معرض ملابس مجانية في مخيم عين الحلوة

19 يناير 2025
يخترن ما يناسبهن من ملابس. 15 يناير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تدهورت الأوضاع المعيشية في مخيم عين الحلوة بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، مما أدى إلى فقدان اللاجئين لأعمالهم ومصادر رزقهم.
- لجان المرأة الفلسطينية نظمت معرضاً مجانياً للألبسة لمساعدة الأسر المحتاجة، حيث توافدت العائلات للحصول على الملابس الضرورية.
- شيرين، مسؤولة لجان المرأة، أوضحت أن المعرض جاء استجابة للأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتم جمع الملابس من المتبرعين والإعلان عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لضمان وصول المساعدات.

زاد الوضع المعيشي تردياً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ خسر عدد كبير من اللاجئين أعمالهم ومصادر رزقهم، وجراء هذا، بادرت لجان المرأة الفلسطينية في المخيم إلى إقامة معرض مجاني للألبسة.
حضرت الفلسطينية أميرة إلى المعرض للحصول على ملابس مناسبة لها ولعائلتها، وتقول: "لا أعمل، ولدي ثلاثة أولاد، وعمل زوجي متقطع، فقد كان يعمل في السابق بالموبيليا، وبسبب توقفه عن العمل اضطر إلى جمع الخردة وبيعها، ووضعنا المعيشي صعب. علمت بمبادرة توزيع الملابس، فحضرت من أجل الحصول على بعض الملابس لأولادي، فهم صغار، ويحتاجون إلى الكثير من الملابس".
تتابع: "غالبية الناس في المخيم يعانون من أوضاع صعبة نظراً لظروف اللاجئ الفلسطيني الذي لا يستطيع العمل دائماً، وخلال فترة الحرب توقف الكثير من الناس عن العمل، وتأثر سكان المخيم بشكل كبير، خاصة أنه لم تقدم لنا أي جمعية خيرية أو منظمة إنسانية المساعدة، وكانت المساعدات كلها توجه إلى النازحين، في حين كنا بأمس الحاجة إلى المساعدات".
بدورها، تقول سامية الجمال المقيمة في مخيم عين الحلوة: "عندي أربعة أولاد، وزوجي كان يعمل في محل لتصليح السيارات، لكنه مريض، ولم يعد يستطيع العمل، ولدينا احتياجات عديدة من ضمنها الألبسة، وعندما علمت بمبادرة توزيع الملابس حضرت لآخذ ما يناسب أولادي". تضيف: "دائماً ما تحصل توزيعات للمساعدات في المخيم للنازحين بسبب العدوان، لكننا لا نستطيع الحصول على شيء منها، حتى الخبز الذي توزعه وكالة (أونروا)، أحياناً نستطيع الحصول عليه، وأحياناً لا نستطيع نتيجة أن الكميات المتوفرة لا تكفي كل سكان المخيم".
وعن تدبر معيشتهم، توضح: "عند العصر أنزل إلى سوق الخضار في المخيم، وطبعا تكون الخضروات الجيدة قد بيعت، وتبقت الأقل جودة، فنشتريها بأرخص الأثمان حسب مقدرتنا المادية. إذا استطعنا تأمين الطعام والخبز نشكر الله. لم يكن لدينا أي مورد مادي آخر غير عمل زوجي، فإذا عمل يدخل علينا المال، وإذا لم يعمل فليس لدينا بديل".

ملابس بالمجان تناسب الجميع. 15 يناير 2025 (العربي الجديد)
ملابس بالمجان تناسب الجميع. 15 يناير 2025 (العربي الجديد)

وتقول الحاجة أم سليمان القط، المقيمة في مخيم عين الحلوة: "أنا مولودة في المخيم، وأهلي جميعهم في جباليا، وليس بيني وبينهم أي اتصال بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. وجدت بعض الملابس التي تناسبني، خاصة الملابس الداخلية، فأنا امرأة وحيدة، وليس لي معيل، وأعيش على الصدقة. ابني لا يستطيع أن يتكفل بكل مصروفي، فهو يوفر لي 50 دولارا كل شهر، فهو عنده بيت وأولاد وزوجة. في بعض الأحيان آكل البطاطا المسلوقة واللبنة، وأقنن في كل شيء، فعندي إيجار بيت تبلغ قيمته 30 دولارا. بيتي صغير، وكل شيء فيه من بقايا الناس، فأي شيء يريدون رميه آخذه لأستفيد منه، ومع ذلك فصاحب الملك يطالبني بزيادة الإيجار، وغسالتي لا تعمل منذ سنة، وليس باستطاعتي تصليحها".
اللبنانية شيرين هي مسؤولة لجان المرأة في منطقة صيدا، وهي متحدرة من مدينة بعلبك، ومقيمة في مخيم عين الحلوة. تقول: "نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان المخيم، بادرنا لإقامة هذا المعرض، والخطوة الأولى كانت قبل البدء بإطلاق المبادرة، حيث عملنا على جمع الملابس من المتبرعين، والتواصل مع عدد من الأصدقاء لتجميع الملابس، ثم أطلقنا مبادرة توزيع الملابس بالمجان. حرصنا على أن يحتوي المعرض كل أنواع الملابس، وفيه ملابس أطفال، وملابس نسائية ورجالية، وأحذية وحقائب، وحرامات وغيرها".

وتضيفت: "جاءت فكرة المعرض نظراً للأوضاع السيئة التي يعيشها الناس في المخيم، وعدم قدرتهم على شراء الثياب من السوق، فالغالبية لا يستطيعون تأمين المال حتى لشراء بيجامة، فما بالك بالملابس الأخرى، وبما أننا نستطيع القيام بهذه المبادرة، قررنا التواصل مع الأصدقاء الذين أرسلوا لنا الملابس، ونحن بدورنا أبلغنا الناس بموعد ومكان المعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

المساهمون