استمع إلى الملخص
- الألغام ومخلفات الحرب تشكل تهديداً كبيراً بعد 13 عاماً من الصراع، حيث حذرت منظمات دولية من تعرض 15 مليون سوري لخطر الذخائر غير المنفجرة.
- دعت "سايف ذا تشيلدرن" الإدارة السورية والمانحين الدوليين لتسريع عملية إزالة الألغام، وسط تحذيرات من "يونيسف" و"هانديكاب إنترناشونال" بشأن المخاطر على الأطفال.
قُتل وجُرح أكثر من 180 طفلاً في سورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من جرّاء انفجار الألغام ومخلفات الحرب الأخرى، تزامناً مع عودة أكثر من مليون شخص إلى مناطقهم، وفقاً لما أعلنته منظمة "سايف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال)، اليوم الخميس. وتُعَدّ الأجسام المتفجّرة، من ضمنها الألغام، من الملفّات الشائكة التي يبدو التصدّي لها صعباً بعد سنوات من نزاع مدمّر أدّى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص واتّبعت في خلاله أطراف عدّة استراتيجية زرع الألغام في مختلف المناطق.
وأفادت المنظمة غير الحكومية، في بيان، بـ"مقتل وإصابة ما لا يقلّ عن 188 طفلاً في سورية" من إجمالي "628 شخصاً على الأقلّ من جرّاء (انفجار) الألغام ومخلفات الحرب" في خلال الأشهر الثلاثة الماضية، منذ إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. أضافت أنّ من بين القتلى أكثر من 60 طفلاً، في حصيلة مرشّحة للارتفاع. ووفقاً للمنظمة فإنّ حصيلة الأشهر الثلاثة تمثّل "أكثر من ثلثَي العدد الإجمالي للضحايا لعام 2023".
يُذكر أنّ نحو 1.2 مليون شخص عادوا إلى مناطقهم ومنازلهم في سورية في الفترة الزمنية ذاتها، وفقاً للأمم المتحدة، من بينهم أكثر من 885 ألف شخص نزحوا داخلياً.
ونقل بيان "سايف ذا تشيلدرن" عن مدير المنظمة في سورية بويار هوخا أنّ "أجزاء كبيرة من سورية مليئة بالألغام وكذلك مخلفات الحرب المتفجّرة بعد 13 عاماً من الصراع". وقد دعت المنظمة الإدارة السورية الجديدة والمانحين الدوليين إلى تسريع عملية إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة.
وتتوالى التحذيرات في هذا الإطار، فمنظمة "هانديكاب إنترناشونال" غير الحكومية حذّرت، في فبراير/ شباط الماضي، من أنّ 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، معرّضون لما بين 100 ألف و300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في كلّ أنحاء سورية، بعد نحو 14 عاماً من النزاع. وقالت مسؤولة برنامج سورية لدى المنظمة دانيلا زيزي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "إنّها كارثة بكلّ معنى الكلمة".
بدورها حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من خطر مميت للذخائر غير المنفجرة على الأطفال في سورية. وأفادت، في تقرير نُشر في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأنّ "الفتيات والفتيان في سورية ما زالوا يعانون بسبب التأثير الوحشي للذخائر غير المنفجرة بمعدّل ينذر بالخطر".
في سياق متصل، حذّرت منظمة "الإنسانية والإدماج" غير الحكومية، في تقرير أصدرته في فبراير الماضي، من المخاطر التي تمثّلها الذخائر غير المنفجرة المتبقية من النزاع المدمّر الذي اندلع في عام 2011. وفي فبراير الماضي، قُتل أكثر من ثمانية مدنيين، من بينهم ثلاثة أطفال، عندما اشتعلت ذخائر غير منفجرة في منزل بشمال غرب سورية، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان والدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
(فرانس برس، العربي الجديد)