المناسب". في الإطار نفسه، قال متحدّث باسم وزارة البيئة الإندونيسية إنّ الوزارة تنتظر تعليمات من مكتب الرئيس بشأن تقديم هدفها المناخي. وحتى كتابة هذا التقرير، لم تكن حكومات إيران وروسيا وجنوب أفريقيا قد ردّت بعد على سؤال وكالة رويترز.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون