مساكن نازحي الشمال السوري متهالكة: عذابٌ سيتفاقم مع موسم الشتاء

مساكن نازحي الشمال السوري متهالكة: عذابٌ سيتفاقم مع موسم الشتاء

30 أكتوبر 2021
هكذا تكون حال مخيمات كثيرة في الشتاء (عمر البم/ Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة صادرة عن "وحدة تنسيق الدعم" حجم المأساة التي يعيشها النازحون السوريون في مخيمات الشمال السوري. فعلى الرغم مع الجهود التي بذلت في خلال السنوات الماضية بهدف إيوائهم، ما زالت الخيام تمثّل أكثر من 80 في المائة من مقرّات السكن. 

ومع اقتراب فصل الشتاء، يقف قاطنوها عاجزين في انتظار الأمطار والصقيع، وإن لم تكن حال النازحين المقيمين في أنواع أخرى من المساكن أفضل.

وتشكّل الخيام بحسب الدراسة نفسها 84 في المائة من مجموع مساكن النازحين، مع 304 آلاف و950 خيمة، فيما تمثّل المساكن المنشأة من الأسمنت والطين 13 في المائة من مجموع المساكن، مع 47 ألفاً و698 مسكناً. أمّا الكرفانات أو ما يُعرف بالغرف مسبقة الصنع، فلم تتجاوز ثلاثة في المائة مع تسعة آلاف و536 كرفاناً.

لكنّ تلك المساكن باختلافها تشكو من مشكلات حقيقية تحتاج إلى حلول، إذ بيّنت دراسة "وحدة تنسيق الدعم" أنّ 61 في المائة من المساكن المبنية من الأسمنت، والبالغ عددها 28 ألفاً و859، هي من دون أسقف ومغطاة بعوازل للمطر فقط، فيما 27 في المائة منها ذات أسقف أسمنتية، و10 في المائة مسقوفة بألواح صفيح (توتياء). ويُذكر أنّ ثلاثة في المائة من مساكن النازحين هي من الطين، وعددها 1606 مساكن.

كذلك، بيّنت الدراسة أنّ 85 في المائة من الكرفانات، أيّ ثمانية آلاف و59 منها، في حاجة إلى توفير عوازل للمطر، كون أسقفها تالفة وتسرّب المياه. في المقابل، فإنّ 26 في المائة منها، أي ألفَين و478 كرفاناً، في حاجة إلى إصلاح. 

من جهتها، تحتاج 30 في المائة من الخيام، أي 91 ألفاً و277 خيمة، إلى عوازل للمطر، و20 في المائة منها في حاجة كذلك إلى عوازل أرضية، و14 في المائة منها تالفة وفي حاجة إلى استبدال، وتسعة في المائة في حاجة إلى إصلاح.

ومع المشكلات في السكن، ثمّة مشكلة في الأراضي التي أُنشئت عليها المخيّمات. وأكّدت دراسة "وحدة تنسيق الدعم" أنّ 40 في المائة من أراضي المخيمات غير مستوية، لذا تتشكّل فيها برك مياه عند هطول الأمطار، وهذا تهديد إضافي للنازحين، فيما 17 في المائة من الأراضي مائلة بشكل سيئ جداً، الأمر الذي قد يتسبّب في حدوث فيضانات وانجراف الخيام في خلال العواصف المطرية.

وفي هذا الإطار، يؤكد مدير مخيّم الدير الشرقي بهجت أبو عهد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ثمّة خياماً كثيرة في حاجة إلى استبدال في الوقت الحالي قبل بدء هطول الأمطار وموجات الصقيع. وتعود أسباب ذلك إلى كونها مصنوعة من الأقمشة والأغطية. والأهالي يعمدون إلى نزع المتضرّر منها واستبداله خلال عملية الإصلاح. أمّا القسم التالف كلياً فيُستبدل بقطعة قماش أو بطانية".

لكنّ أبو عهد يوضح أنّه "في الوقت الحالي، ومع ارتفاع الأسعار وعدم قدرة أهالي المخيّم، ثمّة صعوبة في إجراء إصلاحات، ولا يمكن للأهالي تغيير غطاء الخيمة، سواء أكان عازلاً أم بطانية. لذا يعمدون إلى الإمكانات المتاحة لمنع تسرّب مياه الأمطار".

من جهته، يقول مدير مخيّم أهل التح في بلدة باتنته عبد السلام اليوسف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثمّة قسماً من الخيام في حاجة إلى استبدال، كون عمر بعضها تجاوز العامَين فيما استُبدل قسم منها. لكنّنا ننتظر تبديل القسم الآخر. وإلى ذلك الحين، يواجه الأهالي الأمر من خلال وضع شوادر فوق الخيام القديمة مثلاً، وثمّة من يحفر أقنية حول الخيام أو يرفع الخيام عن مستوى الأرض لمنع وصول المياه".

ويؤكد اليوسف أنّ "الحالة الإنسانية صعبة في بداية كلّ فصل شتاء، وسط تقصير من قبل المنظمات الإنسانية في توفير الشوادر ورفع أرضية الخيام وتوفير التدفئة. وفي العام الماضي مثلاً، لم نستفد من أيّ مشروع تدفئة ولم نتلقَّ أيّ وعود هذا العام بهذا الخصوص".

ويُقدَّر عدد النازحين في مخيمات مناطق شمال غربي سورية بنحو مليون نسمة يتوزّعون على 1293 مخيماً، وهؤلاء يجدون صعوبة بالغة في مواجهة التهديدات التي يفرضها فصل الشتاء في كلّ عام.

المساهمون