مظاهرة في حيفا ضد جرائم قتل الفلسطينيات

مظاهرة في حيفا ضد جرائم قتل الفلسطينيات

17 يونيو 2022
انطلقت المظاهرة من حي عباس بمدينة حيفا (فيسبوك)
+ الخط -

شهدت مدينة حيفا الفلسطينية خروج مظاهرة، مساء الخميس، للاحتجاج ضد قتل النساء الفلسطينيات، تحت شعار "بنضالنا نحمي بعض"، بدعوة من حراك "طالعات"، حيث قُتلت خمس نساء فلسطينيات منذ مطلع 2022، وكانت السيدة سمر كلاسنة، 51 عاماً من حيفا، آخر الضحايا، إذ قُتلت طعناً من قبل زوجها الأحد الماضي.

وانطلقت المظاهرة من حي عباس، وهو الحي الذي ولدت به سمر كلاسنة، وطافت المظاهرة به واستمرت إلى حي وادي النسناس. وقدم المشاركون بالمظاهرة التعازي في كنيسة الكاثوليك، بشارع عين دور، لأهالي الفقيدة.

وقالت حنان حلو، ابنة خالة سمر: "أنا مصدومة من قتلها، الجميع يعرفها ويلتقي بها خلال عملها، وهي خلوقة ولطيفة، ولكن إحدى صفاتها كانت مشكلة، فهي تسكت ولا تشارك، وهي تتبع الجيل القديم الذي يؤمن بالسترة".

وتابعت حنان: "يجب على المرأة أن تحكي وتتحدث، فأنا قمت بحماية عدة نساء، وقمنا بتقديم شكوى للشرطة، وقفت مع نساء كثيرات، ولكن ألمي أني لم أستطع حماية ابنة خالتي.. لا يجب أن نقول أن هذا لن يحدث عندنا، فهذا موجود".

ومن جهتها، قالت شذى شيخ يوسف، المشاركة بالمظاهرة: "هذه المظاهرة رد على مقتل سمر التي طعنها زوجها.. خرجنا ضد القتل والتعنيف بحقنا كنساء، إذ بنضالنا نحمي بعضنا. إسرائيل لن تحمينا، والشرطة لن تحمينا. هذه المنظومات جزء من قمعنا وتعنيفنا".

وأضافت يوسف: "لذلك نحن نريد أن نبني تكافلا مجتمعيا، لحمايتنا من التعنيف والقتل في بيوتنا وأحيائنا وبلداتنا. العنف ضد النساء والإجرام في بلداتنا نتيجة ممارسات سياسات الاحتلال، ومصلحته أن تبقى، لذا دورنا كمجتمع وكناشطات حماية بعضنا، وأن نعزز التكافل الاجتماعي".

من جهتها، قالت المحامية سهير أسعد، ناشطة من حراك طالعات: "نخرج في أعقاب قتل خمس نساء في كل فلسطين منذ بداية العام، ورسالتنا الأساسية "طالعات نحمي بعض"، كمجتمع وشعب. ولا يخفى على أي أحد أن الشرطة لن تحمي النساء، إنما هي مساهم رئيسي في تفشي العنف والجريمة".

وتابعت أسعد: "تتعرض النساء عادة لعنف يستمر لسنوات، وذلك رغم توجههن للشرطة والرفاه الاجتماعي والقضاء. والسؤال ماذا نفعل بهذا التدمير المستمر منذ النكبة حتى اليوم، لبنيتنا الاجتماعية؟".

وجاء في بيان حراك طالعات: "تمرّ الأيّام ونحن ما زلنا نفقد المرأة تلو الأخرى: رسميّة بربور (28 سنة) من الناصرة، ونهى اخزيق (31 سنة) من غزّة، وسهيلة جاروشي (36 سنة) من الرملة، وجوهرة خنيفس (28 سنة) من شفاعمرو، وآخرهن هي سمر كلاسنة (51 سنة) من حيفا، والتي قُتلت طعنًا على يد زوجها صباح يوم الأحد الماضي".

وأضاف البيان: "أولئك هنّ النساء اللواتي قُتلن فقط منذ بداية هذا العام، إمّا على يد أحد أبناء العائلة أو نتيجة واقع الجريمة الذي نعيشه، وأولئك هنّ النساء اللواتي سقطن ضحية بُنى سيطرة كاملة، اجتماعيّة، وسياسيّة، واقتصاديّة، وقيميّة مصمَّمة لقمعنا وقتلنا. غيرهنّ كثيرات يُقتلن دون علمنا، وغيرهنّ الكثيرات ممّن يعشن تعنيفًا مستمرًّا ويوميًّا. وكما تعوّدنا، تقف وراء كلّ فعل قتل تفاصيل مروّعة، تكشف كمّ العنف والقهر اللذين ذاقتهما النساء قبل أن يُقتلن، إذ كان القتل النتيجة الأخيرة لسنواتٍ متراكمةٍ من التعنيف".