مسيحيو فلسطين يحتفلون بـ"سبت النور" رغم قيود كورونا والاحتلال

مسيحيو فلسطين يحتفلون بـ"سبت النور" رغم قيود كورونا والاحتلال

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
01 مايو 2021
+ الخط -

احتفلت الطوائف المسيحية الفلسطينية التي تسير على التقويم الشرقي، بـ"سبت النور"، لينتشر النور من كنيسة القيامة في مدينة القدس إلى كافة مدن الضفة الغربية، رغم الإجراءات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورغم قيود مواجهة فيروس كورونا.
وبدأت احتفالات "سبت النور"، صباح اليوم، في مدينة القدس، بمشاركة رجال دين، وأبناء الطوائف المسيحية الذين سمحت لهم قوات الاحتلال بالدخول إلى المدينة المحتلة في ظل إجراءات وقيود مشددة، وقال نعيم جرايسة، القادم من مدينة الناصرة، لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع حزينة لأن مئات المسيحيين العرب لم يتمكنوا من الوصول إلى كنيسة القيامة".
وصل جورج شهوان من بيت جالا قرب مدينة بيت لحم، إلى البلدة القديمة في القدس، بمشقة بالغة، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه ترك خلفه مئات المواطنين التواقين لزيارة القدس وكنيسة القيامة.
وتحولت البلدة القديمة، ومحيط كنيسة القيامة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، إذ نصبت قوات الاحتلال عشرات الحواجز، وأغلقت مداخل الأسواق، بما في ذلك ساحة كنيسة القيامة التي تعددت الحواجز عليها، وتمكن عدد قليل من الوصول إلى مداخل الكنيسة، بينما حال الاحتلال دون وصول أعداد كبيرة، من بينهم أجانب جاءوا للاحتفال بـ"سبت النور".
وأغلقت شرطة الاحتلال جميع الطرق والأزقة المؤدية إلى كنيسة القيامة، وفرضت حظرًا خانقًا على البلدة القديمة، ولم يسمح سوى بدخول 2500 شخص إلى الكنيسة، وحتى من يحمل تصريح دخول، كان عليه أن يظهر لأفراد تصريح وزارة الصحة (التصريح الأخضر)، والذي يثبت أنه تلقى الجرعة الثانية من لقاح فيروس كورونا، وفق ما أكد أكثر من رجل دين لـ"العربي الجديد".
ووقعت اشتباكات بالأيدي بين شرطة الاحتلال وعدد من الفلسطينيين الذين قاموا بدفع الحواجز المقامة بشارع بطريركية الروم الأرثوذوكس، في حين منعت قوات الاحتلال وصول أعداد كبيرة من حجاج الدول الأجنبية الذين وصلوا إلى مطار  اللد.

الصورة

ورغم ما جرى في القدس، وصل النور المقدس إلى عدة مدن في الضفة الغربية، واصطف المؤمنون في شوارع مدينة رام الله في استقباله، على وقع أصوات فرق الكشافة، كما اصطف المؤمنون بين منطقة دوار العمل الكاثوليكي وحتى ساحة المهد لاستقبال النور المقدس، والمشاركة في العروض الكشفية، وسط أجواء احتفالية بسبت النور، وإيذانًا بحلول "عيد الفصح" غدا الأحد، بعد منع الاحتفالات العام الماضي بسبب فيروس كورونا.
وعلى وقع الاحتفالات الكشفية، استقبل النور المنبثق من كنيسة القيامة، في مدن بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، ثم دخل في موكب رسمي إلى "كنيسة المهد"، وأقيمت الصلوات الخاصة، وأضاء المؤمنون الشموع والقناديل من النور، وستقام القداديس الاحتفالية مساء اليوم.


وقال راعي كنيسة العائلة المقدسة للاتين في رام الله، الأب جمال خضر دعيبس، لـ"العربي الجديد": "رسالتنا هي رجاء للجميع بأن نبدأ حياة جديدة رغم ما تسببت به جائحة كورونا، والوضع السياسي والاقتصادي في فلسطين. نأمل أن يكون سبت النور هذا العام بداية حياة جديدة، وصلاتنا للمرضى والمتضررين من الجائحة، وصلاتنا من أجل بلادنا، ومن أجل مدينة القدس. تم نصح الجميع بإجراءات السلامة العامة، ونتمنى السلامة للجميع".

هذا العام، احتفلت السيدة منى فضايل، من مدينة رام الله، بـ"سبت النور" برفقة ابنها رامي، بعد أن أفرج عنه الاحتلال نهاية العام الماضي، وتقول فضايل لـ"العربي الجديد": "لأول مرة يحتفل رامي معنا بسبت النور منذ سنوات، فمنذ 10 سنوات وهو يتعرض لاعتقالات متفرقة حرم خلالها من مشاركتنا الأعياد، وهذا العام أعددت كعك العيد، واليوم، خرجنا لاستقبال النور القادم من كنيسة القيامة، فعيدنا مختلف هذا العام بعد تحرر رامي، كما لم نحتفل العام الماضي بسبب كورونا".
وقف الشاب فادي برّوق، من مدينة رام الله، على حافة شارع ركب، مستقبلًا النور المقدس، وفرحا بسبت النور، ويؤكد أن "الأعياد الدينية هي أعياد وطنية، ويحتفل بها الشعب الفلسطيني رغم كل الظروف، ورغم الاحتلال كرسالة صمود، ونطالب العالم بأن لا يكتفي بالتعاطف مع الشعب الفلسطيني، بل أن يسانده. العام الماضي حرمنا فيروس كورونا من الاحتفال، لكن هذا العام عادت الاحتفالات، وبعض الناس أصيب، وتعافى، والبعض الآخر تلقى اللقاح، وقد التزمنا بإجراءات السلامة العامة خلال الاحتفال".

الصورة

ذات صلة

الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة

سياسة

أدى أكثر من 60 ألف فلسطيني، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة من دون أيّ أجواء احتفالية، حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية
الصورة
عيد الفصح في غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يأتي عيد الفصح على مسيحيّي قطاع غزة (الذين يعتمدون التقويم الغربي) وسط مأساة وظروف قاسية في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

المساهمون