مزارعون سودانيون يأملون استعادة أراضيهم

مزارعون سودانيون يأملون استعادة أراضيهم

19 مارس 2021
رزق المزارعين السودانيين في الفشقة مرتبط بالعلاقات بين البلدين (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

تحت سقف من القش، يتذكر قرويون سودانيون زمن الحصاد في منطقة الفشقة ذات الأراضي الخصبة التي أصبحت اليوم في قلب النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا. اعتاد سكان قرية ودكولي على عبور مجرى نهر عطبرة الضيق بمراكب خشبية لزراعة مزارعهم في عمق منطقة الفشقة، التي يؤكد كلّ من السودان وإثيوبيا أنها داخل حدوده الدولية. 
ومنذ منتصف تسعينات القرن الماضي، أصبح من غير الممكن لأهل القرية عبور النهر إلى داخل المنطقة، بعد أن انتشرت القوات الإثيوبية فيها، ما مكّن آلاف المزارعين الإثيوبيين من زراعة الأرض على مدى حوالي خمسة وعشرين عاماً. انتشر الجيش الإثيوبي في الفشقة إثر تدهور العلاقة بين الخرطوم وأديس ابابا، جراء محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري محمد حسني مبارك، في العاصمة الإثيوبية في 1996. واتهمت إثيوبيا السودان بالوقوف وراء هذه المحاولة ما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين. وقتها أمر الرئيس السوداني عمر البشير بالانسحاب من الفشقة. 

وبعد أكثر من عقدين، انتشر الجيش السوداني في المنطقة "لاستعادة أرضه المسروقة". وبات رزق المزارعين السودانيين في الفشقة مرتبطاً صعوداً وهبوطاً بالعلاقات السودانية - الإثيوبية. ولا تُعرف بدقة المساحة المتنازع عليها في منطقة الفشقة التي تمتد على طول نحو 12 ألف كلم مربع. 
وقال محمد عمر، أحد الزعماء المحليين في ودكولي، إنّ حالة عدم الاستقرار، جعلت تعداد سكان قرية ودكولي ينخفض من 12 ألف نسمة منتصف التسعينات، إلى 4 آلاف فقط الآن، بعد أن نزح الآلاف. وظلّ مزارعون مثل، محمد جمعة، يكافحون لسنوات من أجل الوصول حتى إلى مساحات صغيرة من مزارعهم شرق نهر عطبرة. 
(فرانس برس)

المساهمون