أعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، في اتجاه واحد، السبت، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، ووفرت وزارة الصحة المصرية سيارات إسعاف أمام المعبر لنقل المصابين إلى عدد من مستشفيات محافظات شمال سيناء والإسماعيلية وبورسعيد، وفقاً لما تقرره لجنة طبية خاصة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 181 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 1200 جريحا، وهي حصيلة مرشحة للزيادة في ظل مواصلة طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطينية أعمال البحث تحت ركام المنازل التي دمرها قصف الاحتلال بمدينة غزة.
من جهتها، شكلت سفارة فلسطين في القاهرة لجنة استقبال ومتابعة في معبر رفح، والمستشفيات المخصصة لعلاج الجرحى، وذلك لمرافقتهم، ومتابعة شؤونهم حتى الاستشفاء والعودة، وثمنت السفارة وقوف مصر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتذليل كافة العقبات للتيسير على المصابين.
وتتواصل الاستعدادات في مستشفيات شمال سيناء والإسماعيلية، ضمن قرارات حكومية بنقل دعم بشري ومادي إلى تلك المستشفيات لاستقبال الجرحى، في حين يترقب سكان شمال سيناء قدوم الجرحى الفلسطينيين لتقديم المساعدة لهم، بما يشمل تنظيم حملات للتبرع بالدم، وتوفير الاحتياجات الأساسية لمرافقي الجرحى خلال وجودهم على أرض سيناء.
وقال مصدر طبي في مديرية الصحة بشمال سيناء، لـ"العربي الجديد"، إنه تمّ اتخاذ سلسلة من القرارات بالتنسيق مع وزارة الصحة، ضمن خطة متكاملة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، وتقديم العلاج اللازم لهم، ومن أبرز القرارات، دعم مستشفيات شمال سيناء بكوادر طبية ذات مستوى عالٍ من الخبرة في تخصّصات العناية المركّزة، والجراحة، والعظام، والحروق، وتأمين مخزون كافٍ من الدم، وتعليق إجازات الكوادر الطبية، وتوفير 10 أسرة عناية مركّزة، و3 أجهزة تنفس صناعي، و10 أجهزة لمراقبة العلامات الحيوية، كما تمّ استنفار مرفق الإسعاف بكامل طاقته، وإرسال 10 سيارات إسعاف كدفعة أولى إلى مستشفى العريش العام، لتكون في أقرب نقطة لنقل المصابين الوافدين عبر معبر رفح البري.
من جهتها، أرسلت جمعية الهلال الأحمر المصري أول دفعة من المواد الإغاثية والطبية إلى فرعها في شمال سيناء، لمساندة مصابي التصعيد الإسرائيلي على غزة، وتمّ رفع حالة الاستعداد لخدمات الطوارئ، وتقديم المساعدات الطبية والنفسية والإغاثية، فيما كشف الهلال الأحمر المصري، عن طرق التبرع لإغاثة أهل غزة.
وأكدت نقابة الأطباء المصرية دعمها للشعب الفلسطيني ضد الاعتداءات الإسرائيلية "الإجرامية الغاشمة" على سكان غزة، داعية المجتمع الدولي للتصدي لهذه الهجمات، وقالت النقابة في بيان: "نتابع بمزيد من الاهتمام والقلق، تطور الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وتندد النقابة باعتداءات إسرائيل الإجرامية، والغاشمة على الشعب الفلسطيني، واستهداف سكان غزة، بالغارات التي أوقعت شهداء، من بينهم أطفال ونساء، بخلاف المصابين".
ورحبت النقابة بفتح معبر رفح الحدودي، وأكّدت دعمها الكامل للشعب الفلسطيني بالتنسيق مع الحكومة ووزارة الصحة، وتقديم كافة المساعدات المادية والطبية، وفتح باب التطوع للأطباء لعلاج المصابين الفلسطينيين، وعمل قوافل دعم بالمستلزمات والأدوية.
وأفاد أحد المتطوعين بحملة استقبال جرحى غزة في مدينة العريش، لـ"العربي الجديد"، بأنّ جهود المتطوعين أهمها دعوة المواطنين إلى التبرع بالدم، وتسهيل عملية التبرع بالتواصل مع الجهات الحكومية، وتحضير كميات من المستلزمات الأساسية للجرحى والمرافقين، كالأغطية والملابس والمتعلقات الشخصية، بالإضافة إلى توفير الدعم المعنوي والمادي اللازم للجرحى طيلة وجودهم في المستشفيات.
وأضاف: "هذا أقل ما يمكن أن نقدمه كمصريين لأشقائنا الفلسطينيين الذين يتعرّضون للمجازر الإسرائيلية منذ أسبوع"، مشيراً إلى أنّ "هناك تجاوب واسع من المواطنين مع الحملة الشعبية لدعم جرحى غزة، والجميع يسعى لتقديم ما يمكنه خلال هذه المرحلة رغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها محافظة شمال سيناء".