استمع إلى الملخص
- وجهت "التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين" مراسلة للصليب الأحمر لطلب إرسال بعثات ميدانية لتقييم الأوضاع وتوفير المساعدات الإنسانية والطبية، وضمان حقوق المعتقلين وفق القوانين الدولية.
- تعاني العائلات من انقطاع الأخبار عن المعتقلين، وتناشد السلطات المغربية والمنظمات الدولية للتدخل وإنهاء معاناتهم، مع استعدادهم لقبول أي إجراء قانوني يضمن عودة أبنائهم.
طالبت عائلات المغاربة المعتقلين والمحتجزين في سورية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل الفوري لتوفير الحماية لأبنائهم، في ظل ما تعيشه من حالة ترقب ممزوجة بالخوف والقلق انتظاراً لمعرفة مصير ذويهم، في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد بعد نجاح فصائل المعارضة في إسقاط نظام بشار الأسد.
وأعلن رئيس "التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سورية والعراق" (غير حكومية) عبد العزيز البقالي، عن توجيه التنسيقية مراسلة إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، ميريانا سبولياريتش إيغر، لطلب التدخل لتوفير الحماية اللازمة لأبنائهم المعتقلين في السجون والمخيمات بسورية. وأوضح البقالي في تصريح لـ "العربي الجديد"، اليوم السبت، أن التنسيقية طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال بعثات ميدانية لتقييم الأوضاع داخل السجون والمخيمات، وضمان توفير المساعدات الإنسانية والطبية للمعتقلين، وكذلك العمل على حماية حقوقهم وضمان معاملتهم وفقاً للقوانين الدولية.
وذكرت التنسيقية في مراسلتها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن سورية تمر بظروف استثنائية في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، "مما يجعل أبناءنا في أوضاع شديدة الخطورة، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني"، لافتة إلى أن الظروف القاسية التي يعانون منها، من انعدام أدنى مقومات الحياة الإنسانية داخل السجون والمخيمات، وغياب الحماية القانونية والمساعدة الدولية، تجعلهم عرضة لمزيد من المعاناة الجسدية والنفسية.
وقال البقالي إن معاناة العائلات المغربية تفاقمت، خاصة مع انقطاع الأخبار عن المعتقلين بصفة نهائية، لافتاً إلى أن التنسيقية تتابع عن كثب قضية المغاربة العالقين في سورية، وتعمل على التواصل مع جميع الجهات المعنية لتسريع عملية إعادتهم إلى بلدهم. وكشف المتحدث ذاته أن العائلات قلقة بشأن المصير المجهول إلى حد الساعة للمعتقلين المغاربة الذين أُفرج عنهم من سجون النظام السوري المتفرقة من قبل قوات المعارضة، كما لا تمتلك معلومات جديدة عن مصير المعتقلين في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات "قسد"، مُبدياً خوفه الشديد بشأن مصير النساء والأطفال الذين يعيشون ظروفاً بالغة التعقيد في المخيمات مثل مخيم الهول في حال اندلاع معارك في المنطقة وتعرضهم لأعمال انتقامية.
وقال: "كعائلات لدينا استعداد لقبول أي إجراء قانوني بحق أبنائنا، فالأهم بالنسبة لنا هو عودتهم إلى الوطن وإعادة لم شملهم بأسرهم. كما أننا مستعدون لتقديم أي معلومات إضافية أو تسهيلات قد تساعد في تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل. نناشد السلطات المغربية والمنظمات المحلية والدولية التدخل لإنهاء معاناتنا".
ووفق معطيات التنسيقية، فإن عدد المغاربة المعتقلين بسورية يصل إلى 561 شخصاً، بينهم 103 نساء و292 طفلاً مرافقاً لأمهاتهم و31 طفلاً يتيماً. ويأتي طلب عائلات المعتقلين المغاربة بسورية تدخل الصليب الأحمر بعد أيام على توجيهها نداء إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، وإلى كافة المسؤولين في المغرب "بأن ينظروا بعين الرحمة إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه المغاربة العالقون في سورية، خاصة النساء والأطفال".
وتعود آخر عملية لاستعادة أطفال ونساء تنظيم داعش إلى التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ تمكنت السلطات المغربية بعد تقدمها بطلب للسلطات العراقية من إعادة طفلة قضت سبع سنوات برفقة والدتها في أحد السجون العراقية، حيث تقضي عقوبة بالسجن المؤبد، بموجب قانون الإرهاب.