مساعٍ لتوفير الكتاب المدرسي في ليبيا

مساعٍ لتوفير الكتاب المدرسي في ليبيا

22 يناير 2022
لا يملك جميع التلاميذ الكتب (محمود تركيا/ فرانس برس)
+ الخط -

تُتابع وزارة التربية والتعليم الليبية عمليّة توزيع الكتاب المدرسي بالتعاون مع مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية، في وقت يستعد التلاميذ لإجراء امتحانات نصف السنة. وتُشدّد الوزارة على ضرورة التقيّد بـ "آلية توزيع الكتاب المدرسي والإسراع في توزيع الكميات على مراقبات التربية والتعليم في البلديات"، بعد وصول أولى دفعات الكتاب المدرسي الأسبوع الماضي.
وقرّرت الحكومة معالجة أزمة الكتاب المدرسي التي تواجه التلاميذ منذ بدء العام الدراسي الحالي. وفتحت المدارس أبوابها أمام التلاميذ من دون أن يكون الكتاب المدرسي متوفراً. وزادت حدّة الأزمة مع إعلان مكتب النائب العام الصديق الصور في العشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حبس وزير التربية والتعليم موسى المقريف للتحقيق معه في شبهات فساد تتعلق بالتعاقد مع مطابع خارج البلاد لطباعة الكتاب المدرسي. وشكلت الحكومة لجنة وزارية لمعالجة توفير الكتاب المدرسي.
وأخيراً، أعلنت اللجنة الوزارية عن وصول أولى شحنات الكتاب المدرسي إلى مخازن مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية، مؤكدة أن "وصول الشحنات سيتوالى تباعاً لتنتهي معاناة التلاميذ والمدرسين المتعلقة بعدم توفر الكتاب المدرسي". وأعلن نائب رئيس مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية محمود الوندي، بدء المركز في توزيع الكتاب المدرسي على دفعات على مخازن مراقبات التعليم، وتحديداً مراقبات تعليم طبرق وبنغازي شرقي البلاد، ومزرق جنوبها، بالإضافة إلى العاصمة طرابلس.
وأكد الوندي أنّ مركزه يتوقع وصول الكتاب المدرسي إلى مخازن المركز بنسبة 80 في المائة مع نهاية الشهر الجاري، تزامناً مع استمرار توزيعه على مخازن مراقبات التعليم لتكون مسؤولة عن توزيعه على المدارس في نطاقها. إلّا أن هذه الأنباء والإجراءات "غير كافية لحلّ الأزمة"، بحسب مدير مدرسة "التحدي" في سبها المهدي بداد. ويشدد على أهمية تعاطي الحكومة مع هذه الأزمة بجدية، مضيفاً أن "التصريحات الرسمية مجرد تهدئة للرأي العام". ويسأل: "ما هو عدد المراقبات التي تحدث عنها نائب رئيس مركز المناهج في كل ليبيا؟ الحكومة تتحدّث عن توفير الكتاب المدرسي في منتصف العام الدراسي وهذا أمر غير مقبول".

وبحسب الخطّة التعليمية المعلنة من قبل وزارة التربية والتعليم، فإنّ امتحانات نهاية النصف الأول لمراحل التعليم الإعدادي والثانوي ستجري بين يومي 27 فبراير/ شباط المقبل وحتى 10 مارس/ آذار المقبل، على أن تبدأ عطلة نصف السنة يوم 13 مارس/ آذار المقبل وحتى 17 من الشهر نفسه. لكن الصعوبة ستواجه تلاميذ المرحلة الأساسية الذين ستبدأ امتحاناتهم للنصف الأول من العام الدراسي مع بداية الأسبوع المقبل.
وأشرف بداد على عملية جمع الكتب القديمة من تلاميذ رفعوا إلى صفوف أخرى حتى يستفيد منها تلاميذ العام الحالي. وقال: "دعونا أولياء الأمور ممن لديهم القدرة المادية على تصوير كامل المنهاج والتبرع بالكتب القديمة لتلاميذ الأسر الفقيرة"، ويشير إلى أن ذلك قد ينعكس سلباً لناحية تعزيز الفروقات والتمييز بين التلاميذ.  
وأطلق العديد من المجموعات الأهلية الناشطة في المجال التطوعي حملات لتصوير الكتاب المدرسي وجمع القديم منها بهدف إعادة توزيعها على مختلف المدارس. إلا أن ذلك لا يكفي لسد العجز الكبير الذي تعانيه المدارس، وخصوصاً في مراحل التعليم الأساسي.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ويُشير أحد أصحاب المبادرات الأهلية لتوفير الكتاب المدرسي الناشط سالم بداوي، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أن هذا النشاط جعل غالبية المدارس تعول عليه بعدما عجزت الوزارة عن حل الأزمة. ويقول: "تكفل الكثير من الخيرين بتغطية التكاليف المالية لتصوير المقررات الدراسية. لكن مهما بلغ حجم التبرعات سيبقى العجز كبيراً". ويعرب عن استيائه من الحالة التي وصلت إليها بعض المدارس، لافتاً إلى أن التلاميذ "يتشاركون الكتب المدرسية المصورة، ويتبادلونها يوماً بيوم. هذه صورة سيئة بالفعل".
وعلى الرغم من عزم الحكومة إنهاء الأزمة قريباً، إلّا أنّ بداوي يقول إن غالبية مناطق الجنوب الليبي لم تصلها الكتب المدرسية، الأمر الذي يؤكده مدير مكتب الإعلام بمراقبة تعليم صبراتة (غرب البلاد) عبد الناصر التواتي. 

المساهمون