مرضى باركنسون إلى زيادة

مرضى باركنسون إلى زيادة

04 يوليو 2022
مرضى باركنسون يمارسون الرياضة (كليف غراسميك/ Getty)
+ الخط -

على الرغم من تطور أساليب الرعاية الصحية حول العالم، إلا أن بعض الأمراض كباركنسون (الشلل الرعاش)، ما زال يتطلب إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة أسبابه وكيفية علاجه، وخصوصاً أن عدد المرضى حول العالم ليس رقماً بسيطاً أو عابراً. وتشير الإحصائيات الصادرة عن الجمعية الأميركية لمرض باركنسون إلى ارتفاع عدد المصابين في الولايات المتحدة من 60 ألف مريض إلى 1.2 مليون بحلول عام 2030. وأضافت أن عدد الإصابات عالمياً قد يرتفع إلى الضعف خلال السنوات المقبلة، وقد وصل عدد المصابين عالمياً بمرض باركنسون عام 2021 إلى نحو 10 ملايين. 
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن باركنسون حالة تنكسية في الدماغ ترتبط بأعراض حركية (الحركة البطيئة والرعشة والتصلب وعدم التوازن) إضافة إلى مضاعفات أخرى، بما في ذلك الضعف الإدراكي واضطرابات الصحة العقلية واضطرابات النوم والألم والاضطرابات الحسية. تضيف أنه عالمياً، تتزايد حالات الإعاقة والوفاة بسبب مرض باركنسون على نحو أسرع من أي اضطراب عصبي آخر، إذ إن معدل انتشار مرض باركنسون قد تضاعف في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة. وأظهرت التقديرات العالمية عام 2019 أن هناك أكثر من 8.5 ملايين شخص يعانون من مرض باركنسون. وتفيد التقديرات الحالية بأنه عام 2019، أسفر مرض باركنسون عن 5.8 ملايين سنة حياة معدّلة حسب الإعاقة، أي بزيادة قدرها 81 في المائة منذ عام 2000، وتسبّب في 329 ألف حالة وفاة، وهي زيادة بنسبة مائة في المائة منذ عام 2000.
ويقول الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز العصبي مهدي العفه لـ "العربي الجديد": "باركنسون من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي نتيجة تآكل أو ضعف مادة الدوبامين، ما يؤدي إلى حصول رعاش غير إرادي لدى المريض. حينها، لا يستطيع التحكم بتصرفاته أو قدراته السلوكية والحركية". يضيف: "ما من سبب واضح للإصابة بالمرض. بعض الدراسات تشير إلى خلل في الجهاز العصبي، في وقت تشير أخرى إلى عوامل وراثية وإن بنسب بسيطة". 

لايف ستايل
التحديثات الحية

وبحسب منظمة الصحة العالمية، وعلى الرغم من عدم وجود علاج للمرض، فإن الأدوية والمعالجة الجراحية والعلاجات الأخرى يمكنها أن تعالج أعراض مرض باركنسون. وما زال دواء ليفودوبا/كاربيدوبا أكثر الأدوية شيوعاً وفعالية، وهو مدرج في قائمة المنظمة النموذجية للعقاقير الأساسية. والأدوية الأخرى مثل مضادات الكولين، أو العلاجات مثل التحفيز العميق للدماغ، يمكن أن تعالج أيضاً أعراض باركنسون، وخصوصاً الرعشة، وتقلّل من مقدار الأدوية المتناولة. ويمكن أن تساعد أنواع محددة من العلاج الطبيعي، بما في ذلك تدريبات القوة والمشي والتوازن والعلاج المائي في تحسين الأداء ونوعية الحياة لدى المرضى.
ويحدث المرض عندما تضعف الخلايا العصبية في العقد القاعدية، وهي مجموعة من النوى تحت القشرية موجودة في الدماغ تتحكم في الحركة بحسب المنظمة الأميركية للصحة العامة. وتشير إلى أن الخلايا العصبية تفرز مادة كيميائية في الدماغ تعرف باسم الدوبامين. وعندما تتعطل الخلايا العصبية أو تموت، فإنها تنتج كمية أقل من الدوبامين، الأمر الذي يؤثر على الحركة. وبحسب المنظمة، ما زال العلماء عاجزين عن معرفة سبب موت الخلايا العصبية.

ويفيد بحث أصدرته جامعة "هارفرد" الأميركية بأن خطر الإصابة بمرض باركنسون يعتمد على عوامل عدة، منها العمر، أو عامل وراثي. وقد يزيد التعرّض لمواد سامة محدّدة أو عوامل بيئية من عامل خطر الإصابة بالمراحل المتأخرة من مرض باركنسون. كما أن التعرّض المستمر لمبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية قد يرفع معدل خطورة الإصابة بالمرض بنسبة طفيفة.
وتختلف مؤشرات مرض باركنسون وأعراضه من شخص لآخر. وقد تكون مؤشرات المرض المبكرة خفيفة وتستمر من دون ملاحظتها. وتبدأ الأعراض غالباً في الظهور في أحد جانبي الجسم وعادة ما تظل أكثر شدة في الجانب نفسه، حتى بعد أن تبدأ الأعراض في إصابة الجانبين.
وتؤثّر عوامل عدة على صحة مرضى الباركنسون النفسية، إذ يعاني المرضى من أحلام وكوابيس مزعجة. وتشير دراسات إلى أن ما بين 17 و78 في المائة من مرضى باركنسون يعانون من كوابيس أسبوعية. حتى أن بعض الدراسات، ومنها دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" الطبية عام 2021، تفيد بأن الكوابيس قد تكون أيضاً عاملاً مسبباً للمرض. وتشير إلى أن 91 شخصاً (من أصل عيّنة شملت 3000 شخص) من الذين أصيبوا بباركنسون كانوا يعانون في فترات معينة من حياتهم من الكوابيس. 

المساهمون