محور مروري يخترق قلب المعادي... القضاء على كل أخضر في مصر

محور مروري يخترق قلب المعادي... القضاء على كل أخضر في مصر

10 يوليو 2021
مسار محور الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

في إطار توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن قطع الأشجار وتقليص المساحات الخضراء في مواجهة نقص المياه من جرّاء أزمة سدّ النهضة، بدأت كراكات (آليات) تابعة لمحافظة القاهرة في تنفيذ مخطط قطع مئات من الأشجار المعمّرة والنادرة في حيّ المعادي، جنوبي القاهرة، إيذاناً بالبدء في تنفيذ "محور الجزائر" المروري.

ووجّه وزير النقل كامل الوزير بالمباشرة بسرعة في إنشاء المحور الجديد، بناءً على تعليمات من القيادة السياسية، الذي يبدأ شمالاً من طريق الأوتوستراد وجنوباً حتى ميدان الجزائر في حي المعادي في مرحلته الأولى، وصولاً إلى منطقة حلوان والتبين.

وينذر المحور المروري الجديد بالقضاء على أجزاء كبيرة من المساحات الخضراء في حيّ المعادي، على غرار ما حدث في حيّ مصر الجديدة، شرقي القاهرة، وفي منطقة المنتزه التاريخية في محافظة الإسكندرية، فضلاً عن إزالة الأشجار المعمّرة في كورنيش العجوزة بالجيزة، وهدم حدائق "عروس النيل" و"صباح الخير" و"هابي لاند" الأقدم في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية.

ويقطع المحور مناطق متاخمة لتلك السكنية في حيّ المعادي على طول الحيّ بأكمله، ويتكوّن من ثلاث حارات في الاتجاهَين، ما دفع الأهالي إلى تسليم خطاب إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي شرحوا فيه تخوّفاتهم من المحور وطالبوا بطرح حلول بديلة له، مع تسليم التماس موقّع من 3200 شخص من المقيمين في المعادي لوقف تنفيذ المحور. وطالبوا كذلك بتشكيل لجنة من خبراء التخطيط وهندسة الطرقات لدرس المسارات البديلة.

في هذا الإطار، دعت "جمعية محبي الأشجار" الأقدم في المعادي الجهات المسؤولة في الدولة إلى البحث عن حلول بديلة لمسار "محور الجزائر" الذي يخترق قلب ضاحية المعادي، مراعاةً للنسيج العمراني للحيّ ومناطقه ذات البعد التاريخي والثقافي. وحذّرت من تهديد المحور لعدد من المباني التاريخية المهمة، بما يتعارض مع معايير الاستدامة العالمية لتصميم عمران المناطق السكانية القائمة.

وأشارت الجمعية إلى تمثيلها منظمات أهلية عدّة في حيّ المعادي الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1904، لافتة إلى أنّ الحيّ يتفرّد بسمات عمرانية واجتماعية وطبيعية تجعله واحداً من أكثر أحياء القاهرة تميّزاً، نتيجة العلاقة المتناسقة ما بين المباني السكنية والمساحات الخضراء والمناطق التجارية، وفقاً لاشتراطات إنشائية تجعله نموذجاً مصغراً لـ"المدينة الخضراء".

 

أضافت الجمعية، في بيان لها، أنّ "ضاحية المعادي نشأت وتشكّلت على رؤية واضحة من مؤسسيها وساكنيها، لتنمو وتتطوّر بيد أجيال متعاقبة، ما جعل منها ضاحية متميّزة بلا أسوار. وأثمر هذا المجهود في اعتبارها واحدة من أهم المناطق ذات القيمة المتميّزة والمحمية، استناداً إلى قانون البناء رقم 119 لسنة 2008، وما تضمّنه من أحكام للحفاظ على القيمة المعمارية والعمرانية والتاريخية والعلمية والبيئية والإنسانية".

وتابعت الجمعية أنّ حيّ المعادي "الهادئ" يواجه "تحوّلاً عنيفاً" يهدّد - إلى غير رجعة - طبيعة المكان وهويته، نظراً إلى إنشاء محور مروري سريع يمزّق النسيج العمراني للحيّ ويتلف الطبيعة الخضراء الهادئة به، بل ويدمّر ثروته الشجرية المعمّرة التي قاومت تحديات كثيرة حتى أصبحت قوية وقادرة على العطاء وتمثّل مورداً اقتصادياً وبيئياً مهماً لا يجوز إهداره.

تجدر الإشارة إلى أنّ ضاحية المعادي تتميّز بأشجارها الرائعة والنادرة، وتقع في جنوب العاصمة المصرية على الضفة الشرقية من نهر النيل. وتدين بنشأتها إلى الخديوي إسماعيل الذي شُيّد في عهده خط السكك الحديدية، وكذلك الضابط الكندي ألكسندر آدمز مهندس التخطيط لإنشاء الحيّ الذي بات استثناءً فريداً في مدينة القاهرة الأعلى تلوّثاً بين مدن العالم، بحسب تقرير لمجلة "فوربس" الأميركية.

المساهمون