مسؤول أممي يحذّر من أيام مقبلة "حرجة" في غزة وسط الفظائع اليومية

27 ابريل 2025
خلال توزيع الطعام في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، 24 إبريل 2025 (بشار طالب/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر جوناثان ويتال من الوضع الحرج في غزة بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، مما يؤدي إلى وفيات بسبب القنابل والجوع.
- يعتمد قطاع غزة بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية التي منعتها إسرائيل، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية والبيئية، مع نقص في الإمدادات الطبية والوقود.
- نفدت مخزونات الغذاء لدى الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي بسبب الإغلاق الإسرائيلي، مما زاد من تفاقم الأوضاع، وأكد ويتال على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

حذّر كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال، من أيام "حرجة" في قطاع غزة المحاصر والمستهدف وسط الفظائع اليومية المسجّلة، في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام والتي استأنفتها في 18 مارس/ آذار الماضي، بعد هدنة هشّة لم تدم شهرَين.

وأكد ويتال، في لقاء جمعه مع صحافيين في قطاع غزة، أمس السبت، أنّ "الأيام المقبلة في قطاع غزة سوف تكون حرجة"، موضحاً أنّ "الناس لا ينجون في قطاع غزة"، فالذين "لا يُقتَلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء"، في إشارة إلى حالة الجوع الشديد ونقص الإمدادات.

ويعتمد قطاع غزة الذي كان عدد سكانه يُقدَّر بنحو 2.4 مليون نسمة، بصورة شبه كلية، على المساعدات الإنسانية التي منعت إسرائيل إدخالها كلياً منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، حين أغلقت معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون.

وبيّن كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنّ منظمات الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للفلسطينيين، بسبب تدمير خطوط الإمداد، مضيفاً أنّ المستشفيات غير كافية والإمدادات الطبية آخذة في النفاد. يُذكر أنّ إسرائيل عمدت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى تدمير المنظومة الصحية في القطاع، بكلّ الطرق الممكنة، ولعلّ منع إدخال المستلزمات الطبية والأدوية وغيرها من بينها.

وفي وصفه أوضاع الفلسطينيين المزرية في قطاع غزة، أشار ويتال إلى أنّه لا توجد أمكنة لإيواء الأسر النازحة. يُذكر أنّ آلة الحرب الإسرائيلية تمضي في تهجير الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة مرّة تلو مرّة، ولا سيّما مع أوامر الإخلاء المستمرّة التي تصدرها قوات الاحتلال.

وأشار ويتال، في لقائه مع الصحافيين، أمس السبت، إلى النفايات الصلبة التي تتراكم في شوارع مختلف مناطق قطاع غزة وأحيائها، في حين لا تتوفّر سبل لرفعها أو مواد لتنظيفها. وتأتي أزمة النفايات لتفاقم الأزمة في القطاع، إذ تزيد التهديدات الصحية والبيئية التي تواجه الفلسطينيين المحاصرين.

ورأى المسؤول الأممي أنّ جهود الإنقاذ "مستحيلة" من دون وقود، وأنّ المدارس مدمّرة أو غير صالحة للاستخدام. يُذكر أنّ إسرائيل تمنع كذلك إدخال الوقود إلى قطاع غزة الذي تشدّد الحصار عليه منذ الثاني من مارس الماضي، مع العلم أنّ الوقود لازم لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات، وكذلك بمحطات ضخّ المياه، وغيرها من الخدمات الضرورية.

وعلى خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ استأنفت إسرائيل حربها على الفلسطينيين، أكد ويتال أنّ "لا مكان آمناً في قطاع غزة اليوم". وهذه "خلاصة" راحت تكرّرها الوكالات التابعة للأمم المتحدة وكذلك منظمات دولية كثيرة تُعنى بالإغاثة والحقوق والصحة، منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية على القطاع، مطالبةً بوقف إطلاق النار. واليوم تصدر مطالبات جديدة بالعودة إلى الهدنة التي كانت قد وُضعت حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، قبل أن تسقط في 18 مارس، علماً أنّ خروقات إسرائيلية عديدة تخلّلت تلك الهدنة قبل انهيارها كلياً.

وشدّد المسؤول الأممي على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني والمسعفين والصحافيين كما المدنيين، لافتاً إلى أنّ هؤلاء "يُقتلون في حرب يبدو أنّها تُخاض بلا حدود". وتابع ويتال: "في الواقع، هذه لا تبدو أنّها حرب. يقول لي الناس في قطاع غزة إنّهم يشعرون بأنّه تفكيك متعمّد للحياة الفلسطينية على مرأى من الجميع، ويُوثَّق كلّ يوم من قبل الصحافيين الفلسطينيين".

في سياق متصل، لفت ويتال إلى استخدام إسرائيل المساعدات الإنسانية سلاحاً، قائلاً إنّ "الحرمان من المساعدات الإنسانية أمر لا يمكن تبريره، ولا ينبغي استخدامه سلاحاً على الإطلاق". وأكمل: "رأينا مرضى يُبعَدون من المستشفيات بعد قصفها. ونرى كلّ يوم أفراد الأسر والأصدقاء يُقتَلون أو يُهجَّرون"، مشيراً إلى أنّ "معكم (أنتم الصحافيون) نشهد الفظائع اليومية".

"أونروا": نفاد إمدادات الطحين لدينا في قطاع غزة

واليوم الأحد، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة المحاصر. وقالت الوكالة، في منشور على حسابها على موقع إكس: "أعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 إبريل نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة. وقد نفدت إمدادات الطحين من أونروا في وقت سابق من هذا الأسبوع". وأضافت وكالة أونروا أنّ لديها نحو ثلاثة آلاف شاحنة محمّلة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى قطاع غزة، غير أنّ إسرائيل تمنع إدخال شاحنات المساعدات، وذلك منذ الثاني من مارس الماضي، أي منذ نحو شهرَين.

وأوّل من أمس الجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نفاد مخزونه الغذائي "بالكامل" في قطاع غزة، بسبب عدم إدخال أيّ مساعدات أو إمدادات منذ سبعة أسابيع، بسبب الإغلاق الإسرائيلي الكلي للمعابر، في ما يمثّل "أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، الأمر الذي يفاقم الأوضاع في الأسواق والأنظمة الغذائية الهشّة أصلاً".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون