مدير مدرسة في تونس يحلق شعر التلاميذ غصباً

مدير مدرسة في تونس يحلق شعر التلاميذ غصباً

06 مارس 2021
أجبر التلاميذ على حلق شعرهم تماماً (Getty)
+ الخط -

يعيش أولياء عدد من التلاميذ بمدرسة تونسية خاصة، في حي التحرير، وسط العاصمة التونسية، صدمة، بعد أن أقدم مدير المدرسة، أمس الجمعة، على نقل التلاميذ، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، بواسطة حافلات، وإجبارهم على حلق شعرهم تماماً.
وسُجّلت حالة من الفوضى في المدرسة، حيث حاول البعض الاختباء أو الفرار من الحافلة أو قاعات الحلاقة، ولكنهم أعيدوا بالقوة ليُجبروا على حلق شعرهم بالكامل.
وقال مندوب حماية الطفولة في تونس، أنيس عون الله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّه "من غير المسموح، وبأيّ شكل من الأشكال، إجبار أي تلميذ على حلق شعره". وأوضح أنهم تلقّوا، أمس الجمعة، إشعاراً مفاده أنه تمّ إجبار التلامذة على ركوب حافلات باستعمال القوة، والتوجّه لعدد من الحلاقين المختصّين في حلق الشعر.  وأشار إلى أنّه عاين الأطفال المعنيين، وأنّ الحلاقات شبيهة بالحلاقة العسكرية، إذ تمّ قصّ الشعر تماماً.
وأضاف مندوب حماية الطفولة في تونس، أنّ "ما حصل صادم ولا يمكن قبوله مهما كانت التبريرات، خاصة أنّ أولياء الأمور لم يكونوا على علم بالأمر. كما أنه قانونياً ومنطقياً لا يمكن إجبار التلاميذ على حلق شعرهم".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأضاف أنّ هذه المسألة تسبّبت في مشاكل كبيرة وصدمة للتلاميذ، فبعضهم حاول الفرار، وآخرون لم يتقبّلوا ما حصل، وبعضهم في وضع نفسي سيئ.  وأكّد أنّه تمّ اتخاذ إجراءات، وستكون على 3 مراحل: مرحلة إدارية، وهي التي قامت بها المندوبية الجهوية للتربية، حيث تمّ فتح تحقيق في الغرض. كما أنّ قاضيي الأسرة والنيابة العمومية تحرّكا إزاء الحادثة، ويتمّ التحقيق مع المشرفين على المدرسة.
وتابع أنّهم بصدد حصر الأطفال الذين كانوا ضحية الحادثة، إذ تمّ مبدئياً عدّ ما بين 40 و57 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و14 عاماً، وأنّ مستوى الأقسام خامسة وسادسة إبتدائي وسابعة وتاسعة إعدادي.
وأفاد عون الله، بأنه التقى بعض أهالي الأطفال، وتسود حالة من الذهول بينهم، وسيتم لقاء العديد منهم في الأيام القادمة والاستماع إليهم وتقديم الإحاطة النفسية اللازمة لمن يستحقها.
وأضاف المندوب أنّه سمع بعض المبرّرات لهذا الأمر، ولكن مهما كانت الدوافع  فإنّ "الضرر قد حصل، وسيتم الاهتمام بالأطفال المعنيين بالحادثة".
واتهمت قريبة أحد التلاميذ، وتُدعى نوال خالد، في تصريح على راديو ''إي أف أم'' الخاصة، إدارة المدرسة، بنقل تلاميذها غصباً إلى أحد محلات الحلاقة في حي مجاور، وحلق شعر الأطفال تماماً، مؤكّدة أنّ هذا الأمر  أثار الرعب والخوف في صفوف الأطفال، ما دفع أحدهم إلى القفز من الحافلة التي أقلّته مع زملائه، لتتم ملاحقته من طرف أحد المجهولين بدراجة نارية وتعنيفه. 
وأكّدت نوال، اعتزام أولياء الأمور رفع الأمر إلى الجهات المعنية من قضاء وإدارات معنية، خصوصاً في ظلّ ما خلّفته الحادثة من آثار نفسية وصحية على التلاميذ الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم الأربعة عشر عاماً.

المساهمون