مخلفات الحرب تواصل حصد المزيد من الأرواح في سورية

11 فبراير 2025
ألغام أرضية وذخائر ملقاة على أرض مهجورة بدمشق، 4 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بادية السخنة بريف حمص الشرقي انفجارًا أودى بحياة أربعة شبان، يُعتقد أنه ناجم عن لغم أو قنبلة من مخلفات الحرب، مما يهدد حياة المدنيين بشكل مستمر.
- وفقًا لمحمد سامي المحمد من مؤسسة الدفاع المدني السوري، تسببت مخلفات الحرب في مقتل 56 مدنيًا وإصابة 106 آخرين منذ نوفمبر 2024، مع تنفيذ عمليات تطهير واسعة.
- البادية السورية تُعد من أكبر بؤر الألغام ومخلفات الحرب، مما يهدد حياة المدنيين، خاصة جامعي فطر الكمأة ورعاة المواشي.

قُتل أربعة شبان، اليوم الثلاثاء، جرّاء انفجار يُرجّح أنه ناجم عن لغم أو قنبلة من مخلفات الحرب استهدف سيارتهم في الطرف الشرقي من بادية السخنة، بريف حمص الشرقي وسط سورية. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن الضحايا، وهم عطية ربيع، وعبد الله ربيع، وعائد ربيع، وراشد سويعي، لقوا حتفهم إثر انفجار وقع في سيارتهم خلال مرورهم في المنطقة، لا سيّما أن بادية السخنة بريف حمص الشرقي تعد من المناطق التي شهدت انتشاراً للمليشيات الإيرانية وخلايا تنظيم "داعش" قبل سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، ما يجعلها عرضة لمخاطر الألغام والعبوات الناسفة غير المنفجرة.

وفي السياق، قال منسق برنامج إزالة مخلفات الحرب في مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) محمد سامي المحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "السوريين يعيشون اليوم في نطاق مكاني كبير ملوث بالذخائر غير المنفجرة ومخلّفات الحرب والألغام التي خلّفها نظام الأسد البائد، وتتعرض حياتهم للتهديد باستمرار نتيجة هذه المخلفات والألغام"، واصفاً مخلّفات الحرب بأنها "إرث ثقيل وقاتل تركه نظام الأسد البائد ليقتل المدنيين لأمد طويل".

مخلفات الحرب "إرث ثقيل وقاتل"

وأشار المحمد إلى أن مخاطر مخلفات الحرب والألغام الأرضية تعد موتاً مؤجلاً للسوريين، إذ تسرق أرواح المدنيين وتتسبب بإصابات بالغة بينهم، وتعمق مأساتهم وتحدّ من أنشطتهم وتنقلاتهم وعودتهم إلى منازلهم. وأكد أن فرق إزالة مخلفات الحرب وثقت منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 حتى الثاني من فبراير/ شباط الجاري 2025، مقتل 56 مدنياً، بينهم تسعة أطفال وامرأتان، وإصابة 106 مدنيين بينهم أربعون طفلاً بجروح منها بالغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية، لافتاً إلى أنه خلال الفترة من 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 وحتى 26 ديسمبر/ كانون الثاني 2025، نفّذت فرق التخلص من الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني، 744 عملية تطهير جرى خلالها التخلص من 1236 ذخيرة غير منفجرة، بالإضافة إلى تحديد 136 حقل ألغام ونقاط لوجودها (بما في ذلك الألغام المضادة للدبابات وأخرى للأفراد) في إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية. وبالتوازي مع هذه الأعمال، قدّمت الفرق 357 جلسة تدريب عملي للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي نزحوا منها، وحددت فرق المسح 176 منطقة خطِرة مؤكّدة.

سلطان الشيخ عامر، أحد أبناء البادية السورية، أكد في حديثه لـ"العربي الجديد" أن البادية السورية تعد من أكبر بؤر الألغام ومخلفات الحرب، نظراً لما شهدته من معارك شرسة، وتغيرات متكررة في خارطة السيطرة بين مختلف الأطراف المتصارعة على مدار 14 عاماً، بما في ذلك تنظيم "داعش" الإرهابي، وقوات نظام بشار الأسد المخلوع، والمليشيات الإيرانية، والقوات الروسية.

وأضاف أن مخلفات الحرب سواء كانت ألغاماً أرضية أو بقايا صواريخ أُلقيت من الطائرات الحربية الروسية أو طائرات النظام السوري المخلوع، لا تزال تحصد أرواح المدنيين، مشيراً إلى أن معظم الضحايا هم من جامعي فطر الكمأة ورعاة المواشي، الذين يعتمدون على البادية في تأمين لقمة عيشهم، إلا أن هذه الأراضي باتت حقول موت تهدد حياتهم في كل لحظة.

وقُتل أربعة مدنيين يوم الجمعة، وأصيب آخر من عائلة واحدة، جراء انفجار لغم أرضي في قرية قرت ويران كبير بناحية العريمة شرقي حلب، شمال سورية، وفق ما أفادت به مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).

المساهمون