مستشفى كمال عدوان صامد في وجه همجية إسرائيل.. مسلسل الاستهدافات

22 ديسمبر 2024
استغاثة من داخل مستشفى كمال عدوان لردع إسرائيل وإنقاذ المرضى
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مستشفى كمال عدوان في غزة يواصل تقديم الخدمات الطبية رغم الاستهداف المتكرر من قبل الجيش الإسرائيلي، ويعاني من نقص حاد في الإمكانيات والمستلزمات الطبية وسط القصف المستمر.
- تعرض المستشفى لهجمات مكثفة منذ أكتوبر 2023، مما أدى إلى تدمير أجزاء منه وتهجير النازحين واعتقال أفراد من الطواقم الطبية، مع صعوبات في توفير الخدمات الأساسية بسبب نقص الوقود والمستلزمات.
- مدير المستشفى، حسام أبو صفية، ناشد المجتمع الدولي للتدخل العاجل لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، مشيراً إلى الوضع الإنساني الحرج ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.

في قلب بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، حيث يمعن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحقّ الفلسطينيين المحاصرين هناك، يواصل مستشفى كمال عدوان العمل بإمكانيات أقلّ من الأدنى، ويوصَف بأنّه من آخر قلاع الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية التي تستهدف القطاع منذ أكثر من 14 شهراً، علماً أنّ الاحتلال يصوّب على هذا المستشفى بوصفه "هدفاً عسكرياً". ويمثّل مستشفى كمال عدوان ملاذاً للمرضى والمصابين في شمال قطاع غزة الذين لم يجدوا بديلاً يُقدّم لهم الحدّ الأدنى من الخدمات الطبية والإنسانية. ومنذ هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على محافظة شمال غزة (واحدة من محافظتَين تشكّلان شمال القطاع إلى جانب محافظة غزة) في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرّض هذا المستشفى لعشرات عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران.

وعلى الرغم من ذلك الاستهداف المركّز، يواصل الكادر الطبي في مستشفى كمال عدوان أداء واجبه، علماً أنّه يقتصر على طبيبَين وعدد قليل من الممرّضين الذين رفضوا الانصياع لأوامر جيش الاحتلال بإخلاء مبانيه ومغادرة المحافظة، في وقت تتواصل الجرائم الإسرائيلية في حقّهم. وتتعرّض بلدة بيت لاهيا، كما مناطق أخرى من قطاع غزة، لسياسة "إبادة المدن" بنسيجها المعماري والحضاري، من خلال تنفيذ عمليات محو شامل وتدمير كامل للمنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية، والقضاء على مقومات نجاة الفلسطينيين، بحسب ما جاء في بيان للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

مستشفى كمال عدوان في تسلسل زمني

ومستشفى كمال عداون الذي يُعَدّ أكبر مستشفيات محافظة شمال غزة، علماً أنّ مجمّع الشفاء الطبي هو الأكبر في شمال القطاع عموماً (الذي يضمّ كذلك محافظة غزة)، والذي كان يقدّم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، يعمل اليوم وسط ظروف وإمكانيات شبه معدومة، وذلك منذ أكتوبر 2023 عندما أطلقت إسرائيل حربها المدمّرة على قطاع غزة. ويواصل جيش الاحتلال، منذ بداية الحرب، شنّ غارات مكثّفة على محيط المستشفى، الذي يحمل اسم أحد قادة الثورة الفلسطينية ورموز حركة فتح، بالإضافة إلى نسف مبانٍ ومربّعات سكنية في جواره، الأمر الذي يسفر عن أضرار في مبانيه وسقوط شهداء وجرحى في داخله وخارجه.

وبحسب عملية رصد وكالة الأناضول، شهد مستشفى كمال عدوان في عام 2023 ما يأتي:

  • 14 أكتوبر: إنذار إسرائيلي بإخلاء المستشفى من النازحين والكوادر الطبية والمرضى.
  • 4 ديسمبر/ كانون الأول: قصف إسرائيلي للبوابة الشمالية للمستشفى يسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين. 
  • 6 ديسمبر: إعلان وزارة الصحة الفلسطينية خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بالقوّة وبـ"فوهات الدبابات" الإسرائيلية.
  • 8 ديسمبر: حصار الدبابات الإسرائيلي للمستشفى واعتلاء قنّاصة جيش الاحتلال مبانيَ محيطة به وإطلاق النيران في اتجاه ساحاته وغرف المرضى.
  • 12 ديسمبر: اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان بعد حصار مطبق، وإجبار نحو 2500 نازح على إخلائه، بعد يومَين، واعتقال عدد من أفراد الطواقم الطبية.
  • 16 ديسمبر: انسحاب جيش الاحتلال من المستشفى بعد تدمير الجزء الجنوبي منه، وتهجير النازحين بداخله، والتنكيل بمرضاه، وقمع الطواقم الطبية.

أمّا في عام 2024 الذي يشارف على نهايته، فرصدت وكالة الأناضول ما يأتي في مستشفى كمال عدوان وسط مواصلة إسرائيل حربها على قطاع غزة:

  • منتصف يناير/ كانون الثاني: استئناف العمل جزئياً في المستشفى بحسب تقارير حقوقية.
  • مارس/ آذار: وفاة عشرات الأطفال، عدد منهم في مستشفى كمال عدوان، من جرّاء المجاعة في شمال قطاع غزة ونقص المستلزمات الطبية والأدوية.
  • 19 مايو/ أيار: خروج المستشفى مجدداً عن الخدمة بعد قصف إسرائيلي كثيف استهدف محيطه وتقدّم آليات جيش الاحتلال صوبه ومحاصرته لأيام.
  • 28 مايو: قصف إسرائيلي لمبنى في مستشفى كمال عدوان وتدمير مولدات الكهرباء في داخله.
  • يونيو/ حزيران: عودة المستشفى إلى العمل جزئياً، بإمكانيات ومستلزمات طبية قليلة.
  • 8 أكتوبر: أوامر من جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مستشفيات شمالي قطاع غزة، من بينها مستشفى كمال عدوان، في خلال 24 ساعة، في ظلّ حصاره من الآليات العسكرية. 
  • 19 أكتوبر: جيش الاحتلال يقصف مدخل مختبر مستشفى كمال عدوان، الأمر الذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين.
  • 20 أكتوبر: تجدُّد القصف الإسرائيلي على المستشفى وإطلاق نار مكثّف صوب مبانيه واستهداف خزّانات المياه وشبكة الكهرباء الخاصة به.
  • 22 أكتوبر: تجدُّد الإنذارات الإسرائيلية بإخلاء مستشفى كمال عدوان.
  • 25 أكتوبر: اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى واحتجازه مئات المرضى وأفراد الطواقم الطبية والنازحين الذين احتموا فيه.
  • 26 أكتوبر: انسحاب الجيش الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان، مخلّفاً شهداء فلسطينيين ودماراً واسعاً في داخله وخارجه بعد يوم من اقتحامه.
  • 31 أكتوبر: قصف جيش الاحتلال المستشفى أدّى إلى احتراق أدوية ومستلزمات طبية تسلمها من منظمة الصحة العالمية قبل أيام فقط.
  • 3 نوفمبر: قصف إسرائيلي مدفعي يصيب عدداً من الأطفال في قسم الحضانة بمستشفى كمال عدوان، وإطلاق النيران على مولداته الكهربائية وخزانات المياه.
  • 4 نوفمبر: قصف إسرائيلي لمرافق المستشفى وإصابة عدد من الفلسطينيين من أفراد الطواقم الطبية والمرضى.
  • 6 نوفمبر: وفاة جرحى لعدم توفّر تخصصات جراحية في المستشفى الذي بدأ العمل من دون كهرباء بسبب نفاد الوقود.
  • 11 نوفمبر: قصف بمسيّرة إسرائيلية يستهدف قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى، الأمر الذي أسفر عن إصابة ثلاثة أفراد من الطواقم الطبية.
  • 22 نوفمبر: قصف إسرائيلي متجدّد على مستشفى كمال عدوان أسفر عن إصابة طبيب ومرضى، كذلك عطّل مولدات الكهرباء ومحطة الأكسجين.
الصورة
خارج مستشفى كمال عدوان - شمال قطاع غزة - 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
خارج مستشفى كمال عدوان، شمال قطاع غزة، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
  • 3 ديسمبر/ كانون الأول: قصف للمستشفى بقنابل أطلقتها مسيّرات "كواد كابتر"، ما أسفر عن إصابة ثلاثة آخرين من أفراد الطواقم الطبي.
  •  4 ديسمبر: قصف إسرائيلي يستهدف مستشفى كمال عدوان أربع مرّات، وتوقّف محطة الأكسجين، ما هدّد حياة المرضى فيه.
  •  5 ديسمبر: استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى مرّات عدّة أسفر عن استشهاد فلسطينيَّين اثنَين، أحدهما طفل، وإصابة اثنَين آخرَين. 
  • 6 ديسمبر: اقتحام جيش الاحتلال المستشفى لساعات وإجبار المرضى وأفراد الطواقم الطبية على الإخلاء واعتقال عدد منهم.
  • 7 ديسمبر: استهدف المستشفى بعدد من القذائف الإسرائيلية، الأمر الذي أسفر عن إصابة أفراد من الطواقم ومرضى وتدمير خزانات المياه والأكسجين والوقود وانقطاع التيار الكهربائي واشتعال النيران في مرافقه.
  • 14 ديسمبر: تفجير روبوتات مفخّخة في محيط مستشفى كمال عدوان، ما ألحق أضراراً بمبانيه وسبّب حالة من الهلع في صفوف المرضى والنازحين.
  • 16 ديسمبر: استهداف المولدات الكهربائية في المستشفى بواسطة طائرات إسرائيلية مسيّرة من طراز "كواد كابتر"، ما سبّب انقطاع التيار الكهربائي ووقوع أضرار في قسم العناية المركّزة.
  • 17 ديسمبر: إلقاء مسيّرة إسرائيلية أكثر من 10 قنابل على بوابة المستشفى ومرافقه، ما سبّب اندلاع النيران. 
  • 18 ديسمبر: استهداف قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان من قبل الآليات الإسرائيلية، ما سبّب خروجه عن الخدمة.

