مشفى النور مهدد بالتوقف شمالي سورية.. 8 أشهر بلا أي شحنة أدوية

03 مارس 2025
مشفى النور للأطفال في إدلب، سورية، 3 مارس 2025 (إدارة المشفى)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه مشفى النور للأطفال والنسائية في شمال غربي سورية خطر التوقف بعد أكثر من 10 سنوات من تقديم الخدمات الطبية المجانية لعشرات الآلاف من السكان والنازحين، حيث يعمل الكادر الطبي حالياً بشكل تطوعي بسبب نقص الدعم الدوائي.
- وضعت إدارة المشفى خطة عمل جديدة لتكييف الموارد وتقليل عدد القبولات، حيث تشمل خدماته مناطق واسعة في ريف إدلب وريف حلب الجنوبي الغربي وريف سراقب.
- تجاوزت القدرة الاستيعابية للمشفى 125 سريراً، وقدم أكثر من مليون خدمة طبية مجانية، ويعمل حالياً وفق خطة طوارئ لتقليل طاقته الاستيعابية تدريجياً. دعا المدير الإداري إلى دعم عاجل لضمان استمرار الخدمات.

يواجه مشفى النور للأطفال والنسائية، وهو واحد من كبريات المشافي في منطقة شمال غربي سورية، خطر التوقف الكامل، بعد أكثر من 10 سنوات على تأسيسه، والذي يوفر الخدمات الطبية لعشرات الآلاف من السكان والنازحين، في منطقة يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة.

ويتركز عمل المشفى على أمراض الأطفال والنسائية، وهو المقصد الأول لسكان أكثر من 10 مدن وبلدات بريف محافظة إدلب الشمالي الشرقي، كونه يوفر خدمات طبية تخصصية مجانية للجميع، وفق ما أوضح محمود عبد البر (36 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، الذي خضعت زوجته لعملية قيصرية في المشفى قبل حوالي الشهر. ولفت إلى أن قرب المشفى يجعله المقصد الأول له ولأفراد عائلته، بما أنه نازح من ريف حمص ويقيم بالقرب من مدينة بنش. وأضاف: "فكرت بالعودة إلى ريف حمص قبل ولادة زوجتي، كون عائلتي هناك، لكن لا يمكن مقارنة الخدمات الصحية هناك بتلك التي يوفرها المشفى هنا، لذلك فضّلت أن تخضع زوجتي للعملية القيصرية في المشفى هنا. وفي خلال موجة الصقيع أخذت طفلتي حديثة الولادة إلى المشفى، أكثر من مرة، وكانت الكوادر الصحية في المشفى متعاونة جداً".


والمشفى بالنسبة لسكان المنطقة ومن أهم المشافي التخصصية، وهذا ما أكّدته أميمة السمعو، وهي أم لثلاثة أطفال تُقيم بمخيم للنازحين قرب بلدة معرة مصرين، لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أنّها اعتادت في أي مرض لأطفالها مراجعة المشفى دون تردد، نظراً لقربه. وأضافت "نرجو أن يستمر العمل في المشفى، لا نعرف أي يمكن أن نذهب بأطفالنا المرضى، اعتدت دائماً أن أذهب إليه".

مشفى النور.. 8 أشهر بلا دعم دوائي

بشير عمر، المدير الإداري للمشفى، أكد أن الكادر الطبي يعمل في الوقت الحالي بشكل تطوعي بالكامل، موضحاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن مجلس الإدارة وضع خطة عمل جديدة، تشمل تكييف الموارد المتاحة مع الوضع الراهن، والاعتماد على الحد الأدنى من الكادر الطبي، مع تقليل عدد القبولات في المشفى لمواجهة الضغط الكبير الذي يشهده.

ولم تعد خدمات المشفى تقتصر على المدن والبلدات المحيطة به التي يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة، وتشمل بلدات وقرى عديدة منها: ريف إدلب تفتناز، بنّش، سرمين، زردنا، كفريّا، الفوعة، كتيان، رام حمدان، معارة النعسان، آفس، شلّخ، طعّوم، ريف حلب الجنوبي الغربي وريف سراقب، حيث تشهد هذه المناطق احتياجات طبية متزايدة. وتزايد أعداد المراجعين له بشكل ملحوظ، خاصة من باقي المناطق السورية التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد. 
وشدد عمر على أن المشفى اليوم في أمسّ الحاجة إلى دعم عاجل لضمان استمراره في تقديم الخدمات الطبية الأساسية. قائلاً: "ندعو المنظمات الإنسانية، والجهات المانحة، وأصحاب الخير إلى التدخل العاجل لإنقاذ هذا الصرح الطبي، الذي يمثل الأمل الوحيد لآلاف المرضى في المنطقة". مضيفاً: "كل مساهمة، مهما كانت، قد تعني إنقاذ حياة طفل أو أم، فلنكن جميعاً جزءاً من هذا الجهد الإنساني".

 وتجاوزت القدرة الاستيعابية للمشفى 125 سريراً، إذ يعد من كبريات المشافي المتخصصة في علاج الأطفال والجراحة النسائية في الشمال السوري، مقدماً خلال السنوات الماضية أكثر من مليون خدمة طبية مجانية، وحوالي 40 ألف ولادة طبيعية وقيصرية. وفق تقرير صادر عن إدارة المشفى، أكدت فيه عدم تلقي المشفى أي شحنة أدوية منذ ثمانية أشهر. ويواصل المشفى العمل وفق خطة طوارئ تهدف إلى تقليل طاقته الاستيعابية تدريجياً، مع التركيز على تقديم الخدمات الطبية الإسعافية فقط، إلى أن ينفد مخزونه من الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل كامل.

وَسِيم الشامي، وهو طبيب متخصص ومدرس في كلية الطب البشري بجامعة إدلب، أكد عبر فيسبوك أن المشفى خفّض الطاقة الاستيعابية تدريجياً واكتفى بالخدمات الإسعافية لحين نفاد مخزون الأدوية لديه، ولفت إلى أن "استمرارية هذا المشفى تعني إنقاذ حياة المئات من الأطفال والنساء شهرياً، ما يستوجب تحركاً عاجلاً من قبل أصحاب الخير، والمنظمات الإنسانية، والجهات الداعمة، لضمان استمرار خدماته الطبية الحيوية".

المساهمون