مصر: أمنيات صغيرة

مصر: أمنيات صغيرة

01 يناير 2021
ينتظران عبور الباص في ميدان التحرير (فاسيليس بولاريكاس/ Getty)
+ الخط -

يأمل المصريون في العام الجديد تحقيق ما لم يتحقق في 2020، خصوصاً في ظلّ تعدّد الأزمات التي واجهها ملايين من المواطنين. وينظر البعض من المصريين إلى المستقبل بتشاؤمٍ، بينما يطرح البعض الآخر حلولاً لهذه الأزمات، معلّقين على بصيصٍ الأمل. ومن أبرز الأزمات التي يتمنى المصريون إيجاد حلولٍ لها خلال العام 2021، أزمة غول الأسعار، وفيروس كورونا، وزيادة البطالة، بالإضافة إلى ضرورة الإنتهاء من أزمة سدّ النهضة الإثيوبي.
وتأتي أحلام عددٍ من المواطنين المصريين التقت بهم "العربي الجديد"، من خلال شرائح متعدّدة منهم، بسيطة للغاية خلال العام الجديد، وعلى رأسها الجانب المعيشي. كذلك، يخشى البعض من استمرار عددٍ من الأزمات السياسية داخل البلاد التي لم يتمّ حلّها خلال 2020. يرى المواطن المصري ، فتحي مهران، أنّ "أزمة فيروس كورونا فضحت أزمات كبيرة داخل المستشفيات المصرية، كقلّة المستلزمات الطبية، ما تسبّب فى زيادة الوفيات". ويتساءل: "هل الحكومة قادرة على حلّ أزمة المستشفيات ومواجهة كورونا خلال العام الجديد؟". ويؤكّد أنّ الإجابة عند وزارة الصحة، لكن، من وجهة نظره، فالوزارة "غير قادرة على حلّ أزمة كورونا أو أزمة توفير المستلزمات الطبية بالمستشفيات". أمّا عبد الحكيم شلبي يشدّد على وجوب أن يجد كلّ مريضٍ حقه في العلاج، وأن تتاح كلّ الأدوية للجميع، مع الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة.
أما بالنسبة لأزمة نقص مياه الشرب، يشدّد علاء محمود على سوء خدمة المياه وانقطاعها المستمرّ عن المصريين، خلال السنوات الماضية. ويقول: "كلّ عامٍ نتمنّى انتهاء تلك الأزمة، ونأمل من الحكومة المصرية في العام الجديد حسم أزمة سدّ النهضة مع الحكومة الإثيوبية، في ظلّ قلق الجميع من نقص المياه بنهر النيل، وعدم وجود أيّ حلول تلوح في الأفق". ويشكو المزارع محمد أنور من أزمة نقص المياه، موضحاً أنّ استمرارها مع العام الجديد، سيؤثر بشكلٍ كبير على المزارعين في نقص الإنتاج الزراعي. 

قضايا وناس
التحديثات الحية

ومن الأزمات أيضاً، التي أثرت على المواطن المصري، الاستمرار في ارتفاع أسعار تذاكر المترو، ليصل سعر التذكرة إلى عشرة جنيهات (نحو دولار أميركي). يخشى أشرف عزيز استمرار زيادة سعر التذكرة خلال العام الجديد، مؤكداً أنّ الاحتياج والفقر وصلا إلى الذروة خلال العام الجاري. ويتمنّى أن تصل أصواتهم وصرخاتهم خلال العام الجديد "للقابعين في كراسي السلطة" وأن يتذكروا الملايين الذين ينتمون للطبقات المنسية داخل البلاد. ويرى أحمد إدريس أنّ ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء والغاز والمياه، بالإضافة إلى الدواء خلال 2020 يُعتبر أزمة للجميع، ما يهدد الأسر المصرية التي يعاني معظمها من تدنٍّ في الأجور. يقول عزيز: "المسؤولون لا يراعون حقوق المواطنين، وأصبح معظمهم يعيش تحت خط الفقر. ويشدّد على أنّه "من المستحيل تصحيح تلك الضغوط خلال العام 2021، فسياسية الدولة، نحو المزيد من الضغوط على المواطنين". أما أحمد خيري، فيؤكد أنّ غول الأسعار يُعدّ أزمة كبيرة للملايين من المصريين، وبات يُرهق الجميع. ويتمنى ثبات الأسعار أو انخفاضها خلال العام 2021.
وللجانب الدراسي أمنياته لدى المتعلمين، إذ يتمنى يوسف إبراهيم "القضاء على الدروس الخصوصية، وحلّ مشكلة تكدّس الفصول وبناء مدارس جديدة، وتحسين مناهج التعليم بالجامعات، فضلاً عن انتهاء أزمة كورونا التي حوّلت البلاد إلى جحيم، وإيجاد حلول لأزمة البطالة، وانتهاء أزمة حوادث الطرق"، مشيراً إلى أنّها "كلّها أحلام نتمنى تحقيقها".
وعن وضع المرأة المصريّة، طالبت هالة محمود، بإنهاء حالات التحرّش بالنساء في الشوارع ووسائل المواصلات خلال العام الجديد. وإنهاء الاغتصاب الذي ازداد بشكلٍ كبير ووقف جرائم السرقات.
وشهد 2020 لأوّل مرّة فى تاريخ مصر، هدم البيوت، عن طريق التصالح، بزعم جمع الأموال من المواطنين، وهو ما تسبّب في حالة من الغضب. ويقول ياسر خليل ساخراً من الوضع الحالي: "أتمنّى إزالة هذا النظام بالكامل خلال العام 2021 بعدما غرّمني مثل غيري 20 ألف جنيه (1270 دولار)، بزعم التصالح، مقابل عدم هدم منزلي الذي أسكن فيه منذ 20 عاماً". ويتمنّى، ممدوح زكي، إيجاد حلول للعمالة غير المنتظمة فى ظلّ استمرار وباء كورونا وإيجاد مساكن بمبالغ قليلة للشباب المقبل على الزواج، وإيجاد حلولٍ لمشاكل الطلاق، وأطفال الشوارع التي تتزايد، والقضاء على الفساد المستشري فى البلاد والمحسوبية والواسطة، والتوسّع في دعم بطاقة التموين للفقراء، وليس المزيد من الحذف كما يحدث كلّ عام. 

ويرى علي نصير، أنّ "الحلول للخروج من الأزمات التي تشهدها مصر منعدمة إلى حدّ ما، بسبب ضعف الجهود المبذولة لاجتياز الأزمات". ويجب، كما يقول، على الحكومة خلال العام المقبل، التوسّع في فتح المصانع المغلقة، وزيادة الرقعة الزراعية. لكن، في ظلّ الجمود الذي تشهده البلاد يعتبر أنّ انتظار المستقبل السعيد صعب. ويطالب بوجود حكومة حقيقية قادرة على حلّ مشاكل المواطنين، وبرلمان يعبّر عن وجهة نظر الشارع المصري وليس إصدار المزيد من التشريعات والقوانين لصالح النظام. وتشير سعاد عبد الفتاح إلى أنّها كربّة بيت ومن أسرة فقيرة، تطالب "بالستر والعافية" ونجاح أولادها في المدارس، وإيجاد عملٍ يوميّ لزوجها، العامل اليومي، للتمكّن من الإنفاق على الأسرة المكوّنة من 3 أطفال. كذلك، تتمنى تخفيض أسعار السلع بما يتناسب مع محدودي الدخل. ويشدّد جمال عمر على أهمية إصلاح الأجور خلال 2021، بما يتناسب مع معيشة الفرد وأسرته، لمواجهة الحياة الصعبة. 

المساهمون