مريض باركنسون أوّل الحاصلين على "الموت بمساعدة الغير" في توسكانا الإيطالية

11 يونيو 2025
من تحرّك مؤيّد للموت الرحيم أمام مجلس النواب في روما، إيطاليا، 13 سبتمبر 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في سابقة بإيطاليا، استفاد الكاتب دانييليه بييروني من "الموت بمساعدة الغير" في توسكانا بعد تبني قانون إقليمي يسمح بذلك، مما يعكس مبادرات الأقاليم في ظل مماطلة الحكومة المركزية.

- توسكانا، التي يحكمها يسار الوسط، أصبحت أول منطقة في إيطاليا تضع قواعد لتسهيل وتسريع إجراءات الموت بمساعدة الغير، رغم معارضة الائتلاف اليميني لرئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.

- جمعية "لوكا كوسيوني" دعت الأقاليم الأخرى للاقتداء بتوسكانا، مشيرة إلى معاناة الكثيرين الذين يضطرون للهجرة للموت بكرامة، في ظل قوانين صارمة تعاقب على المساعدة في الموت.

أعلن ناشطون إيطاليون، اليوم الأربعاء، أنّ كاتباً يعاني من مرض باركنسون كان أوّل شخص يستفيد من "الموت بمساعدة الغير" في إقليم توسكانا وسط البلاد. وقد تمكّن دانييليه بييروني من ذلك في منزله، في 17 مايو/ أيار الماضي، بعد ثلاثة أشهر من اعتماد السلطات الإقليمية قانوناً يتيح الموت بمساعدة الغير محلياً، وفقاً لما أفادت به جمعية "لوكا كوسيوني".

وكان المجلس الإقليمي لتوسكانا قد تبنّى، في 11 فبراير/ شباط 2025، قراراً يقضي بمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مستعصية لإنهاء حياتهم، في إجراء يُعَدّ نوعاً من أنواع الموت الرحيم. ومثّل الأمر سابقة في إيطاليا، إذ إنّ الأقاليم تتّخذ بنفسها مبادرات خاصة بالشأن الصحي وسط مماطلة من الحكومة بخصوص هذا الموضوع، بحسب ما كانت قد أفادت صحيفة الفرنسية في ذلك التاريخ. وبذلك صارت توسكانا، التي يحكمها يسار الوسط، أولى مناطق إيطاليا العشرين التي تضع قواعدها الخاصة لتبسيط إجراء الموت بمساعدة الغير وتسريعه.

يُذكر أنّ المحكمة الدستورية الإيطالية كانت قد حدّدت، في سبتمبر/ أيلول 2019، الشروط اللازمة لحصول المريض على مساعدة للموت من دون مقاضاة الشخص الذي وفّر له تلك المساعدة جنائياً. لكنّ اللجوء إلى ذلك الإجراء ما زال صعباً في إيطاليا، إذ لم يعتمد البرلمان قانوناً بعد في هذا الشأن. يُذكر أنّ الائتلاف اليميني لرئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني يعارض بشدّة القتل الرحيم، وقد طعن في ذلك أمام المحكمة.

وأشارت جمعية "لوكا كوسيوني"، اليوم، إلى أنّ الكاتب الإيطالي دانييليه بييروني المولود في عام 1961 عانى من مرض باركنسون منذ عام 2008، وكان مضطراً لاستخدام أنبوب التغذية 21 ساعة يومياً. أضافت أنّ الدواء المستخدم في الإجراء الذي لجأ إليه بييروني لإنهاء حياته حُضّر في منزله، وقد تناوله بنفسه بحضور الأطباء وأفراد عائلته. ودعت الجمعية الأقاليم الأخرى، في هذا البلد ذي الأغلبية الكاثوليكية، إلى أن تحذو حذو إقليم توسكانا، معربةً عن أسفها لأنّ "ثمّة أشخاصا كثيرين ما زالوا يعانون أو يهاجرون ليموتوا بكرامة".

وفي إيطاليا عموماً، تُعَدّ مساعدة شخص ما على الموت أمراً غير قانوني، ويُعاقَب عليها بالسجن من خمس سنوات إلى 12 سنة. وقد أوضحت المحكمة الدستورية، في عام 2019، أنّه لا يمكن إتاحة الموت بمساعدة الغير إلا للمرضى "الذين يُبقَون على قيد الحياة بفضل العلاج الضروري" و"الذين يعانون من مرض مستعصٍ يمثّل مصدر معاناة جسدية ونفسية لا تُحتمَل، لكنّهم قادرون كلياً على اتّخاذ قرارات حرّة وواعية". ومنذ قرار المحكمة الدستورية، لجأ ثمانية أشخاص إلى إنهاء حياتهم بمساعدة طبية في إيطاليا، بحسب ما أفادت جمعية "لوكا كوسيوني" وكالة فرانس برس.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون