مرض السرطان يتفاقم في الموصل.. و9 مستشفيات حكومية متوقفة

مرض السرطان يتفاقم في الموصل.. و9 مستشفيات حكومية من 11 متوقفة

20 أكتوبر 2021
مستشفيات المدينة رصدت ارتفاعاً واضحاً في الإصابة بالأورام (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون عراقيون في الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوى شمالي البلاد، إن مراكز ومستشفيات المدينة رصدت ارتفاعاً واضحاً في الإصابة بالأورام السرطانية أعلى من المعدل الطبيعي خلال العامين الماضيين. 

المدينة التي تعاني من توقف 9 مستشفيات حكومية بسبب تعرضها للدمار خلال العمليات العسكرية من أصل 11 مستشفى حكوميا، بات سكانها البالغ تعدادهم نحو مليوني نسمة يقصدون مدينتي دهوك وأربيل المجاورتين للعلاج والتداوي بفعل تردي البنى التحتية في القطاع الصحي.

ووفقا لمدير عام دائرة الصحة في محافظة نينوى فلاح الطائي، فإن مدينة الموصل سجلت خلال نحو 5 آلاف حالة إصابة بالسرطان، وأغلب المصابين من النساء والأطفال، ولم يذكر الطائي الفترة الزمنية لتسجيل الحالات الجديدة. لكن مسؤولا آخر بالدائرة تحدث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، بأنها منذ مطلع هذا العام.

كما تحدث الطائي عن معاناة مستشفيات الموصل من "نقص كبير في العلاجات السرطانية والمواد الإشعاعية، فضلا عن عدم وجود أجهزة لتوفير العلاج الإشعاعي للمصابين، داعيا وزارة الصحة إلى منح الموصل أجهزة طبية لمعالجة السرطان مع توفير الأدوية للمرضى، مبينا أن أكثر حالات السرطان تسجل في محافظة نينوى. 

طبيب في شعبة الأورام بدائرة صحة نينوى قال لـ"العربي الجديد"، إن غالبية ضحايا المرض يفقدون حياتهم بسبب التشخيص المتأخر وشراسة الإصابة، مبينا أن سرطان الثدي والقولون والرحم والدم أكثر تلك الإصابات وتسجل بين النساء والأطفال للأسف.

وحول أسباب الارتفاع، قال إنه "من غير الصحيح التحدث عنها بدون وجود دراسة، كما أن التكهن أو الاستنتاج طريقة غير صحيحة، لكن بالتأكيد لا يمكن أن يكون الارتفاع بمعزل عن التلوث البيئي الذي أصاب المدينة بعد الحرب الأخيرة وعمليات القصف العنيفة التي تعرضت لها بالصواريخ والطائرات".

وتمنع وزارة الصحة الأطباء من التحدث عن مواضيع مثل السرطان أو التشوهات الولادية بدون ترخيص مسبق، وهو ما دفع الطبيب إلى طلب عدم ذكر اسمه.

عضو البرلمان العراقي المنتهية ولايته، النائبة نور البجاري قالت لـ "العربي الجديد"، إن "الإصابات بالسرطان تزايدت في نينوى بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة بسبب المخلفات الحربية الموجودة حتى اليوم، وبعض مناطق الموصل أصبحت موبوءة فعلا".

وأضافت البجاري أن "المخلفات الحربية مصدر تلوث خطير للسكان ولهذا نرى مستشفيات نينوى تستقبل حالات سرطانية متصاعدة، دون وجود مستشفى تخصصي لمعالجة الأمراض السرطانية في المحافظة".

ولفتت إلى أن محافظة نينوى كان فيها قسم لمعالجة السرطان بالإشعاع، لكنها اليوم تفتقد لذلك، مشيرة إلى أن المرضى يضطرون للذهاب للعلاج في العاصمة بغداد بمبالغ مالية كبيرة. 

عضو مفوضية حقوق الإنسان في الموصل أحمد تحسين قال لـ"العربي الجديد"، إن إقرار وزير البيئة جاسم الفلاحي بوجود كميات ضخمة من مخلفات الحرب تقدر بنحو 13 مليون طن في الجانب الأيمن من الموصل فقط، جعلنا نتفاءل بأن هناك تحركا قريبا لرفع المخلفات، لكن وحتى الآن رغم مرور أكثر من شهر على هذا التصريح، لم يحصل شيء وما زال الوضع على حاله".

صحة
التحديثات الحية

مضيفا أن المخلفات تنقسم إلى حربية مثل قنابل وبقايا صواريخ ومواد ألقيت بالطائرات، وأخرى عبارة عن متفجرات تابعة لـ "داعش" وأغلبها في مبان مدمرة وشوارع تعرضت للقصف، والجزء الآخر هو الأنقاض التي تحتوي أيضا للآن على رفات ضحايا ولم يتم رفعها وهي مصدر تلوث خطير".

متهما حكومة الكاظمي بأنها قدمت وعودا للموصل ومع نهاية عمر الحكومة لم يجن الأهالي إلا الوعود أيضا".

وفي مايو/ أيار الماضي، قال مدير دائرة البيئة في جنوب العراق، وليد حميد، إنّ إحصائيات وزارة الصحة أوضحت تسجيل 2000 إصابة بالسرطان سنوياً، بسبب الشعلات النفطية التي تطلق غازات سامة في الهواء. وأشار إلى أنّ الغازات السامة المستخرجة تؤدي إلى إصابات مباشرة بسرطان الرئة، وأنواع أخرى من هذا المرض الخطير، مشدداً على "ضرورة التزام الشركات النفطية المستخرجة بالمنظومات والضوابط البيئية والصحية المعتمدة، ومراعاة المعايير الصحية، من أجل السيطرة على انتشار الأمراض". 

 

المساهمون