الأمم المتحدة: مستويات قياسية من الجوع في 2024 بسبب النزاعات والمناخ

16 مايو 2025
في انتظار حصص الطعام بدير البلح جنوبي قطاع غزة، 15 مايو 2025 (معز الصالحي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في عام 2024، ارتفع انعدام الأمن الغذائي الحاد ليؤثر على 295 مليون شخص في 53 دولة بسبب النزاعات والأزمات المناخية والاقتصادية، مع توقعات قاتمة لعام 2025 بسبب تقلص المساعدات الإنسانية.
- النزاعات والصدمات الاقتصادية والظواهر المناخية مثل ظاهرة إل نينيو كانت عوامل رئيسية في أزمة الغذاء، حيث تأثرت مناطق مثل قطاع غزة وجنوب السودان وهايتي ومالي بشكل كبير.
- ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا تشبه المجاعة إلى 1.9 مليون، مع معاناة 38 مليون طفل من سوء التغذية، ودعا التقرير إلى الاستثمار في أنظمة الغذاء المحلية كحل مستدام.

طاول انعدام الأمن الغذائي الحاد عدداً قياسياً من الأشخاص، بلغ 295 مليون نسمة في 53 دولة ومنطقة، في عام 2024، وذلك على خلفية النزاعات وأزمات أخرى، من بينها المناخ، بحسب تقرير مدعوم من الأمم المتحدة صدر اليوم الجمعة. ونقل التقرير الذي أشار إلى آفاق "قاتمة" في عام 2025 وسط تقلّص المساعدات الإنسانية، عن الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريس قوله إنّ "الجوع غير مبرّر في القرن الحادي والعشرين"، و"لا يمكننا أن نتعامل مع الأمعاء الخاوية بفراغ الأيدي وإدارة الظهور".

وأظهر تقرير الأمم المتحدة أنّ انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية لدى الأطفال سجّلا ارتفاعاً للعام السادس على التوالي في 2024، بنسبة 6% مقارنة بمستويات عام 2023، علماً أنّ 22.6% من سكان المناطق الأكثر تضرّراً يعانون جوعاً يصل إلى حدّ الأزمة أو ما هو أسوأ من ذلك.

وقال مدير مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) رين باولسن إنّ "التقرير العالمي بشأن الأزمات الغذائية يرسم صورة صادمة". وأضاف أنّ "النزاعات والظواهر المناخية المتطرّفة والصدمات الاقتصادية وراء هذه الأزمة"، مشيراً إلى أنّ "كثيراً ما تتداخل هذه العوامل".

وحذّرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع في العام الجاري، وعزت ذلك إلى أكبر انخفاض متوقّع في تمويل الإمدادات الغذائية الإنسانية منذ بدء إعداد التقرير، إذ يراوح الانخفاض ما بين 10% وأكثر من 45%. وقد ساهمت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصورة كبيرة في ذلك، مع إنهائه أكثر من 80% من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي كانت تقدّم المساعدات إلى المحتاجين حول العالم. في هذا الإطار، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، قائلةً: "لقد فقد ملايين الجياع، أو سوف يفقدون قريباً، شريان الحياة الأساسي الذي نقدّمه".

وتُعَدّ النزاعات السبب الرئيسي في الجوع بالعالم، وقد أثّرت على 140 مليون شخص تقريباً في 20 دولة في عام 2024، من بينها مناطق تواجه مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي مثل قطاع غزة وجنوب السودان وهايتي ومالي، في حين أنّ ظروف المجاعة كانت قد تأكدت في السودان.

من جهتها، جعلت الصدمات الاقتصادية، مثل التضخم وانخفاض قيمة العملة، نحو 59.4 مليون شخص في براثن أزمات غذائية في 15 دولة، بما في ذلك سورية واليمن. كذلك، سبّبت الظواهر المناخية المتطرّفة، خصوصاً الجفاف والسيول الناجمة عن ظاهرة إل نينيو، أزماتٍ في 18 دولة، الأمر الذي أثّر على أكثر من 96 مليون شخص، ولا سيّما في جنوب أفريقيا وجنوب آسيا والقرن الأفريقي.

وبيّن تقرير الأمم المتحدة أنّ عدد الذين يواجهون ظروفاً تشبه المجاعة زاد أكثر من الضعف ليصل إلى 1.9 مليون شخص، وهو أعلى رقم منذ بدء التقرير العالمي لعملية الرصد في عام 2016. وحذّر التقرير من بلوغ سوء التغذية بين الأطفال مستويات مثيرة للقلق، إذ يعاني نحو 38 مليون طفل دون سنّ الخامسة سوء التغذية الحاد في إطار 26 أزمة غذائية، بما في ذلك في السودان واليمن ومالي وقطاع غزة. ومن أجل كسر حلقة الجوع، دعا التقرير الأممي إلى الاستثمار في أنظمة الغذاء المحلية. وقال باولسن إنّ "الأدلة تشير إلى إمكانية أن يساعد دعم الزراعة المحلية معظم الناس، بكرامة، وبتكلفة أقلّ".

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون