استمع إلى الملخص
- تعرضت الكوادر الطبية لاستهداف مباشر، مما أدى إلى مقتل 860 من العاملين واعتقال 262 من الطواقم و89 مريضاً. قدمت جمعية العودة الصحية خدمات لأكثر من 22,500 جريح و168,000 مستفيد.
- أشاد مدير جمعية العودة بدعم الشركاء الدوليين وأعلن عن خطط لتوسيع الخدمات، بما في ذلك إنشاء مراكز رعاية وترميم مستشفى العودة.
أفادت إدارة مستشفى العودة في شمال قطاع غزة، اليوم الخميس، بأنّ إسرائيل شنّت 520 هجوماً على مستشفيات غزة على امتداد حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها، مستهدفة 50% من تلك المنشآت الطبية، الأمر الذي أدّى إلى إخراج 34 مستشفى من أصل 38 منها من الخدمة بالكامل. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت المجدلاوي، أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات الواقع وسط قطاع غزة، لاستعراض أداء جمعية العودة الصحية والمجتمعية التي تشغّل مستشفيات العودة، وذلك في خلال الإبادة الجماعية التي استهدفت فيها قوات الاحتلال الفلسطينيين في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى تنفيذ وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
وقال المجدلاوي إنّ مستشفيات غزة المتبقية صارت تعمل بصورة جزئية بسبب "الأضرار البليغة التي أصابتها، بالإضافة إلى حرمانها من الإمدادات اللوجستية والطبية التي تُمكّنها من القيام بواجباتها". وأضاف أنّ إسرائيل استهدفت 148 مركبة إسعاف وألف عامل في المجال الصحي خلال الحرب، الأمر الذي "تسبّب في مقتل 860 من الكوادر الصحية واعتقال 262 من الطواقم الطبية، بالإضافة إلى اعتقال 89 مريضاً من داخل المستشفيات". وشدّد المجدلاوي على أنّ "جمعية العودة سخّرت كلّ مواردها لخدمة المرضى والجرحى، رغم التحديات الكبرى التي واجهتها".
وأوضح مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية أنّ "قوات الاحتلال استهدفت مراكز الجمعية ومستشفياتها بصورة مباشرة، الأمر الذي أدّى إلى تدمير خمسة مراكز صحية تابعة لها، وإلحاق أضرار جسيمة في ثلاثة أخرى". وأكّد المجدلاوي أنّ "مستشفيات العودة رفضت كلّ أشكال التهديد الإسرائيلي بإخراجها من الخدمة"، مشيراً إلى أنّ المستشفيَين العاملَين في تلّ الزعتر (شمال) والنصيرات (وسط) تعرّضا لـ"الاستهداف المتكرّر". وتابع أنّ "أقسام مستشفى العودة ومرافقه في تلّ الزعتر شمال قطاع غزة تعرضت لأضرار بليغة وجسيمة، إضافة إلى الأضرار التي أصابت مستشفى العودة في النصيرات".
ولفت المجدلاوي إلى أنّ "كوادر مستشفيات العودة قدّمت خدماتها الطبية والإنسانية تحت أصعب الظروف وأشدّها خطورة، فقد استُهدف العاملون فيها بطريقة مباشرة ومتكررة، الأمر الذي أدّى إلى "استشهاد 28 من الكوادر الطبية والإدارية وإصابة 36 شخصاً آخر بجروح خطرة في أثناء أدائهم واجبهم في رعاية الجرحى والمصابين". وأكّد أنّ "الطواقم التمريضية والطبية في مستشفيات العودة تحمّلت أعباءً هائلة، إذ واجهت تحديات معقّدة بسبب الحصار (الإسرائيلي) والاستهدافات المتكرّرة".
وبيّن المجدلاوي أنّ فرق الإسعاف التابعة للمستشفى تعرّضت إلى 31 استهدافاً مباشراً، "أسفرت عن إصابة أربعة من ضبّاط الإسعاف، وتدمير عدد من مركبات الإسعاف بشكل كامل وجزئي". وتحدّث عن "اعتقال أربعة من العاملين في مستشفى العودة في تلّ الزعتر"، من بينهم مديره أحمد مهنا الذي "ما زال رهن الاعتقال هو وزملاؤه منذ 390 يوماً". وشرح أنّ "طواقم الجمعية قدّمت خدماتها إلى أكثر من 22 ألفاً و500 جريح، وإلى عائلات2811 شهيداً، فضلاً عن توفير خدمات طبية متنوّعة لـ 168 ألف مستفيد، وقدّمت خدمات الصحة الإنجابية إلى نحو 126 ألفاً و516 امرأة".
وأشاد المجدلاوي بالدور الكبير الذي يؤدّيه الشركاء الدوليون، مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في دعم جمعية العودة الصحية والمجتمعية في أثناء الحرب. وأشار إلى تمكّن الجمعية من إنشاء مستشفيات ميدانية وتوفير عشرات آلاف الاستشارات الطبية والأدوية والوجبات الغذائية للمصابين والطواقم الطبية. وأعلن المجدلاوي عن خطط الجمعية لتوسيع خدماتها في خلال مرحلة وقف إطلاق النار، بما في ذلك إنشاء مراكز رعاية صحية أولية في مختلف محافظات القطاع، وترميم مستشفى العودة في تلّ الزعتر شمال القطاع، وإطلاق مستشفى جديد في مدينة غزة (شمال) بالشراكة مع القطاع الخاص. وفي سياق متصل، وجّه الشكر إلى "كلّ المؤسسات الإعلامية التي وثّقت جرائم الاحتلال الإسرائيلي وسلّطت الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة"، مؤكداً أنّ الجمعية ستواصل عملها لتلبية احتياجات السكان ودعم صمودهم.
(الأناضول، العربي الجديد)