مصور فيديو مستشفى "الحسينية" بمصر يكشف تفاصيل وفاة مرضى كورونا

مصور فيديو مستشفى "الحسينية" في مصر يكشف تفاصيل وفاة مرضى كورونا

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
03 يناير 2021
+ الخط -

نشر مصور واقعة نفاد الأكسجين في غرف العناية المركزة بمستشفى "الحسينية" بمحافظة الشرقية المصرية، التي نتجت عنها وفاة عدد من مرضى فيروس كورونا بينهم عمته فاطمة السيد محمد إبراهيم، 66 عاماً، مقطعاً جديداً على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الأحد، يُكذب فيه تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة ومحافظ الشرقية عن توفر الأكسجين في المستشفى.
وقال الشاب الذي يدعى أحمد "العالم كله شاهد الكارثة التي حدثت في مستشفى الحسينية أمس، وكل ما سأقوله مصور وموثق، البداية كانت يوم الجمعة الماضي، حين أغلق محبس الأكسجين في المستشفى - بفعل فاعل - في الرابعة فجراً، واكتشفنا بالصدفة أن عمتي تواجه الموت، ومن معها في الرعاية، وأحضرنا الشخص المسؤول عن المحبس من أجل إعادة فتحه".
وأضاف في الفيديو "ضغط الأكسجين في المحبس كان 5% فقط بدلاً من 10%، علماً أن المستشفى فيه حضانات وأقسام رعاية للباطنة والقلب، وعند إعادة التشغيل تحسنت الحالات المصابة بفيروس كورونا تدريجياً، وكنا في زيارة عمتي في الثالثة عصراً، ونسبة الأكسجين لديها وصلت إلى 95%، حتى أنها طلبت الخروج من المستشفى، ويوم الجمعة الماضي كان هناك 1800 ليتر في الخزان، انخفضت مع بداية يوم السبت إلى 400 لتتر فقط".


وتابع الشاب "يا معالي وكيل وزارة الصحة، قالوا لنا عصر أمس إن سيارة الأكسجين خرجت من منطقة الصالحية الجديدة في طريقها للمستشفى، والمسافة بينهما لا تزيد على كيلو واحد. ودبرنا بمعرفتنا أسطوانات أكسجين من خارج المستشفى، بعد استئذان أحد المرضى الذي كان في حاجة إليها، وتحدثتم كذباً إن عناية كورونا مستقلة عن بقية الأقسام، ويصل إليها الأكسجين اللازم!".
وزاد بقوله "سيارة الأكسجين لم تصل إلى المستشفى إلا في العاشرة و7 دقائق ليلاً، ولم تكن هناك ذرة أكسجين تدخل لمريض ابتداءً من التاسعة والنصف، وجميع المرضى في قسم الرعاية ماتوا خنقاً في دقيقة واحدة، وليتهم ماتوا في منازلهم. يا معالي المحافظ كرسي إيه اللي أنت خائف عليه؟، خاف من ربنا، وخاف من الحساب فوق. اتق الله فأنت تجلس على كرسيك، ولم تذهب إلى المستشفى لتعرف ماذا حدث!".

وواصل الشاب "دخلت العناية وأنا أصرخ، و4 من المرضى ماتوا على الفور، واثنان آخران كانا يطلعا الروح، والممرضات في حالة ذعر. وهناك اثنان كذلك ماتا في الأقسام العادية (وليس الرعاية)، والشاب الذي كان يرتدي (تي شيرت) أحمر في الفيديو الذي صورته توفي بجوار عمتي بعد ساعة واحدة. والمسؤولون أبدلوه بآخر من أجل تصوير قسم العناية لوسائل الإعلام، والشاب الذي توفي كان قمحي اللون، وأبدلوه بآخر أبيض اللون".
واستكمل حديثه "جثث المتوفين كانت تُلقى في أسفل المستشفى، ولم تأخذ أي أسرة جثة واحدة مُغسلة، بل سُلمت جميعها في أغطية (بطاطين).

ويوم الجمعة الماضي، هناك اثنان ماتا في العزل، وصوّرتهما، ويومياً يخرج من المستشفى 7 أو 8 متوفين من المصابين بفيروس كورونا. لقد أحضرتم الوباء للبلد، لأن الناس بتغسل وتدفن بمعرفتها، ومبنى العزل بالكامل كان محبسه مغلقاً، ولا يوجد به أي أكسجين".
وختم الشاب "لقد صورت الخزان والعداد، وأحضرت علاجاً من خارج المستشفى بألوف الجنيهات. الكرسي ليس دائم يا سيادة المحافظ، فأنت كذبت الخبر، رغم أنك تجلس في منزلك. عمتي توفيت في العاشرة و11 دقيقة، وليس في الرابعة فجراً كما قال وكيل الوزارة، واستخرجت تصريح الدفن لها في العاشرة و40 دقيقة، ومعي 6 آخرون. وأقول لمعالي وزيرة الصحة: لماذا رفضتم كتابة سبب الوفاة في التصريح؟ سبب الوفاة فين؟!، حسبي الله ونعم الوكيل في كل شخص فرط في روح إنسان".

وقالت آية علي محمد علي، الممرضة الشابة التي تم تداول صورتها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي وهي تجلس على الأرض في وضع القرفصاء، إنها "تعمل في قسم العزل بمستشفى الحسينية المركزي منذ ما يزيد على 7 أشهر، بالتزامن مع تفشي الموجة الأولى من فيروس كورونا، وذلك عقب تخرجها من أحد معاهد التمريض في محافظة الشرقية".
وأضافت آية في تصريحات نقلتها صحف محلية، أنها "تعمل ضمن الفريق الطبي المُكلف برعاية الحالات في قسم العناية المركزة، ويقتصر دورها على تقديم العلاج والطعام، من خلال التعامل المباشر مع المرضى"، مستطردة بأنه "في تمام التاسعة والنصف من مساء أمس (السبت)، حدث خلل في أسطوانات الأكسجين أدى إلى ضعف وصوله للمرضى، الأمر الذي نتج عنه اختناق عدد كبير من حالات العزل".


وتابعت "ضغط الأكسجين انخفض بشكل مفاجئ، والحالات المحتجزة في الرعاية المركزة أصيبت اختناق، وحاولنا بشتى الطرق إسعافهم، وفشلنا، لأن حالتهم كانت متدهورة بالفعل قبيل أزمة نقص الأكسجين"، مستكملة "الموقف كان صعباً، وفوق طاقتي، لأنني لأول مرة أتعرض هكذا لمشاهد الموت، وهذا ما أفقدني القدرة على الحركة أو الحديث، ومن ثم الجلوس على الأرض لأنني كنت مرهقة، وحزينة على المرضى المتوفين".
وكانت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، اتهمت جماعة "الإخوان المسلمين" بـ"ترويج مقطع الفيديو الذي كشف واقعة وفاة 5 من مرضى فيروس كورونا (على الأقل) داخل قسم الرعاية بالمستشفى"، زاعمة أنه "لا يوجد أي نقص في الأكسجين داخل مستشفيات الوزارة، ومن يدعي غير ذلك هم أعضاء في جماعة الإخوان (الإرهابية)"، حسب تعبيرها.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير للشاب الذي توفيت عمته، يُظهر حالة الفوضى التي شهدها المستشفى في ساعة متأخرة من مساء أمس، وظهر في المقطع البالغة مدته 48 ثانية فقط، ذهول ممرضة وهي جالسة على الأرض في وضع القرفصاء، بسبب انقطاع الأكسجين عن أجهزة التنفس للمرضى بشكل مفاجئ.

ذات صلة

الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.

المساهمون