الأوضاع "حرجة" في مستشفى كمال عدوان

في هذا الإطار، أفاد مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في بيان أصدره أمس السبت، بأنّ "المستشفى يواجه أوضاعاً حرجة مع استمرار الجيش (الاحتلال) الإسرائيلي في إطلاق النار حوله على مدار الساعة". وأضاف أنّ "المنطقة تعرّضت مجدداً للقصف" أوّل من أمس الجمعة (20 ديسمبر)، وقد "سقطت قذائف على الطبقة الثالثة (من المستشفى) وأبواب المستشفى، لحسن الحظ لم تقع إصابات، لكنّ القصف أثار حالة من الذعر بين الجرحى والأطفال".

وأوضح أبو صفية أنّ "المستشفى يعاني نقصاً حادّاً في الإمدادات الضرورية"، الأمر الذي يمنع من "تلبية احتياجات الصيانة لضمان استمرار الكهرباء والمياه والأكسجين، رغم الوعود التي لم تتحقّق حتى الآن". وأكد أنّ جيش الاحتلال يواصل منع إدخال "المستلزمات الطبية" المطلوبة والسماح بدخول "الطواقم الصحية اللازمة، ما يفاقم الوضع الإنساني". وحذّر من أنّ "الطعام شحيح جداً، ولا نستطيع توفير وجبات للجرحى ولا حتى للطاقم الطبي الذي يعمل على مدار الساعة".

وناشد أبو صفية المجتمع الدولي التدخل سريعاً لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك الطعام والمستلزمات الطبية والأدوات الجراحية. وأكد أنّ "المستشفى يتعرّض بشكل مستمر لإطلاق النار، مع نشاط مكثّف للقناصة (الإسرائيليين)، ما يجعله يبدو كأنّه هدف عسكري"، مبيّناً أنّ جدران المستشفى مليئة بآثار "الرصاص والقذائف، رغم أنّه مستشفى صغير يقدّم خدمات إنسانية فقط".

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
ترامب في البيت الأبيض 10 فبراير 2025 (Getty)

سياسة

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء الإثنين، بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إذا لم تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين.
الصورة
جندي للاحتلال في مخيم نور شمس، الضفة 9 فبراير 2025 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

وسعت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليمات الخاصة بإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بحيث يسهل قتل المدنيين.
الصورة
أم مصرية وابنتها تمران أمام مطعم "كنتاكي" الذي طاولته دعوات المقاطعة (Getty)

اقتصاد

تتسع دعوات المقاطعة للسلع الأميركية في مصر، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب رغبته في احتلال بلاده قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن.
الصورة
أسرى فلسطينيون في رام الله ضمن الدفعة الخامسة 8/2/2025 (محمد تركمان/رويترز)

سياسة

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، سراح عدد 183 أسيرأً فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
المساهمون