محمد إسماعيل... مواصلة الدراسة رغم اللجوء

محمد إسماعيل... مواصلة الدراسة رغم اللجوء

13 يونيو 2021
يشجّع سواه من السوريين في تركيا على الالتحاق بالدراسة الجامعية (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن استكمال الدراسة الجامعية سهلاً بالنسبة إلى محمد إسماعيل بعد سنوات من الانقطاع عنها ورحلة لجوء صعبة إلى تركيا، خصوصاً أنّه اضطر إلى اكتساب لغة جديدة للانطلاق. ويخبر محمد، البالغ من العمر 31 عاماً، الذي ولد في مدينة تلدو بريف حمص الشمالي: "تابعت تعليمي في المراحل المختلفة تدريجياً في سورية، ووصلت إلى المرحلة الجامعية. تطلّب الأمر منّي جهداً حينها، إذ إنّني كنت أتابع دراسة اختصاصَين جامعيَّين بالتوازي، هما الأدب الفرنسي والتاريخ في جامعة البعث في مدينة حمص. نجحت في التوفيق بينهما، لكننّي أجبرت على ترك الجامعة في عام 2011 بسبب الخوف من الاعتقال والملاحقة الأمنية".
وانقلبت حياة محمد منذ ذلك العام، إذ انتقلت عائلته إلى جرابلس في ريف حلب الشرقي ثمّ إلى تركيا. أمّا هو فلحق بها في رحلة خطرة عبر طرق التهريب في عام 2012. ولأنّ ضغوطات الحياة كبيرة، أُجبر على العمل في مجال البناء قبل أن يقرّر من جديد العودة إلى مقاعد الدراسة ويصرّ على ذلك. ولا يخفي محمد أنّ "الفترة التي تعلّمت فيها اللغة التركية قبل دخولي إلى جامعة كارابوك (شمال تركيا)، كانت أقلّ صعوبة من العام الجامعي الأوّل، إذ إنّ اللغة التي اكتسبتها لم تكن كافية لاستيعاب المناهج في الجامعة". ويؤكد محمد "كنت في حاجة إلى جهد مضاعف في عامي الأوّل لأتمكّن من متابعة الدروس، لا سيّما أنّني كنت قد اخترت تخصص الهندسة البيئية، وكنت من بين قلّة من السوريين في الجامعة. لكن بدعم من الأهل، بالدرجة الأولى من أمّي وأبي وإخوتي، أنهيت تلك المرحلة. وأتى ذلك بالتزامن مع حصولي على عمل في الجامعة في مجال دراستي، الأمر الذي شجّعني على دراسة تخصص آخر هو التمريض".

يتابع محمد "في البداية كنت أتساءل: لماذا دراسة تخصص آخر؟ لكنّني التحقت في العام الماضي بتخصّص التمريض، مستفيداً من الظروف الاستثنائية التي فرضها تفشّي فيروس كورونا الجديد، كون الدراسة صارت عن بُعد وهذا يخفّف عنّي عناء التنقل". يُذكر أنّ محمد كان من بين أوائل المصابين بكوفيد-19 عند انتشار الفيروس في تركيا، ويلفت إلى أنّه تبرّع ببلازما الدم بعد شفائه، "كعمل إنساني قد يساعد في إنقاذ حياة أحدهم".
ويؤكد محمد أنّ "الظروف الصعبة والحواجز التي اضطررت إلى اجتيازها هي مشتركة بين الشبان السوريين. لكنّني من جهتي تمكّنت من التغلّب عليها، بدعم ممن حولي وإصرار من قبلي". ويشجّع سواه من السوريين في تركيا على "الالتحاق بالدراسة الجامعية، وإن تطلّب الأمر جهداً، فذلك حجر أساس للمستقبل".

المساهمون