مصر: فستان طالبة جامعة طنطا يعيد الجدل حول التنمر

مصر: فستان طالبة جامعة طنطا يعيد الجدل حول التنمر

26 يونيو 2021
قالت الجامعة إنها ستفتح تحقيقاً في الواقعة بصرف النظر عن وجود شكوى (فيسبوك)
+ الخط -

في غضون ساعات قليلة، كانت صورة ومنشور الطالبة المصرية بجامعة طنطا، حبيبة طارق، ينتشران كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أعلنت تعرضها للتنمر والسخرية بسبب ارتدائها فستاناً في لجنة الامتحان.

قالت الطالبة، التي تدرس في الفرقة الثانية قسم تركي بكلية آداب جامعة طنطا، إنها كانت ترتدي فستاناً بأكمام طويلة ويغطي الجزء الأكبر من ساقيها، وإنها كانت ذاهبة إلى الامتحان ودخلت إلى لجنتها، وعندما انتهت وخرجت لاستلام هويتها، سألها مراقب الامتحان "أنت مسلمة أم مسيحية؟" فتعجبت من السؤال.

وتابعت الطالبة "نظر إليّ المراقب نظرة غريبة وقالي خلاص خلاص.. وعندما خرجت وجدت مراقبتين، واحدة جذبت الثانية إليها لكي تقول لها.. تعالي شوفي الطالبة لابسه إيه".

وتابعت حبيبة طارق "لم يكن في رأسي أن هذا الكلام كله يخصني، أو أن كل هؤلاء ينظرون إلي بسبب فستاني، ولكن إحدى المراقبتين قالت لي: إنت نسيتي تلبسي بنطلونك ولا إيه".

المراقبتان، حسب ما قالت الطالبة، وجهت إحداهما حديثها إلى الأخرى قائلة "دي مسلمة وقلعت الحجاب وقررت تبقى مش محترمة وقليلة الأدب وزمان كانت محجبة ومحترمة".

وأضافت حبيبة طارق "المراقبة المنتقبة قالت لصديقتها التي ترتدي الخمار إنني من الإسكندرية لأنها اطلعت على بطاقة هويتي، وأضافت موجهةً الحديث لزميلتها: هما كده الإسكندرانية".

ثم وجهت المراقبة الحديث لحبيبة مرة أخرى "وانتي ماشية الهواء هيطير الفستان وهيترفع، ربنا يهديكي وترجعي لحجابك ودي فترة يا بنتي وهتعدي".

هنا انتهت الواقعة حسب ما روتها حبيبة عبر حسابها الخاص على موقع "فيسبوك"، قبل أن تصبح حديث الساعة، وتجري مداخلات هاتفية مع برامج حوارية، وتعلن جامعتها إجراء تحقيق في الواقعة.

وأكدت حبيبة طارق، في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج، أنّ عميد كلية الآداب اتصل بها بشأن قضيتها، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدّ من تنمّروا عليها أثناء الامتحانات.

ونشرت جامعة طنطا تعقيباً على الواقعة قالت فيه "بشأن ما أثير على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن تعرض طالبة في كلية الآداب بالجامعة للتنمر من قبل بعض الموظفين العاملين بالكلية، نؤكد للجميع أنه حتى هذه اللحظة لا توجد أي شكوى رسمية وجهت إلى إدارة الكلية من قبل الطالبة في هذا الشأن، ‏ونؤكد أيضاً للجميع أنه في حالة وجود شكوى رسمية سيجرى التحقيق فيها على الفور وإعلان نتائجها للجميع".

كما علّق المتحدث الرسمي لجامعة طنطا وليد العشري، في تصريحات إعلامية، بالقول، إنه "لا توجد أي شكوى رسمية وجهت إلى إدارة الكلية من قبل الطالبة في هذا الشأن"، ومع ذلك، أكد أنّ الجامعة ستفتح تحقيقاً على الفور في الواقعة بصرف النظر عن وجود شكوى رسمية من عدمه، وسيتم الإعلان عن نتائجها للجميع.

وقال العشري، خلال مداخلة هاتفية مع البرنامج الذي أجرى مداخلة مع الطالبة، إنه "كان من المفترض أن تتوجه حبيبة لعميد الكلية لحفظ حقها بالقانون".

وأوضح العشري "موضوع طالب يُسأل عن ديانته اتلغى من زمان، ولا يقال لطالب أنت مسيحي أم مسلم"، مشيراً إلى أنّ رئيس الجامعة، عندما قرأ منشور حبيبة، وجّه عميد الكلية بإجراء التحقيق فور تقدم الطالبة بشكوى.

وكشف العشري عن أنّ والد حبيبة تواصل مع الكلية، وقال إنه سيتقدم يوم الأحد بشكوى، وعقّب بالقول "المخطئ يعاقب"، مؤكداً أنّ فستان الطالبة لا يختلف عما يرتديه باقي الطلبة، قائلاً "لا نجبر أحداً على لبس معين، والمراقب قانوناً من حقه التأكد من هوية الشخص"، مضيفاً "نؤكد احترام أولادنا، والحكم على الموضوع من طرف واحد مرفوض".

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

يشار إلى أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" (UNICEF) تبنت في حملتها الشهيرة لحماية الأطفال من التنمر وضع تعريف له، حيث لم تعنَ أغلب التشريعات التي واجهت التنمر بوضع تعريف تشريعي له، لأنه في حقيقته "مجرد سلوك يستهدف الإيذاء النفسي والبدني، وهذا الإيذاء له صور متعددة، كالسب والقذف والابتزاز والتحرش الجنسي والفعل الفاضح، وغير ذلك من صور السلوك التي تنال بالضرر مصالح الإنسان في حماية نفسه وشرفه واعتباره".

كما أن الدراسات الاجتماعية، التي تناولت دراسة التنمر كسلوك بالبحث، أشارت إلى أنه في حقيقته "شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من فرد واحد، أو مجموعة من الأفراد، إلى شخص أو مجموعة من الأشخاص، وهو غير مقصور في صورة واحدة، فهو ينطوي على عدد هائل من الأفعال التي يتجسد فيها، ويمكن أن يكون لفظياً أو جسدياً، أو عبر إشارات وتلميحات وإيماءات".

المساهمون