استمع إلى الملخص
- يهدف المشروع إلى إعادة الحياة الاقتصادية للقرى المتضررة، مع التركيز على دعم الأسر الأشد فقراً، بما في ذلك الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، مع خطط لمراحل إضافية لترميم المزيد من المنازل.
- تواجه جهود العودة تحديات كبيرة، منها تدمير البنية التحتية وانتشار الألغام، بينما تسعى المحافظة بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية لإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
تشهد مخيمات ريف اللاذقية الشمالي غربي سورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، جهودا لمساعدة آلاف النازحين في إعادتهم إلى قراهم وبلداتهم. حيث أطلقت جمعية نعمة للإغاثة والتنمية مشروعاً لترميم منازل متضررين في قرى جبلي الأكراد والتركمان ومنطقة الحفة شمالي اللاذقية، بعد سنوات من خلوها من سكانها بسبب القصف وتهجير النظام السوري السابق لسكانها.
وتشمل المرحلة الأولى التي أعلنتها الجمعية ترميم منازل 600 عائلة نازحة من المنازل متوسطة وخفيفة الضرر تمهيداً لإعادتهم إلى قراهم، وإصلاح البنية التحتية في تلك القرى بالتعاون مع محافظة اللاذقية والبلديات في المنطقة. وقال مدير الجمعية سمير زيدان لـ"العربي الجديد" إن الكثير من العائلات النازحة التي زاروها لا تمتلك ثمن نقل أمتعتها وإصلاح منازلها للعودة رغم مرور قرابة 6 أشهر على إسقاط النظام السابق وزوال العائق الأكبر الذي يقف بوجه عودتهم. وأضاف أن المشروع في مرحلته الأولى يهدف إلى مساعدة 600 عائلة من الأشد فقراً ومن فيها نساء أرامل وذوي حاجات خاصة، بهدف إعادة الحياة إلى هذه القرى وإعادة العجلة الاقتصادية فيها لزراعة الأراضي من جديد على أن يكون هناك مراحل إضافية لترميم المزيد من المنازل بعد الانتهاء من المرحلة الأولى. وأكد زيدان أن الكثير من القرى مدمرة بالكامل وتحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة بنائها، موضحاً أن الخطوة الأولى كانت باختيار ما يمكن إصلاحه وترميم المدارس والمساجد في هذه القرى لإعادة قسم من النازحين.
وبالتوازي مع جهود ترميم المنازل أطلقت محافظة اللاذقية مشروعاً لترميم وتأهيل الطرقات في عدد من مناطق الريف الشمالي لتسهيل عودة النازحين. وقال عدنان يونسو وهو نازح في مخيم عين البيضا بريف اللاذقية منذ 10 سنوات إن عدداً قليلاً من النازحين تركوا المخيمات العشوائية ونجحوا في العودة إلى قراهم لكن القسم الأكبر ما زال هنا مع وجود الكثير من العوائق مثل المنازل المدمرة والركام وعدم وجود شبكات الكهرباء والمياه والمدارس والمراكز الصحية، فضلاً عن انتشار الألغام. وأضاف يونسو أن ظروف الحياة في المخيمات صعبة جداً خاصة مع تراجع المساعدات للنازحين وعدم توفر فرص عمل، وأبدى أمله بأن تتسارع الجهود لإعادة جميع النازحين إلى قراهم ومنازلهم.
وكان محافظ اللاذقية محمد عثمان أكد في حوار مع "العربي الجديد" أن المحافظة تبذل جهوداً مع منظمات دولية ومحلية لإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المدمرة، وسيتم خلال الفترة القريبة البدء بمشاريع إعادة تأهيلها، بالإضافة إلى أن بعض المنظمات ستقدم الدعم لترميم بعض المنازل المهدمة في جبلي الأكراد والتركمان. ويعيش أكثر من 40 ألف نازح من سكان ريف اللاذقية في مخيمات أُنشئت على طول الحدود السورية - التركية منذ سنوات طويلة ومعظمهم هجر من قراه قسراً إبان الحملة العسكرية المشتركة التي شنتها قوات النظام بدعم من القوات الروسية.