مخاوف من كارثة بعد تخفيض "يونيسف" حصة مخيم الركبان من المياه

مخاوف من كارثة بعد تخفيض "يونيسف" حصة مخيم الركبان من المياه إلى النصف

30 مايو 2022
تعميق مأساة النازحين المحاصرين في الركبان (Getty)
+ الخط -

حذّر نشطاء سوريون من تداعيات قرار منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" خفض حصة مخيّم الركبان المحاصر وسط الصحراء السورية من المياه التي تنقلها عبر صهاريج من الأراضي الأردنية إلى النصف، خاصة مع بداية فصل الصيف وازدياد الطلب على المياه، رغم أنّ النسبة التي كانت تصل السكان الذين يزيد عددهم عن 7500 لم تكن كافية في الأساس. وقال عضو شبكة الركبان المقيم في المخيم محمد عادل لـ"العربي الجديد"، إنّ التخفيض في حصة المياه المخصصة للسكان سيكون كارثياً على مختلف الأصعدة، فالكمية التي كانت توزّع سابقاً لم تكن تغطي كلّ حاجيات القاطنين بالمخيم، خاصة في ظل الجفاف الذي ضرب المنطقة الصحراوية هذا العام وجفّف منابع المياه والآبار، وما بقي فيها من مياه أصبح ملوثاً.

وأشار إلى أن المخيم على موعد مع كارثة أخرى تضاف إلى غياب معظم المواد الغذائية والأدوية بسبب حصار قوات النظام، لافتاً إلى أن تراجع كمية المياه التي تدخل المخيم، سيسهم في القضاء على مساحات الخضر الصغيرة التي يزرعها المحاصرون قرب بيوتهم الطينية، كما أنه سيؤثر على المواشي التي نستفيد من ألبانها ولحومها، والتي أسهمت على مدى سنوات من الحصار في إبقاء السكان على قيد الحياة. وبحسب المتحدث، فإن السكان المحاصرين سيضطرون لشراء المياه التي ارتفعت أسعار نقلها بعد الزيادات في الوقود وعلف الحيوانات المستخدمة في النقل، إذ وصل سعر خمسة براميل إلى خمسة آلاف ليرة، وأربعة آلاف للبيوت القريبة، وثمانية آلاف للبيوت البعيدة، بل حتى البيوت التي تبعد نحو أربعة كيلومترات، وصل سعر النقل فيها إلى 10 آلاف ليرة (الدولار = 3900 ليرة). وفي تصريح لشبكة الركبان قال آدم -الذي لم يذكر اسمه كاملاً- وهو مدير منظمة "عالم أفضل" المسؤولة عن توزيع المياه وصيانة خطوطها بالتعاون مع يونيسف منذ أغسطس / آب 2017، إن الكميات تحدّد وفق حاجة السكان من قبل يونيسف، وأكد أن منظّمتهم مسؤولة فقط عن التوزيع والإشراف على العملية في الجهة الشرقية من المخيّم. وليسوا مسؤولين عن كمية النقص الحاصل.

من جهته ناشد المجلس المحلي في مخيم الركبان منظمتي "يونيسف" و"عالم أفضل" لزيادة عدد ساعات ضخ المياه وكمية المياه التي يتم جلبها من الأردن، وشدّد على ضرورة معالجة أزمة المياه وما يعاني منه النازحون في المخيم. ودان المجلس تصريحات وزير خارجية النظام السوري التي قالها على التلفزيون السوري، واتهم فيها النازحين الذين ما زالوا داخل المخيم، بأنهم يتبعون لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وترفض هيئة العلاقات العامة والسياسية بمخيم الركبان أي تسوية أو مصالحة تحتّم عودة النازحين إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وتؤكّد بشكل دائم أن قاطني المخيم يخشون من عمليات انتقامية تنفّذها في حقهم قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية لها، أو الاقتياد للخدمة العسكرية.

وكانت عشرات العائلات غادرت المخيم منذ مطلع العام الحالي إلى مناطق سيطرة النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية ونقص الرعاية الطبية، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمساعدة قاطني المخيم وتقديم الغذاء والدواء والتعليم، في ظل ظروف مأساوية صعبة يعانونها منذ سنوات.

المساهمون